لم تكن مدام فاتن

لم تكن مدام فاتن

أكثر من عنوان يصلح ليكون عنواناً لهذه المقالة، أولها من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر، وثانيها نحن محكومون بالأسوأ .. وليس هناك من أمل، وثالثها كلنا مدام فاتن..
المواطن فاتن، والموظف فاتن، والأستاذ ،ورجل الأعمال، والتاجر، ومعالي الوزير، ومدام الحكومة فاتن، ومع ذلك فالكلام لايفيد، فقد وصل الأمر بنا أننا لانملك القدرة على تخيل الأفضل لا توجد صورة للأفضل، لا يوجد أفضل، يوجد ما هو أسوأ مما نحن فيه ونحن ننتظر الأسوأ كل يوم، وكل يوم نراه ويأتينا بكل وقاحته وبشاعته، 
الأسوأ هو الحقيقة الوحيدة التي نراها ويتثبت لنا وجودها بالصوت والصورة والأثر أثر الجرح ,أثر الجوع، وأثر اليأس الذي ينبت عشباً يابساً ينتشر على وجوهنا جميعاً. 
في حفلة السوشال ميديا التي شاهدناها على مدى الأيام الماضية صورة مصغرة للمواطن الذي لا يستحي، المواطن وصل إلى الدرك الأسفل من الحكم على الأشياء وصل إلى النكاية والجكارة والكراهية، هذا كل ما يملكه المواطن ولا لوم، لا يوجد عاقل أو حكيم، موظف أو مراجع ولا مسؤول ولا صاحب عمل، الكل في سلة واحدة ينتظر يومه الأسوأ.
كيف يمكن للذي ينتظر الأسوأ أن يكون حريصاً على أي شيء؟ كيف يكون المواطن مواطناً وهو الذي انتظر زيادة في دخله تنقذه من الجوع والحر والبرد والذل وارتفاع الأسعار ، فجاءته الحرائق والكوارث واحدة بعد أخرى .
المواطن الذي ينظر بسلبية قاتلة إلى كل شيء ويخرب كل شيء ينتظر الأسوأ 
المسؤول الذي يعرف أن لاقيمة له وأنه عرضة للإهانة هو الآخر من أي مسؤل أكبر شأناً وأحياناً أقل شأناً ، لن يفعل شيئاً جيداً وسيقوم بالأسوأ 
الوزير الذي لاحول له ولا طول ولا قوة سوف يقوم بالأسوأ ولن يتخيل غير الأسوأ.
 الحكومة بقيامها وقعودها تنتظر الأسوأ وتعرف أكثر من غيرها أن الأسوأ والأسوأ فقط على مد النظر .
 لايمكننا لوم المدام فاتن وحدها، فهي ليست الوحيدة،
 عندنا الموظف فاتن والمواطن فاتن ومعالي الوزير ومدام الحكومة فاتن. 
فلماذا تتحمل فاتن وزر مافعلته، وهي التي قالت انظروا حولكم وتجرؤوا على القاتل والحرامي والفاسد، لماذا نصب كل غضبنا ومخزوننا من الأسوأ على مدام تصرفت كما يتصرف كل موظف ومواطن في الشارع أو في البيت بلا مسؤولية. انظروا حولكم ومع من تتعاملون كل يوم. 
 مدام فاتن مثلها مثل غيرها عبرت عن الأسوأ الذي تشهده وهي ضحية مثل غيرها سواء كانت داخل كادر الصورة أو خارجه، كل مافي الأمر أن الكاميرا وضعت "سبوت" على وجهها مع أنها ليست المسؤولة عن هذا الأسوأ هي البرغي الذي لاحول له ولاطول من بقايا المكنة المهترئة التي هي جزء منها. 
لاعتب على مدام فاتن فهي ليست من هي، بل شُبه لمن رآها، الصورة الأصل التي لم تظهر لنا جميعا هي صورة حكومة ومسؤولين وعالم قبيح يحيط بنا. 
مدام فاتن مواطن مظلوم وضحية مثلها مثل غيرها، مثل المواطن المظلوم الذي تعرضت له ووجهت له الإهانة. وهي عبرت عن نفسها المظلومة المقموعة وتصرفت بذات رد الفعل الذي يمارس ضدها عندما تأتي كل يوم إلى عملها وتعود فاقدة الأمل بأي جيد قادم. تعاني من ذل الحاجة وفقدان المستقبل.
ماذا تنتظرون إذاً من مدام فاتن؟ ..التي لاتعرف اليوم كيف ستحمي ابنها الذي يتنمر عليه زملاء مدرسته وهم يعيشون بين أهلهم الذي لايختلفون عن أمه ولا أبيه . 
نظلم بعضنا ونحن الضحايا، نحن الجلادون والمجلودون صورة لعملة واحدة فقدت قيمتها ولم تعد تشتري ربع ربع رغيف من الخبز.
تحترق أنت وأنا وهو وهم… تحترق أرضك وأشجارك وبيتك وأولادك وأحلامك وتغرق في رماد أبله ظالم.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر