عن حرائق الساحل... وخيبتنا!

عن حرائق الساحل... وخيبتنا!

تسع سنوات حرب وكوارث من كل الأصناف والأشكال، ومع ذلك لم نتعلم على المستوى الرسمي كيفية التعامل مع أزمة مفاجئة...!
هذا يعني أن كل الاجتماعات التي تعقد، والخطط التي تعلن، ليست سوى "منصات" لتخدير الرأي العام.... وإضاعة الوقت!
وخير مثال على ذلك، الحرائق التي اندلعت أمس في ثلاث محافظات: اللاذقية، طرطوس، وحمص.
فمنذ اللحظات الأولى لنشوب تلك الحرائق بدا أن الأمر سيكون كارثياً، وتالياً كان يفترض أن تتبلور على الأرض سريعاً مجموعة إجراءات طوارئ هدفها: إشراك المجتمع الأهلي في إطفاء الحرائق، تأمين عمليات الإخلاء بشكل منظم وسليم، استنفار وسائل النقل العامة لتأمين نقل المواطنين الهاربين من النيران وإرشادهم إلى مناطق آمنة، تخصيص أرقام للتواصل مع المحاصرين....الخ
لكن ما حدث كان العكس تماماً... ترك المواطنون لقدرهم، يتحركون بمفردهم بلا أدنى إرشادات أو توجيهات تتعلق بسلامتهم، سواء في محاولتهم إطفاء النيران في حقولهم ومنازلهم، أو أثناء نزوحهم بعيداً عن النار...!
وهذا واقع ترويه الصور المؤلمة للمأساة... المناشدات التي أطلقها المواطنون لنجدتهم.... والمبادرات الفردية التي كانت ساحتها الصفحات الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي...الخ
أعرف أن الحرائق الكثيرة، التي اندلعت في وقت واحد، كان هدفها تشتيت جهود عمال الإطفاء والدفاع المدني....
أعرف أنها كانت مفتعلة كما حرائق القمح والشعير.... وتالياً هي أكبر من مجرد عمل فردي أو مجموعة أشخاص...
وأعرف أنها كانت أكبر من إمكانيات الوحدات الإدارية ومديريات الإطفاء والدفاع المدني....
لكن ما أعرفه أيضاً أن هناك مليارات الليرات صرفت على تزفيت الطرقات والشوارع داخل المدن الكبرى، استكمال أبنية، تجميل ساحات وشوارع، مناقصات وعقود ليست بذات أولوية... الخ، وجميعها نفقات كان يمكن أن تخصص لدعم منظومات الإطفاء والدفاع المدني، خاصة وأن ظاهرة الحرائق متكررة من عام إلى آخر!
 بالأمس زادت قناعتي أن العديد من مؤسسات الدولة ووحداتها الإدارية بوضعها الراهن عاجزة عن مجرد التفكير والاستشراف، وذلك بفعل حالة "التجهيل" التي تعيشها مع الإدارات والشخصيات المسيطرة على قراراتها وتحديد أولوياتها...!
ومع أن البعض يرى أن حرائق الأمس قد تحرق معها أيضاً بعض المسؤولين وتعيد هيكلة مؤسسات وآليات عمل عديدة، إلا أنني لست متفائلاً... فسابقاً أضعنا فرصاً مشابهة ولم يرجف لنا جفن، وتالياً فمن غير المستبعد بعد الانتهاء من إطفاء الحرائق أن يسلك الملف طريق الروتين القاتل، وكأن شيئاً لم يحدث... ليبقى المزارعون لوحدهم مع أشجارهم وممتلكاتهم المحروقة.... والله يعوض عليهم وعلينا.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني