الأصدقاء غير معنيين بإطفاء حرائقنا!

الأصدقاء غير معنيين بإطفاء حرائقنا!

ليس لأننا نريد القاء اللوم على أحد ما، وليس لأننا قمنا بكل ماعلينا قبل وبعد كل الكوارث التي تمر بنا، ولكن لأن أسئلة من نوع أين أصدقاؤنا لا يمكن إغفالها في ظروف ومحن كهذه.

من جهتنا يبدو من المستغرب لماذا لا نعلنها كارثة وطنية ونطلب المساعدة، وإذا كنا لانستطيع السيطرة على الحرائق التي لانعرف سببها ولا مفتعليها.  فلماذا لا نعلنها كارثة قومية ونطلب مساعدات أممية عاجلة؟ 

بالعادة وفي في أحداث كبيرة كهذه يخرج مسؤول ما في موقع ما ليدلي بحديث ويقدم خطة أو يطرح حلول، أو يخرج فقط ليطلب المساعدة من الدول التي يمكنها تقديمها. 

إذ لا ينفع البكاء وطلب الرجاء من الله فقط والقول:" أنت يارب العالمين وساقي العطشانين ومغيث المكلومين أغثنا". 

ولن ينفعنا السؤال أين المسؤولين وأين الحكومة ؟ فالجميع غائب بالمعنى الفعال! ولن تنفع زيارات بعض من جاءته الحمية لتكون زيارته زيادة في الغم والنكد. فما نفع الزيارات إذا لم نحسب حساباً لتجنب الكارثة في الحدود الدنيا، خاصة وأن الحرائق تحدث سنوياً وفي نفس هذه الأوقات تقريباً. 

إذا كانت الحكومة لا تعرف سبب الحرائق ولا تستطيع السيطرة عليها، وإذا كان وزير الزراعة يستطيع فقط توزيع الغراس على من احترقت أرضه، ووزير البيئة لايعرف احتياجات بيئة، فلماذا لا نطلب المساعدة من كل الدنيا؟، لماذا لانعلنها كارثة قومية ونطلب المساعدة ولو من الصين؟ التي يبدو أنها لا تستطيع تقديم المساعدة، وماذا فعل حلفاؤنا وأصحاب القواعد العسكرية على أرضنا، ألا يملكون طائرات متخصصة بإطفاء الحرائق؟، السؤال المحزن لوكانت إسرائيل من تتعرض لهذه الكارثة ماذا كان فعل أصدقاءنا الروس بينما هم يتفرجون على حرائقنا؟

 ومن يدري قد نسمع أنهم ربما أرسلو مساعداتهم العاجلة هذه المرة  إلى غابات الجليل؟

 لا زلت أتذكر قبل عام كيف سارعت الطائرات الروسية لنجدة غابات شمال فلسطين بكل شهامة. وكيف سارعت لإطفاء الحرائق في تركيا، وربما في أي مكان، ولكننا للأسف لم نشهدها هنا في سوريا تطفىء حرائق الغابات التي تحمي قواعدها، لم نجد طائرة روسية تهب للنجدة؟ لا في حرائق هذا الشهر ولا في حرائق الشهر الذي مضى. 

ترى أليست هذه علامة؟ أليست إشارة؟ 

ألا تعني شيئاً؟ أليس من البديهي أن تسارع روسيا إلى إرسال طائرات متخصصة بإطفاء الحرائق كما فعلت مع إسرائيل وتركيا أم أن أصدقاءنا غير معنيين بإطفاء حرائقنا حتى ولو كانت في ثيابهم؟ 

أنت أيتها الحكومة العاجزة أعلني عجزك ليسمعك العالم، فمن استطاع ربما يقدم لنا كأس ماء نطفيء به عجزنا. 

وأنت أيها الموت انتظرنا قليلاً فإذا كنا لم نمت بالحرب فإننا لن نموت حرقاً، سنشعل ثيابا ليحترق الأعداء معنا لن نموت هكذا كما فعلت أشجارنا، سنعيدها إلى الحياة من جديد، وكما لم يستطع أصدقاء سورية الـ 188 دولة قتلنا جميعاً سنبقى لنقاوم حرائقنا ببقائنا على هذه الأرض. 

من قال أننا لا نستطيع غرس أشجارنا من جديد لتعود أجمل وأكثر اخضراراً مما كانت ؟

 في أيام كهذه يخرج مجهولون ويسطّرون بطولات لا نعرفها ولايحكى عنها، عشرات الأشخاص قدموا بطولات خارقة في مواجهة ماحدث في اليومين الماضيين، قد نعرفهم وقد لايتسنى لنا معرفتهم. 

هؤلاء يعيدون  الثقة ويزرعون الأمل ويؤكدون أن الأرض لايدافع عنها إلا أبناؤها.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر