"عمين نزعل.. واللا عمين!" بين السائق والراكب..

"عمين نزعل.. واللا عمين!" بين السائق والراكب..

باتت مشكلة البنزين الشغل الشاغل للسوريين والحديث الأهم والمشترك الذي يتناقلونه كبيراً وصغيراً،وما الطوابير الطويلة للسيارات ومئات السائقين المتجمعين أمام الكازيات والشوارع الخالية من روادها بأربع عجلات إلا خير دليل على ذلك.
ومع هذه الأزمة القديمة الحديثة والمتجددة بلبوس أبشع من سابقاته وبتداعيات تتفاقم مرة بعد أخرى طفت على السطح مشكلة سيارات الأجرة وندرة توفرها وارتفاع أسعار "المشوار" أضعافاً مضاعفة مع غياب تشغيل العدادات،ناهيك عن اشتراط السائق للزبون عن وجهته وتسعيرة الخدمة.
وبجولة في شوارع اللاذقية تلاحظ الطرقات شبه الخاوية من السيارات إلا فيما ندر وانتظار الناس للتكاسي التي أصبحت حظوة لمن يحصّلها.
وبسؤال بعض المواطنين الذين كانوا يتجمعون في ساحة الشيخ ضاهر أجمعوا على انتظارهم فترة طويلة ولم يجدوا تكاسي تقلهم لوجهتهم وإن وجدت يشترط السائق أجرة مرتفعة،حيث ذكرت أم جميل أن أغلب من أوقفتهم طلبوا ٢٠٠٠ ليرة أو أكثر لإيصالها إلى ضاحية تشرين والتي كانت أجرتها سابقاً ٥٠٠ليرة.
بدوره ذكر وائل بدور أن أحد السائقين طلب ٥٠٠٠ليرة لإيصاله إلى ضاحية سقوبين والتي كان يصلها ب٨٠٠ أو ١٠٠٠ليرة.
وأشار أبو ابراهيم إلى أن مشوار قدومه من مشروع الزراعة إلى الشيخ ضاهر كلفه ١٥٠٠ليرة بعد جدال وصل حد الصياح مع السائق الذي طلب ٢٠٠٠ليرة.
ونوه أشخاص آخرون التقيناهم أنهم اتفقوا على مشاركة التكسي كونهم على نفس الطريق على ان يدفع كل واحد منهم ١٠٠٠ليرة،فعادة مشاركة التكسي أصبحت مشروعة ومفروضة في ظل نقصان عدد التكاسي وهي كانت غائبة قبل هذه الفترة.
وبسؤال بعض السائقين عن معاناتهم بالإضافة لنقل تأفف المواطنين من ارتفاع الأجرة العشوائي والغير منطقي، بعضهم أجاب بشكل واقعي ومقنع بأن ما يتقاضوه من زيادة عن المعتاد يرجع إلى فقدان مادة البنزين وصعوبة تحصيله بعد تقليل الكمية وتباعد أيام وفترة التعبئة وأنهم يضطرون للمبيت عدة أيام امام الكازية لملئ خزاناتهم وبالتالي تعطيل عملهم وما يخلفه هذا الأمر من قلة مردودهم وتأمين قوت أسرهم مع تأكيدهم على تقاضيهم زيادة بما يرضي الله والزبون.
فيما ذكر آخرون أنهم غير مضطرين على الانتظار لأيام أمام الكازيات وأنهم يشترون من "السوق السودا"بأسعار تصل إلى ٤٠ ألف ليرة "للبيدون" وهم ليسوا مجبرين على العمل وتوصيل الناس إلا بالسعر الذي يؤمن تحصيلهم لما دفعوه زيادة وهناك أناس ترضى بدفع المبلغ الذي يطلبونه بلا مناقشة.
هذا ضمن حدود مدينة اللاذقية أما على خطوط الريف والمصايف فالامر ليس بمختلف ولكن اللافت الأسعار الخيالية التي يطلبها السائقون،حيث وصلت أجرة التكسي من المدينة إلى الشاطئ الأزرق إلى ١٠٠٠٠- ١٥٠٠٠،بينما يتقاضى السائق من المدينة إلى صلنفة ٤٥- ٦٠ ألف ليرة.
وبين السائق والراكب دائماً نفس الحديث بين شكوى هذا وردح ذاك ولكل واحد منهما الحق في الدفاع عن وجهة نظره وحقه برفع الأجرة أو تخفيضها،ولكل واحد منهما مبرراته وأعذاره فكلاهما يحملان نفس الهم والتعب،ولكن الحيرة واحدة بأن"عمين رح نزعل واللا عمين؟" "الطاسة ضايعة" وبلدنا صارت "حارة كل مين إيدو إلو!"

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر