الطوابير قدر المواطن السوري

الطوابير قدر المواطن السوري

هل أصبحت الطوابير قدراً مرافقاً للمواطن السوري في كافة مناحي حياته ؟
طوابير البنزين والمازوت والغاز، طوابير الخبز، وحتى طوابير المرض كما سجل في الازدحام الأخير على تحليل فيروس كورونا.
هل يعقل اننا في القرن الحادي والعشرين وفي ظل ثورة التكنولوجيا وتطبيقاتها عاجزون عن تنظيم عملية توزيع لأربع أو خمس سلع؟
دعونا نحلل بموضوعية وبعيداً عن التحامل :
مصفاة بانياس بحاجة ماسة لعمرة شاملة بعد عدة سنوات من التشغيل المتواصل وكان بالإمكان تأجيلها لكن انقطاع توريد النفط الخام هذه الفترة لعب دوراً كبيراً في تثبيت الموعد حيث كانت المصفاة ستتوقف بطبيعة الحال لحصول انقطاع في التوريدات .
من جهة ثانية لا يمكن تحميل الحكومة الحالية الأزمة التي بدأت قبل تشكيل هذه الحكومة .
إذا الازمة الحالية تحمل في طياتها شقين من الأسباب أولهما أسباب خارجة عن السيطرة وهي توقف توريدات النفط الخام وصعوبة توريد مادة البنزين في ظل العقوبات وتطبيق قانون قيصر والشق الثاني متعلق بسوء إدارة عمليات التوزيع وهذا ما سنخوض فيه :
هناك تساؤلات مشروعة تدور في ذهن كل مواطن سوري :
وزارة النفط لديها كل المعلومات المتعلقة بتوريدات النفط الخام والمشتقات النفطية فلماذا لم تقم خلال الأشهر الماضية لاسيما أثناء فترة الحظر وانخفاض الاستهلاك إلى أضيق الحدود بملئ كافة الخزانات من البنزين والمازوت لمواجهة الازمة الحالية بأقل الخسائر الممكنة.
لماذا لم يقم السيد وزير النفط السابق ببرمجة العمرة السنوية لمصفاة بانياس خلال فترة الحظر سؤال مشروع لكل مواطن؟
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى هناك ظاهرة جديدة فاقمت الازمة بشكل كبير فهناك عدد كبير من سائقي سيارات التكسي ونتيجة لارتفاع سعر البنزين في الأسواق السوداء لحوالي 2000 ليرة للتر يقومون بالتعبئة وبيع مخصصاتهم بدون عمل
السؤال المطروح ألا يمكن إيجاد حل يخفف من الطوابير حالياً؟
أعتقد بأنه لا يوجد مشكلة بلا حل ولكن الحل يحتاج قرارات علمية مخططة ومدروسة وفيما يتعلق بمشكلة البنزين نستطيع تقديم المقترحات التالية :
يتم توزيع مخصصات الوقود على كافة المحطات بكميات أقل.
يتم عبر تطبيقات الرسائل النصية إعطاء ترميز خاص لكل سيارة والسماح لسائق السيارة بتحديد محطة الوقود مع توزيع السيارات على المحطات بشكل متناسب.
يتم التزود بالوقود عبر ورود رسالة تحدد المحطة والساعة بحيث نضمن عدم تجمع أكثر من 15 آلية في المحطة الواحدة في نفس التوقيت.
يتم التشدد وسحب بطاقة الوقود من أي آلية مخالفة .
هذه الإجراءات من شأنها أن تخفف الازدحام والطوابير بنسبة 90 بالمئة وشاهدنا سابقاً كيف انتهت طوابير الغاز المنزلي.
أخيرا نختم بعبارة بسيطة : نحن حاليا نواجه حصاراً غير مسبوق وعقوبات جائرة وهناك شح في الوقود والطحين وإن سوء الإدارة لهذه المواد في المرحلة القادمة سيكون له آثار أسوأ من أي هجوم عسكري على أي جبهة من جبهات القتال التي اشتعلت في السنوات السابقة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني