احتكار واستغلال للأدوية في الصيدليات وسط غياب الرقابة الصحيةج

احتكار واستغلال للأدوية في الصيدليات وسط غياب الرقابة الصحيةج

تحقيقات

دمشق - رولا نويساتي
أدى إغلاق معامل الأدوية إلى فقدان معظم أصناف الأدوية من الصيدليات، كما أدى إلى إغلاق الكثير من الصيدليات أو اقتصار مبيعاتها على المطهرات والمعقمات المصنوعة محلياً، أما الأدوية المستوردة فقد ارتفعت أسعارها بشكل يعجز المواطن العادي عن شرائها..
ولا ننكر أن هذه الصناعة تضررت في الحرب كباقي القطاعات الأخرى، وكان نصيبها خروج أكثر من 19 معملاً من الخدمة، وتراجع الإنتاج بنسبة 75 في المائة، مع توقف عشرات من المعامل، ومن استمر منها بالعمل فإنه يعمل بربع طاقته الإنتاجية، وخلال العامين الماضيين ومع عودة الاستقرار إلى محيط العاصمة دمشق ومدينة حلب بدأت بعض المعامل بالعودة تدريجياً إلى الإنتاج، حيث منحت الحكومة نحو 92 ترخيصاً لإنشاء معامل جديدة لا تزال حبراً على ورق بسبب العقوبات والحصار الاقتصادي، وما زال السوريون يعانون من نقص حاد تتجاوز نسبته 70 ٪ من حاجة السوق من الأدوية والمنتجات الصيدلانية، إضافةً إلى مشكلة تدني فعالية الدواء المحلي.
أوجاع وهموم
أبو عمر صاحب أحد معامل الأدوية أشار إلى أن مجموعات دوائية بكاملها باتت مفقودة، والمعامل لم تعد تستطيع تأمين المواد الأولية للأدوية بحسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وقد توقف دعم المركزي للمعامل بالدولار..

أما ياسر مدرس فقد كان مستغربا" من كون كل صيدلية تبيع الدواء بالسعر الذي يحلو لها بعيدا عن أدنى رقابة، فقد كان يبحث عن إحدى الأدوية فوجده في صيدلية بسعر، وفي صيدلية أخرى يفوق سعره الضعفين تقريباً..

مضيفاً: عندما تستفسر من صاحب الصيدلية عن سبب هذا التفاوت فإنه يلقي أمامك بالعديد من الحجج الواهية التي لا أصل لها..

أما منى فقد أكدت أن العديد من الصيادلة يقومون بالتمنع عن بيع بعض الأدوية "وعلى عينك ياتاجر" لاحتكارها ورفع أسعارها، وإذا ما "حطيت على عينو " وأشرت له على الدواء الموجود لديه على الرف يجيب  بكل برود " هاد مو للبيع"..

في حين أكد عادل أن بعض الصيدليات تتعامل مع المرضى كأصحاب البقاليات، فكل صيدلي يبيع بالسعر الذي يحلو له، وخاصة الأدوية المستوردة، مضيفا" أن مهنة الصيدلي مهنة سامية كمهنة الطبيب تماماً، لكن بعض الصيادلة من ضعاف النفوس قد شوه هذه المهنة بقصد الربح السريع..

أما يارا فقد كانت مستغربة من تصرفات بعض الصيادلة قائلة: عندما تدخل إلى صيدلية وتطلب أي مستحضر تجميلي فهنا يحلو للصيدلي أن يبيعك إياه بأضعاف مضاعفة، وكأنك تملك "مال قارون" كونك تريد شراء مستحضر تجميلي من الصيدلية، وهنا أحب أن أنوه بأن ذلك الاعتقاد عار عن الصحة، فلا يجب أن أكون من أصحاب الذوات حتى أشتري مسحوق تجميلي من الصيدلية، لكن القصة أن بعض المستحضرات تستخدم للعلاج وليس للتجميل فقط، كما أن البعض لا يثق بشراء تلك المستحضرات من مكان آخر، فبعتقادهم أنها مكفولة في الصيدليات..

مبادرات خجولة

انطلاقاً من هذه الأزمة، بدأت مبادرات فردية في المدينة تدعو أصحاب الصيدليات لعرض الأدوية المتوفرة لديهم بصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح الباب للمحتاجين بأخذها، هذه المبادرات سرعان ما لاقت استحساناً من الناس وانتشرت صور الأدوية الفائضة في البيوت والصيدليات على نطاق واسع، ولكن هل تسدّ مثل هذه المبادرات احتياجات السوق؟!!

هل يجب على المواطن أن ينتظر من أخيه المواطن الشفقة أو الحسنة لإعطائه علبة دواء لأن ثمنها يكسر ظهره..
هل وصل بنا الحال إلى أن ينتظر الفقير الموت كونه لا يملك نقوداً لشراء الدواء اللازم لعلاجه؟!!..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر