صحيح لا تقسم.. ومقسوم لا تاكل.. وكول لتشبع!..

صحيح لا تقسم.. ومقسوم لا تاكل.. وكول لتشبع!..

تحقيقات
دمشق - رولا نويساتي
يشير العنوان السابق إلى  معادلة تنطبق على رغيفنا العزيز في هذه الأيام، فقد تسبب ارتفاع الأسعار في زيادة مصاعب الحياة في سورية، وربما للمرة الأولى منذ سنوات الحرب تشهد سورية نقصا" حاداً في مادة الخبز المدعوم بالمخابز ، وهذا ما أدى إلى ظهور سوق سوداء رائجة تزيد الطين بلة على المواطنين..
هموم مفرقة والهدف واحد
من أمام طوابير الخبز وقفت السيدة أم يحيى تجفف عرقها وقد كانت متعبة جداً عندما بادرتنا قائلة " والله يابنتي صار لي واقفة ساعتين ونص" مشيرة إلى أنها مصابة بالديسك وهي ممنوعة عن الوقوف أصلا" كل هذا الوقت.. لكنها مضطرة بذات الوقت للوقوف كي لا تقع بين براثن ما أسمتهم ب" تجار الأزمة الذين يتلاعبون بقوت الشعب " والذين وصل بهم المطاف إلى التلاعب بلقمة عيش المواطن " الخبز " الذي لربما لم يبق له غيره ليسد رمقه به، بعد أن أصبحت تباع ربطة الخبز من أمام المخبز ب1000 ليرة سورية وأحيانا" قد تصل إلى 1500 ليرة بحسب "العجقة "
أما نادر الذي يعمل موظفا" فقد أشار أنه كثيراً ما يضطر إلى أخذ ما تسمى " بالإجازة الساعية " ليتناوب مع ابنه الجامعي في الوقوف على طوابير بيع الخبز ريثما يحالفه الحظ ويحظى " بالرغيف العجيب"
 وأضاف نادر إن استمر الوضع على هذا الحال فإنه بالتأكيد سيحصل على توبيخ من رئيسه في العمل ولربما يلحق به خصم على الراتب..
في حين أكدت سهى أن راتبها الشهري البالغ 50 ألفاً بالكاد يكفي بضعة أيام، وأنها أصبحت غريقة بالديون ، وأشارت أن الناس أصبحوا يبيعون أثاثهم ليتمكنوا من إتمام رحلة حياتهم... وهذا الشيء المؤلم لم يحدث من قبل في حياتنا حتى أثناء سنوات الأزمة..
أما عبدالله فقد أكد أنه لم يسبق له وأن شهد فقرا" على هذا النطاق في سورية "أم الخيرات" كما أسماها، مضيفا" أن سورية كانت تكتفي بشكل دائم ذاتيا".. وتساءل متعجبا" لماذا وصلت سورية إلى هذه النقطة التي سيصبح معها رغيف الخبز حلما" خلال وقت قريب؟!!..
إحصائيات لبرنامج الغذاء العالمي
تشير بيانات برنامج الغذاء  العالمي وخلال الأشهر الستة وحدها، إلى أن عدد الذين "لا يشعرون بالأمن الغذائي" في سورية ارتفع من 7.9 ملايين فرد إلى 9.3 ملايين فرد..
في حين خفضت سورية إنتاجها بشد خلال سنوات الحرب، حيث اعتادت على إنتاج أربعة ملايين طن في أعوام وفرة الإنتاج، واستطاعت تصدير 1.5 مليون طن، أما في العام الحالي فتقدر منظمة الأغذية والزراعة أن سورية أنتجت ما بين 2.1 مليون و2.4 مليون طن. وتتوقع الحكومة أن يبلغ الإنتاج 2.8 مليون طن.
هذا ويبلغ الطلب في مختلف أنحاء البلاد حوالي أربعة ملايين طن مما يعني أنه يجب سد العجز بالاستيراد من الخارج..

والجدير بالذكر أنه في العام الجاري رفعت الحكومة السورية السعر الذي تدفعه من السعر المعلن في بداية الموسم وهو 225 ليرة للكيلوغرام إلى 425 ليرة.

مدير عام مديرية المؤسسة العامة للمخابز
في تصريح أثار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكد مدير عام مديرية المؤسسة العامة للمخابز “زياد هزّاع”، إن السبب الرئيسي لنقص مادة الخبز، هو زيادة الطلب عليه، كونه أصبح جزءاً أساسياً من “قوت الأخوة المواطنين”، بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، (يعني وبالمختصر المواطن ما بقا قادر ياكل غير خبز مدعوم؟).

وقد أضاف “هزّاع" أن السبب الآخر في نقص الخبز، يعود لتوقف بعض المخابز، ما نتج عنه ازدحاماً زائداً، إضافة إلى أن وجود بعض الأعطال في بعض الأفران كان سببآ آخر»،( تعددت الأسباب، والنتيجة واحدة، فقر وخبز مدعوم ).

ويضيف الهزاع أن الدقيق متوفر، ويتم توريد 5400 طن،  وأن حاجة المواطن ربطتين فقط من الخبز، ويُقدم له على البطاقة الذكية أربع ربطات، ولكن للأسف بعض الأخوة المواطنين يقومون باستجرار المادة لبيعها خبز علفي ويقدر سعر الكيلو غرام ٢٠٠ ليرة سورية..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر