كأن الحكومة على الحياد!

كأن الحكومة على الحياد!

نحن اليوم أمام موقفين متناقضين فيما يتعلق ببدء العام الدراسي...

وزارة التربية المصرة على بدء العام الدراسي وفق تصور لا يخلو من الملاحظات والمخاوف، لاسيما وأن ما هو قائم على أرض الواقع لا يمت بصلة في بعض المناطق إلى ما يروج عبر وسائل الإعلام المحلية بمختلف أشكالها...!!
وفريق من كبار الأطباء ومديري بعض المستشفيات يحذر من إمكانية تفشي الوباء من جديد في حال بدء العام الدراسي، ويطرح أسباب موضوعية لذلك.... لكن من دون أن يقدم رؤية علمية تمكن وزارة التربية من تطبيقها لمواجهة الفيروس وضمان عودة آمنة للعملية التربوية...!
أما المواطن فهو حائر ومشتت، فمن جهة هو خائف على أطفاله وأسرته من الإصابة بالفيروس ويعرف جيداً تبعات ذلك في ظل نظام صحي متهالك، ومن جهة ثانية فهو خائف أيضاً على مستقبلهم العلمي، إذ من غير المنطقي أن يذهب عام دراسي آخر سدى...
وبين هذا وذاك، تبدو الحكومة وكأنها تقف على الحياد... أو أن الملف ليس من مهامها.
إذ باستثناء ما ورد في الخير الصحفي الخاص بالاجتماع الأول للحكومة، لم نسمع أو نقرأ عن أي تحرك حكومي فاعل لمناقشة ملف عودة الطلاب إلى مدارسهم بشكل آمن....!
 فمثلاً كان يمكن على الأقل جمع الأطراف المعنية ومناقشة هواجسهم وأفكارهم، ومن ثم الخروج بخطة عمل وطنية تنفذ فعلياً... ومثل هذا الاجتماع كان سيكون كفيلاً بوقف هذا الضخ الإعلامي المتناقض والمتشنج أحياناً، والذي يرفع من مستوى القلق والتوتر الشعبي، ويشير في الوقت نفسه إلى غياب التنسيق والتعاون بين وزارات الدولة ومؤسساتها..!
لكن للأسف هذا لم يحدث... !!
والسؤال... هل نحن أمام مرحلة جديدة من تعاطي رئاسة مجلس الوزراء مع ملفات الشأن العام، بحيث تكون فيها الوزارات المعنية هي صاحبة القرار الأوحد ؟ أم أن حداثة تسلم الحكومة لمهامها جعلها تغيب مؤقتاً عن بعض الملفات والقضايا ريثما ترتب أوراقها؟
على أي حال...
هناك خوف مبرر لدى المواطن هذه الأيام... ليس فقط فيما يتعلق بافتتاح العام الدراسي، وإنما حيال ملفات كثيرة تبدأ بمستقبل الأوضاع الاقتصادية للبلاد، ولا تنتهي بتطورات مرحلة ما بعد الحرب..
ونجاح أي وزارة أو مؤسسة مرتبط بالقدرة على معالجة أسباب ذلك الخوف وتجاوزها بإجراءات حقيقية تجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع، لا أن تبقى مجرد حبر على ورق أو  وعود إعلامية لا أكثر.....الخ.
لذلك فإن وزارة التربية ستكون أمام امتحان كبير مع افتتاح العام الدراسي،..
فإما أن يترسخ خوف المواطن أكثر  وبذلك تفقد الوزارة شريكها الأهم، وهذا احتمال متوقع فيما لو بقي حال كثير من المدارس الحكومية على ما هو عليه... لا تعقيم، لا منظفات، لا دورات مياه نظيفة...الخ.
 أو أن تنجح في كسر جدار ذلك الخوف وتكسب المواطن وتتحول بذلك إلى أداة التأثير الأقوى في المجتمع، وهو أمر ليس بصعب التحقق إذا ما تعامل المعنيون في القطاع التربوي بمسؤولية وموضوعية مع الوضع الراهن، وخرجوا من عباءة "تجميل الواقع" وإخفاء العيوب والسلبيات... إلى الاعتراف بالواقع والتعرف عليه عن قرب!

 

 

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني