ترامب يحرز اتفاقاً دبلوماسياً مع حليفتيه إسرائيل والإمارات قبل الانتخابات

ترامب يحرز اتفاقاً دبلوماسياً مع حليفتيه إسرائيل والإمارات قبل الانتخابات

تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس من إحراز انتصار خاص للدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط قبل الانتخابات المقررة بالولايات المتحدة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، وذلك عندما ساعد في الوساطة في اتفاق بين حليفتيه إسرائيل والإمارات.

واتفقت دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية. وقالت إسرائيل أيضا إنها ستعلق خطوة ضم مناطق بالضفة الغربية المحتلة التي كانت تعتزمها.

وبعد قليل من إبرام الاتفاق هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، كتب ترامب على تويتر ”انفراجة ضخمة“ وقال للصحفيين إنه يجري العمل على اتفاقات أخرى مماثلة في الشرق الأوسط.
وقال ترامب ”قال الجميع إن هذا سيكون مستحيلا“.

وأضاف ”بعد 49 عاما، ستطبّع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة علاقاتهما الدبلوماسية تطبيعا كاملا. ستتبادلان السفارات والسفراء وستبدآن تعاونا شاملا يشمل مجالات عديدة منها السياحة والتعليم والرعاية الصحية والتجارة والأمن“.

وكتب ولي عهد أبوظبي على تويتر ”في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية“.

وفرصة القيام بدور رجل الدولة على الساحة العالمية بالغة الأهمية بالنسبة لترامب الذي يتراجع في استطلاعات الرأي العام قبل معركة انتخابية يبدو أنها ستكون صعبة مع منافسه الديمقراطي جو بايدن وفي وقت يسعى فيه جاهدا لاحتواء جائحة كورونا التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي.

وواجهت اثنتان من مساعي ترامب في الشرق الأوسط صعوبات في العام المنصرم، وربما ينجح الاتفاق الجديد الذي يعرف باسم اتفاق أبراهام في ترميم الأمر.

فترامب لم يتمكن من التفاوض على ما أطلق عليه ”صفقة القرن“ بين إسرائيل والفلسطينيين، كما أن خطة سلام اقترحها في يناير كانون الثاني وكانت تميل بوضوح لصالح الإسرائيليين لم تتقدم قيد أنملة.

ولم يتمكن أيضا الرئيس الجمهوري الذي انسحب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران من الحصول على تنازلات من طهران رغم حملة ”الضغوط القصوى“ التي تهدف لعزل الإيرانيين.

وتعتبر إسرائيل والإمارات إضافة إلى السعودية إيران خصما عتيدا.

وقال برايان هوك، مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية المختص بالملف الإيراني والذي سيترك منصبه قريبا، إن الاتفاق الجديد بمثابة ”كابوس“ لإيران فيما يتعلق بمساعيها ضد إسرائيل في المنطقة.

ولم تكن خطط حكومة نتنياهو لضم مناطق بالضفة الغربية تطورا مريحا بالنسبة لواشنطن، ورأى كثيرون أنها ربما تكون نذيرا بموت خطة السلام الأمريكية.

وسئل السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان عن الفترة التي يمكن أن تعلق خلالها إسرائيل خطة الضم فقال إن هذا غير واضح لكن الإدارة الأمريكية تريد أن تعطي دولا أخرى في المنطقة فرصة إبرام اتفاقات مماثلة مع إسرائيل.

وقال لصحفيين في البيت الأبيض ”لقد أعطينا السلام أولوية على خطوة السيادة، لكن الأمر لم يستبعد من على الطاولة. إنه مجرد شيء أرجأناه حتى نعطي السلام كل فرصة سانحة“.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر ”نسعى اليوم أن يكون تجميد إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية فرصة جديدة لإحياء السلام“.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن مستشار ترامب البارز وصهره جاريد كوشنر وسفير الولايات المتحدة في إسرائيل ديفيد فريدمان ومبعوث الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش شاركوا بقوة في المفاوضات من أجل الاتفاق إلى جانب وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي روبرت أوبراين.

وذكر بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث إن الزعماء ”اتفقوا على التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل والإمارات“.

وأضاف البيان ”من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة“.

وقال ترامب ”هذا الاتفاق خطوة مهمة صوب بناء شرق أوسط أكثر سلاما وأمنا ورخاء. والآن بعد أن انكسر الجليد... أتوقع أن تحذو المزيد من الدول العربية والإسلامية حذو الإمارات... وتطبع العلاقات مع إسرائيل“.

وأضاف ”نناقش ذلك بالفعل مع دول أخرى، قوية جدا، دول جيدة جدا تريد أن ترى السلام في الشرق الأوسط وبالتالي على الأرجح سترون المزيد مثل ذلك... هناك أشياء تحدث لا يمكنني التحدث عنها لكنها إيجابية للغاية“.

وأشار البيان إلى أن وفودا من إسرائيل والإمارات ستجتمع في الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقات ثنائية في مجالات الاستثمار والسياحة ورحلات جوية مباشرة والأمن والاتصالات وملفات أخرى.

وقال البيان ”نتيجة لهذا الانفراج الدبلوماسي وبناء على طلب الرئيس ترامب وبدعم من دولة الإمارات، ستتوقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية وفقا لخطة ترامب للسلام، وتركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي. وإذ تؤمن كل من الولايات المتحدة ودولة الإمارات وإسرائيل بإمكانية تحقيق إنجازات دبلوماسية إضافية مع الدول الأخرى، فإنها ستعمل معا لتحقيق هذا الهدف“.

وذكر البيان ”ستقوم الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل على الفور بتعزيز التعاون وتسريعه فيما يتعلق بمعالجة وتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد. ومن خلال العمل معا، ستساعد هذه الجهود في إنقاذ حياة الجميع بصرف النظر عن ديانتهم في جميع أنحاء المنطقة“.

(رويترز)

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني