الزراعات المحمية إلى المجهول

الزراعات المحمية إلى المجهول

تعتبر الزراعات المحمية العصب الرئيسي للاقتصاد المحلي في الساحل السوري وقد تعمقت اهميتها بعد اقتلاع مئات الدونمات الزراعية لأشجار الحمضيات واستبدالها بالبيوت البلاستيكية بحيث اصبحت غالبية الاراضي الصالحة للزراعة مغطاة بالبيوت البلاستيكية وأصبح السواد الأعظم من المزارعين يعمل بها والمحصول رقم واحد في الساحل السوري هو البندورة.
وبشكل عام يمكننا القول أن نجاح مواسم الزراعات المحمية يقود إلى تحريك كافة الأنشطة الاقتصادية في الساحل السوري من خلال تحريك الطلب على مستلزمات الإنتاج والمواد والخدمات كافة وعند تعرض المواسم لأي هزة تحصل حالة جمود اقتصادي في الساحل السوري .
الان ومع الارتفاع غير المسبوق لمستلزمات الانتاج التي وصلت إلى مستويات قياسية :
تكلفة النايلون للبيت البلاستيكي الواحد تفوق الـ 400 الف ليرة سورية.
سعر ظرف البذور للبيت البلاستيكي الواحد حوالي 160000 ليرة سورية.
تكلفة تعقيم البيت البلاستيكي حوالي 100000 ليرة سورية.
هناك تكاليف متفرقة بين سقاية ومواد مكافحة ومبيدات وحراثة وما شابه بحوالي 300000 ليرة.
أي بعبارة بسيطة تبلغ تكلفة إنتاج الكيلو الواحد بعد ادخال قيمة العمل حوالي 400 ليرة سورية والقضية لم تنتهي هنا :
يضاف إلى كل كيلو غرام حوالي 40 ليرة سورية ثمن شريحة فلين .
كما يضاف حوالي 28 ليرة عمولة بيع .
وتبلغ تكلفة نقل الكيلو غرام الواحد من المزارع الى سوق الهال حوالي 30 ليرة سورية.
أي تكلفة الكيلو المباع حوالي 500 ليرة سورية ؟؟؟؟
أمام هذا كله ماذا ينتظر المزارع السوري للموسم القادم؟؟؟
اغلبية المزارعين باعوا انتاجهم بأسعار توازي او تقل عن سعر التكلفة.
وبالتالي غالبية المزارعين وقعوا في عجز مالي وغير قادرين عن دفع تكاليف زراعة الموسم القادم نقدا
غالبية الصيدليات الزراعية لن تقوم بتزويد المزارعين بمستلزمات الإنتاج نظرا لارتفاع حجم الائتمان اللازم وتقلبات أسعار الصرف .
وبالتالي يمكننا توقع خروج حوالي 50% من الإنتاج في الموسم القادم وهذا يرتب نتائج كارثية على الاقتصاد المحلي في الساحل السوري وعلى الاقتصاد الوطني ككل .
ارتفاع الأسعار للمزروعات المحمية في العام القادم نتيجة نقص الإنتاج .
جمود اقتصادي كبير في الساحل السوري نتيجة انخفاض الطلب الفعال الناجم عن انخفاض دخل المزارعين الذين يشكلون السواد الأعظم في الساحل السوري .
انتقال الجمود الاقتصادي الى المحافظات الاخرى نتيجة حدوث شلل في الدورة الاقتصادية في الساحل السوري .
برأيي الوضع حاليا يفرض تحركا سريعا لحماية المزارعين وهناك طريقين لا ثالث لهما :
إما أن تقوم الحكومة عبر المصرف التعاوني الزراعي بمنح قروض ميسرة لمدة عام بمبلغ حوالي 500000 ليرة سورية لكل بيت بلاستيكي أو تقوم بتزويد المزارعين بالنايلون والبذار ومواد التعقيم ويتم التسديد بعد عام .
وأي تاخير في معالجة هذه المشكلة سيقود إلى تعقيد الوضع الاقتصادي والمعيشي المعقد اساسا وسيكون له تأثيرات سلبية كلفة إزالتها أضعاف تكلفة المعالجة الفورية.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني