هل تزايدت عمليات التجميل في فترات الحجر الصحي؟

هل تزايدت عمليات التجميل في فترات الحجر الصحي؟

ميساء رزق  
لطالما كان البحث عن  الجمال غاية لأغلب  البشر إناثاً وذكوراً، حيث  لم تعد تقتصر عمليات التجميل  على تصحيح التشوهات  الخلقية بل تعدتها لتصبح  موضة وتقليداً أعمى يغير  ملامح من يقوم بها.

وتطورت الجراحة التجميلية  بشكل كبير لتفرز أنواعاً  وأدوات جديدة بشكل متسارع  لدرجة وصلت لابتكارات  ترضي الباحثين عن الجمال  والملتمسين لمظهر أصغر  بالعمر.

ولا يخفى على أحد تكاليف هذه  العمليات وضرورة إجرائها على  أيدي خبيرة تتجاوز الأخطاء الطبية  الكثيرة التي يخلفها مبضع جراح  غير متمكن وطول المدة التي  يجب أن تتوفر لظهور النتائج  النهائية والتي يمكن أن تصل  لشهور،الأمر الذي جعل الحجر  الصحي فترة مؤاتية لإجراء هذه  العمليات والتي ظهرت جلية خلال  تلك الفترة.
وللوقوف على هذه الظاهرة  التقت المشهد الدكتور فراس  ملحم اختصاصي الجراحة  التجميلية الذي أكد أن فترة الحظر  سجلت إقبالًا متزايداً على عمليات  التجميل إذا استثنينا الأسبوعين  الأولين في تلك الفترة وأعني  الأسبوع الأخير من آذار والأسبوع  الأول من نيسان.

حيث توزّعت عمليات التجميل  المرغوبة في تلك الفترة بين  عمليات تجميل الوجه وتحديداً  منطقة الأجفان وما حول العين  والأنف وبين عمليات نحت  الجسم عبر شفط الدهون وشد  نواحي الجسم المختلفة طبعاً ولا  ننسى حقن البوتوكس والفيلر.
ولفت د.ملحم إلى أنه يخص  الذكور فقد بقي إقبالهم على  عمليات التجميل بنفس الوتيرة  خلال فترة الحظر بمعنى أن  معدلهم بقي على حاله بالمقارنة  مع الفترات الأخرى وقد تركّزت  عملياتهم على شفط الدهون  واستئصال الثدي المتضخم وشد  الأجفان.

مشيراً إلى أنه لا تتوفر إحصائيات  عامة يمكن من خلالها تحديد  نسبة مئوية دقيقة للزيادة خلال  فترة الحظر ولكن بالتأكيد زادت  عن الفترة السابقة.

وعن أسباب زيادة الإقبال عليها  خلال فترة الحظر بيّن د.ملحم  أنه إذا تناولنا الأسباب الكامنة  وراء تلك الزيادة يمكن الحديث  عن العطلة الطويلة والتي يمكن  خلالها للشخص أن يتجاوز فترة  التعافي والنقاهة بسهولة ويسر  دون أن يحتاج إلى طلب الإجازة  وهنا لا ننسى أن قسم لا بأس  به ممن يلجؤون إلى عمليات  التجميل أغرتهم فكرة أن الأيام  الأولى التالية للإجراء ستمر بما  فيها من آثار ظاهرة مؤقتة من  وذمة وتغير بلون الجلد دون أن  يقابل الشخص أحداً من معارفه  أو زملائه متفادياً الحرج والحاجة  للشرح.

وعن إمكانية الأخطاء الطبية  وإجراء تصليح وتعديل لها قال  د.ملحم: نعم لقد أجريت تصحيحاً  لأخطاء طبية تجميلية والتي تشهد  تزايداً ملحوظاً للأسف..وبرأيي  الشخصي فإن الأسباب المؤدية  لذلك متعددة منها ممارسة  المهنة من قبل أشخاص غير  مؤهلين في بعض الأحيان دون  حسيب أو رقيب ومنها وسائل  التواصل الاجتماعي التي أصبحت  أحياناً منبراً للترويج لإجراءات  تجميلية غير صحيحة وغير مبنية  على أسس علمية وأشار إلى أن الأعمار التي ترغب  بعمليات التجميل تتراوح بين  العشرين والستين،وعندما يكون  الهدف من عملية التجميل  تصحيح عيب ما أو تحسين  منطقة من الوجه أو الجسم  بطريقة علمية صحيحة وبمعنى  آخر عندما يوضع الاستطباب  للإجراء التجميلي من قبل أخصائي  تجميل مرخَّص له مزاولة المهنة  فهنا نقلل من احتمال النتائج غير  المرغوبة

وعلى الجانب الآخر عندما  لا يكون هناك حاجة حقيقية  ولا استطباب حقيقي للإجراء  التجميلي وعندما يكون الهدف  هو التقليد الأعمى للآخرين أو  للمشاهير وعندما يتم الإجراء من  قبل طبيب غير مؤهل فهنا تكون  النتيجة غير مرضية حتماً.
بدورها أكدت الدكتورة ريم حاتم  اختصاصية الأمراض الجلدية  والزهرية أنه في بداية الحظر  كان هنالك خوف ولكن مع البدء  بتخفيف الحظر بدأت الإجراءات  التجميلية بالازدياد ولكن سوء  الحالة الاقتصادية جعل بعض  الإجراءات تخف، ولفتت إلى أن  اكثر الإجراءات التجميلية التي  قصدت عيادتها في فترة الحظر  كانت عمليات التقشير والبلازما  كون المريض يستطيع البقاء  في البيت وعدم التعرض لأشعة  الشمس ثم البوتوكس والفيلر  وتراوحت الأعمار المتوسطة  بين ال 35 - 55 سنة،وقد زادت  في الفترة الأخيرة إقبال الذكور  على الإجراءات التجميلية بشكل  ملحوظ وأصبحت ثقافة التجميل  تطال الذكور ولكن بنسبة أقل من  النساء إضافة لاختلاف طبيعة  تلك الإجراءات التجميلية فالرجل  يحب أن تكون لتحسين تجاعيده  دون إخفائها تماماً ويفضل الذكور  البوتوكس ثم البلازما لعلاج  الصلع.

ونوهت د.حاتم إلى أنه بسبب  كثرة الممارسين من غير أصحاب  الاختصاص واستخدام مواد غير  آمنة فقد كثرت الأخطاء الطبية  بكثرة وبعض هذه الأخطاء يجب  علاجها على وجه السرعة وإلا  تحولت إلى كارثة وهي الانسداد  الوعائي وقد تصل مخاطرها إلى  العمى في عمليات الفيلر.

  وفي السياق ذكرت لينا ( 48 سنة)  إلى أنها استغلت فترة الحجر  كموظفة لإجراء عملية قص  أجفان كانت تنوي إجراءها قبل  فترة حيث ترددت كثيراً خلال فترة  دوامها لأنها تحتاج لوقت طويل  لاختفاء آثارها من ورم وندبات وما  تخلفه من تلون بالجلد.  بدورها أكدت سحر( 24 سنة)  أنها أجرت عملية تجميل لأنفها  لنفس الأسباب حيث أن خروجها  من المنزل بجبيرة ووجه متورم  كان ليعتبر مشكلة وسبباً لخجلها  وكانت فترة الحجر فرصة ذهبية  لها للقيام بهذه العملية.

  وقال هاهر( 37 سنة) أنه أجرى عملية  قص معدة مستغلًا فترة الحجر  والعطلة الطويلة دون اضطراره  لأخذ إجازة من عمله وحصوله بذلك  على نقاهة مجانية.  إذاً لم يثن الحجر الصحي وفايروس  كورونا الباحثين عن الجمال من  ارتياد عيادات التجميل والمشافي  الخاصة لإجراء عمليات تحتاج  لوقت طويل ونقاهة مديدة  لإخفاء ما خلفه مبضع الجراح،  وقضاء فترة الحجر في المنزل  وتجاوزه بصورة جميلة ترضيه عند  النظر في المرآة ومقابلة معارفه  بعد العطلة الطويلة وكأنه خلق  من جديد شاكراً كورونا وما سببه  من عطلة

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر