برعاية
عقلية الجباية لاتملأ الخزينة ياحكومة!
-
المشهد - 2020/07/10
- 1780
خاص - المشهد
نقاش واسع واختلاف رؤى حول موضوع تصريف المواطن السوري مبلغ ١٠٠ دولار بسعر صرف الجمارك والطيران على الحدود بين مؤيد ومعارض، المؤيد يعتبر المبلغ زهيد والقانون منطقي والكثير من المسافرين ميسورون وقادرون على دفعه، والمعارض يعتبره مبلغاً كبيراً وخصوصا للطلاب والعمال السوريين في لبنان لأنهم يزورون بلدهم عدة مرات بالسنة وهم ليسوا من ميسوري الحال ولا يقدرون على دفع أي مبلغ إضافي يحملون عبئه فوق أعباء الحياة المتزايدة.
ولابد للحكومة أن تفهم أن من يأتي من الخارج خلال الفترة القادمة هو على الأغلب من العائدين قسراً بعد الظروف السيئة لأسواق العمل، بسبب إغلاق الشركات في كثير من البلدان.
بعيداً عن وجهتي النظر لابد من تسجل بعض الملاحظات بهذا الخصوص:
الملاحظة الأولى هي أن منطق الرسم أو الضريبة المفروضة على المواطن وهو يدخل بلده هو منطق مرفوض حتى لو بلغ دولار أمريكي واحد لدلالته السيئة، فمن غير المعقول أن يدفع المواطن رسماً لدخوله بيته لأنه ملاذه الأخير وحضنه الدافئ الذي يشعره بالأمان فعندما تغلق جميع الأبواب يجب أن يبقى بلده يستقبله بدون عراقيل.
الملاحظة الثانية والمشكلة الأكبر هي طريقة الحكومة بالتفكير وسيطرة عقلية الجباية المباشرة واعتقادها السطحي بأن هذا الإجراء يدعم الاقتصاد الوطني وهنا تكمن المشكلة باستمرار عقلية الجباية والاعتقاد بأن الجبايه القسرية هي الطريقه الوحيدة.
استمرار هذه العقلية سوف يسهم أكثر بكسر ماتبقى من ثقة المواطن بهذه الحكومة التي مازالت تصر أن الجباية "غير المبررة" هي عامل لدعم الاقتصاد.
متى نفهم أن تسهيل الأعمال والإجراءات وتبسيطها للمواطنين هي الداعم الأول والحاسم لدفع عجلة الاقتصاد، والإدارة الرشيدة هنا تحتاج للتفكير بأفضل السبل الممكنة والناجعة. لماذا لايتم تقديم خدمات إضافية مدفوعة الأجر للراغبين من القادمين بدلاً من فرض الرسوم الشاملة و"غير المنطقية"؟
أما فرض المزيد من الرسوم فلايحتاج لأي نوع من حسن التدبير، ولو استدعينا أبو نادر وحسان من ضيعه ضايعه وبقوة القانون والختم لاستطاعا فرض المليارات فهل هذه شطاره؟
