الأزمات تتوالى على الاقتصاد اللبناني .. آخرها زيادة تقنين الكهرباء وشح الوقود

الأزمات تتوالى على الاقتصاد اللبناني .. آخرها زيادة تقنين الكهرباء وشح الوقود

المشهد - قضايا عربية
تتوإلى الأزمات على مفاصل الاقتصاد اللبناني الواقع تحت ضغوطات اقتصادية ومعيشية ومالية ونقدية، بفعل شُح النقد الأجنبي، وتراجع ثقة الشارع بالعملة المحلية (الليرة). وأحدث فصول الأزمات التي تواجه لبنان تراجع إمدادات الطاقة الكهربائية في مختلف محافظات البلاد، مع بدء التقنين لساعات أطول، في ظل شح مادة الوقود المستخدم لتوليد الطاقة، الناجم عن عدم توفر السيولة الأجنبية.

ومؤخراً وصل انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة بيروت إلى أكثر من 12 ساعة يومياً، بالترافق مع تقنين آخر من قبل أصحاب المولدات الكهربائية، بسبب شح مادة الوقود في الأسواق.
والليرة اللبنانية مربوطة رسميا عند 1500 للدولار، لكن يجري تداولها في السوق السوداء عند حوالي 9 آلاف ليرة لكل دولار، بعد انخفاضات حادة في الأسابيع الماضية.
وفي مطلع الشهر الجاري، أبلغ مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان الحكومية وزير الطاقة، ريمون غجر، بأنه قد يستحيل على المؤسسة الحفاظ على استمرارية المرفق العام لإنتاج ونقل وتوزيع التيار الكهربائي إلى المشتركين.
ويقول المواطن عادل أحمد (34 عاما) «لم نكن نتوقع أن يحصل هذا خصوصا في بيروت، حيث وفرة الطاقة أكثر من المحافظات الأخرى.. أمس نحصل على الكهرباء بشكل متقطع لا يزيد على ساعتين في كل مرة»، فيما تفيد زينة حلواني، صاحبة مقهى، بأن «البضاعة مصيرها التلف بسبب ارتفاع أسعار السلع التي تعتمد على الكهرباء للحفاظ على جودتها.. وبالتالي أي رفع للأسعار يعني أن الزبون سيفكر أكثر من مرة قبل الشراء».
وترى بتول (26 عاما) أن «الشعب اللبناني يفكر الآن بالكهرباء.. ربطة الخبز أصبحت بقيمة ألفي ليرة (1.3 دولار بالسعر الرسمي) إنه سعر مرتفع، العالم يتقدم ويتطور ونحن نعود إلى الشمعة».
أما إيلي فغالي (27 عاما) فيقول «ساعد الله الشعب اللبناني على الحكام السارقين، خنقونا وسرقونا وقتلونا، والله يضعون من يطالب بلقمة العيش والكهرباء ويقول كلمة الحق، في السجون». وشرحت مصادر في وزارة الطاقة سبب تشديد تقنين التيار الكهربائي بالقول «التقنين هو بسبب التأخير بتسلم الوقود اللازم لتوليد الطاقة.. نأتي به من خلال عقود مع شركتي سوناطراك الجزائرية وكيه.بي.سي الكويتية».
وتضيف «بعد المشكلة التي حصلت مع شحنتيّ وقود من سوناطراك الجزائرية رأينا إنهما غير مطابقتين للمواصفات وتم حجزهما وتحويل ملفهما للقضاء، قالت الشركة أنها لن تأتي بالمزيد من الوقود إلا بعد الإفراج عن الشحنتين».
وتابعت المصادر «القضاء أعطى أمراً وألغى الحجز عليهما وحلت المشكلة، كان هناك فترة شهرين لا نستلم فيهما الوقود واستنفدنا كل المخزون، الآن عدنا إلى الجدول على أن تصل الشحنات تباعا اعتبارا من نهاية الأسبوع الجاري»ز
المصادر نفسها تؤكد أن «التأخير بشحنات الفيول (الوقود) هو السبب الأساسي للأزمة وليس شُح الدولار فقط، بيروت كانت تحصل على 22 ساعة تغذية وباقي المناطق 12 أو 14 ساعة في الصيف، الآن لا يمكننا تأمين ذلك».
وفي أبريل/ نيسان الماضي، حققت السلطات بقضية الوقود المغشوش، التي أدت إلى توقيف ممثل شركة «سوناطراك» الجزائرية في البلاد طارق الفوال، و16 شخصا آخرين، في قضية تسليم شحنة تتضمن عيوبا في نوعية الوقود، لصالح شركة كهرباء لبنان. وترتبط «سوناطراك»، منذ يناير/كانون الثاني 2006، باتفاقية مع وزارة الطاقة اللبنانية، لتزويدها بوقود الديزل وزيت الوقود (الفيول) حيث تقوم ببيع وقود السيارات والمازوت إلى مؤسسة كهرباء لبنان.
وتشير المصادر في وزارة الطاقة إلى سبب آخر في الأزمة، يعود إلى شراء الوقود من الأسواق واحتكاره أو تخزينه تخوفا من فترة مقبلة قاتمة.
من جهته، يقول رئيس تجمع المولدات في لبنان، عبدو سعادة «نحن نعاني كثيرا في القطاع، وجدنا لنغطي عجز الدولة لا لنكون محلها، أصبحنا نحمل المسؤولية ولم يبق أحد آخر مسؤولاً».
ويضيف «أمس كهرباء لبنان تقنن بين 20 و22 ساعة، ونحن نعطي الطاقة في ظل شُح مادة المازوت التي نحصل عليها من السوق السوداء، سعره بالسوق 14 ألف ليرة، ونحن نأخذه بسعر 24 ألفا.. هذه معاناة».
(الأناضول)

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني