تحليل دم كاد يقتلني!

تحليل دم كاد يقتلني!

اللاذقية-ميساء رزق
فتحت ورقة التحاليل التي طلبها لي الطبيب بعد عارض صحي ألمّ بي لأتفحص النتائج وأقارنها بالحدود الطبيعية لأطمئن لوضعي كفضول قبل الذهاب بها للطبيب المختص -وأنا بالتأكيد لست بخبيرة بالطب والتحاليل- لأفاجأ بأول حقل بالورقة بنتيجة Leucocytes (البيض) ٨٥٠٠٠ وهي من المفروض أن تكون ٤٥٠٠-١٠٢٠٠ كحد أقصى، وهنا -طار ما تبقى من عقلي وما كادت قدماي تحمل جسمي المرتجف، لأتابع قراءة النتائج التي كانت ضمن الحدود المقبولة زيادة أو نقصاناً ولكن بالسليم كما يقال.

٨٥٠٠٠ رقم مرعب لا يسجل بجسم إلا في مراحل متقدمة وخطيرة للمرض، بعد تلقي الصدمة والاستعانة بالله اتصلت بطبيب قريب وأنا متوقعة لأسوأ الاحتمالات ولأنقل للدكتور سراج نتيجة التحليل ليطلب مني إعادة قراءة الرقم والتأكد منه،وليبادرني بالقول:ميساء هيك كتير..أكيد في غلط..إنتِ منيحة مو؟..بس معليش لازم تعيدي التحليل فوراً..فوراً ميساء..وبعد إلحاحي بالاستفسار عن مدى خطورة الوضع قال: لا أخفيكي هذه النتيجة لسرطان دم بدرجة متقدمة جداً...وهنا غاب الصوت لابدأ باحتمالات المعاناة والألم..وأيقظني من دموعي صوت الدكتور سراج بأن أراجع المخبر وأتأكد من الرقم أولاً قبل الخوض بالاحتمالات التالية.
دقائق غاب فيها كل إحساس بالوجود ولا أخفيكم بأنني خفت الذهاب للمخبر خشية ان يقولوا النتيجة صحيحة ولسنا بمخطئين..ولكن كان لا بد من الإسراع للتأكد وهنا كانت رحمة الله تقف خلف شاشة الحاسوب وبالسجلات التي أظهرت أنه يوجد خطأ بنقل الرقم وأن النتيجة كانت ٨٥٠٠ وليس ٨٥٠٠٠ ،إذاً صفر زائد كاد يصيبني بالجلطة ويقتلني ويقلب حياتي رأساً على عقب، وما أكثر الأصفار الزائدة أو الناقصة التي طالما غيرت مجرى حياة أناس عاشوا تجربة الصحة أو المرض وهماً لبعض الوقت.
نتيجة كانت لصالحي بفضل العناية الإلهية ليبدأ الموظف بالاعتذار والدمعة ملء مقلتيه بعدم الشكوى لمديره وطلب الاحتفاظ بالنسخة القديمة من التحليل لإتلافها تفادياً للمحاسبة والعقوبة.
سقت لكم تجربة شخصية عشتها بتفاصيلها على مدى سويعات قليلة حتى التأكد من نتيجة خاطئة كادت تميتني من الوهم، ولكن ما أكثر حالات الخطأ التي يختبرها أناس مرضى جراء عدم الانتباه والمسؤولية والقصث تطول وتتعدد.
حياة الناس أمانة والعمل بصدق ودقة واجب، فرفقاً بأجساد تلتمس العافية والشفاء وبأرواح لا تقوى على الصدمات وتحتاج بصيص أمل.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني