الضغط... والضغط الشديد فقط!

الضغط... والضغط الشديد فقط!

نحن لا نعمل إلا تحت الضغط... والضغط الشديد فقط، أو  كما يقال في آخر لحظة.
هذا الاستنتاج ينطبق علينا، أفراداً ومؤسسات، لا بل يمكن القول إن ذلك عبارة عن أسلوب إداري خاص بسورية لوحدها.
لاحظوا معي... نحن لا نُحضر لأي مشروع نريد القيام به إلا قبل بضعة أيام فقط، لا نتحرك لمواجهة أي أزمة إلا بعد أن تبدأ آثارها بالتفاقم، لا نتوقع ما سيحدث على صعيد مختلف القطاعات إلا بعد أن يقع... الخ.
ولهذا، فإنه من الطبيعي أن نصل إلى هذه المرحلة من التخبط وردات الفعل العشوائية ونتائج العمل القاصرة غير ملبية لطموحات المواطنين وآمالهم، وتحمل خسائر كبيرة أيضاً.
فمثلاً فيما يتعلق بقانون قيصر...
هل هناك جهة عامة أو خاصة خرجت على الرأي العام بدراسة تستشرف فيها مستقبل القانون عندما كان مجرد مشروع يناقش في أروقة القرار الأمريكي؟
هل هناك جهة عامة أو خاصة حضرت أبحاثها ودراساتها المتعلقة بجوانب تأثيرات القانون لحظة اعتماده كقانون قبل عدة أشهر؟
هل هناك جهة عامة أو خاصة قدمت مشروعا وطنياً لمواجهة عقوبات القانون المذكور بشكل واضح ومحدد، بعيداً عن الشعارات والعبارات المعتاد تكرارها في المناسبات الوطنية؟
هل كان يجب أن يدخل القانون حيز التنفيذ حتى نبدأ بالحديث عن تأثيراته والخيارات المتاحة لمواجهته ومناقشتها؟
ويبدو أن ملف مواجهة فيروس كورونا يسير على الطريق نفسه أيضاً، وهذا من شأنه إدخال البلاد في دوامة خطيرة، وإضاعة ما تم تحقيقه سابقا من نتائج إيجابية جراء تطبيق إجراءات احترازية مبكرة، كانت بشهادة الجميع خطوة ناجحة.
والأمر لا يتعلق فقط بالملفات الاستراتيجية والمصيرية، وإنما بيوميات حياة المواطنين وأعمالهم... من الاختناقات الحاصلة في تأمين الاحتياجات الأساسية للأسر السورية، إلى طريقة مقاربة المؤسسات الحكومية لمشروعاتها وخططها، فالسيناريوهات الغائبة عن ماهية المستقبل الذي ينتظرنا كأفراد ومؤسسات ومجتمع.
هناك من يعيد هذا النمط من العمل إلى بنية المؤسسات العامة والخاصة، التي تصر على سيادة تفكير "سادي" يرفض المبادرة والاجتهاد، ينحاز إلى الرأي الواحد الذي يتجنب أو يخاف من الخطأ أياً كانت نسبته وصورته، ويدعم الأشخاص الفاسدين وعديمي الخبرة والفكر .
وهناك من يعتبر أن الأشخاص هم من يتحملون مسؤولية كبيرة فيما يحدث، بدءاً من المواطنين العاديين إلى الأشخاص الذين يشغلون مناصب مختلفة في القطاعين العام والخاص. فهؤلاء إما لا يرفعون صوتهم في الانتقاد والمطالبة بتصحيح سياسات العمل، أو أنهم يشاركون في ترسيخ آلية العمل السائدة حماية لمصالحهم ومناصبهم وامتيازاتهم.
طبعا... ولا مرة صار هناك نقاش أو محاسبة لأسباب التأخر في معالجة أمر أو استشراف أزمة وغيرها، وتالياً علينا أن نتوقع مزيداً من "الكوارث" الإدارية والمؤسساتية!

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني