التزكية لـ "حسم الجدل" ...والطبخة تمت بمقادير دقيقة

التزكية لـ "حسم الجدل" ...والطبخة تمت بمقادير دقيقة

oاص - المشهد أونلاين

قد يكون الفنان "زهير رمضان"، مستحقاً للفوز الذي حققه وقائمته في انتخابات نقابة الفنانين مؤخراً، وقد تكون كل الاتهامات التي وجهت له من منافسيه غير حقيقية ومبررات لـ "الفشل الانتخابي"، الذي لحق بهم، إلا أن "رمضان"، وفريقه أصروا على إثارة الجدل من خلال محضر الاجتماع الأول لمجلس النقابة الذي عقد لانتخاب النقيب وبقية المناصب الحساسة في المجلس، فـ "التزكية"، كانت سيدة الموقف، وهذا يدل على قدرة "مختار أم الطنافس"، على إدارة مجلس النقابة كما يشاء دون أن يكون ثمة خروقات في العلاقة التشاركية بين أعضاء المجلس الذين بقوا يداً واحدة في مواجهة الخصوم وكسب الانتخابات التي ركز عليها الإعلام السوري والعربي كـ "خطوة ديمقراطية"، زرعت شيئاً من الأمل بالتغيير في بنية النقابة وهيكليتها.
مضت الانتخابات إلا أنها خلقت شيئاً من الحساسية والتخوف من ردة الفعل الانتقامية التي قد تصدر من النقيب الذي أصدر قرارات مثيرة للجدل من قبيل فصل بعض أعضاء النقابة لعدم دفع المستحقات، وكان من بين المفصولين "جورج وسوف"، على سبيل المثال، وإن كان "رمضان"، قد دعا في تصريحات إعلامية منافسيه لتجاوز "الصغائر والسفاسف"، التي حدثت خلال مرحلة الانتخابات والبدء بمرحلة جديدة من التعاون، فإن الواقع يدعو كل من أعضاء مجلس النقابة لفرعي "دمشق - ريف دمشق"، إلى العمل بجدية على التأثير في مسار المجلس المركزي للنقابة والتأثير بقرارته من خلال المشاريع التي يجب أن تقيمها المجالس الفرعية للنقابة، إلا إذا كانت هذه المجالس شكلية ولا تمتلك صلاحيات للعمل، أو إن كان أعضاؤها يجدون فيها مجرد خطوة نحو المجلس المركزي وبالتالي فإن الفشل بالوصول إلى هذا المجلس يعفيهم من العمل على مستوى الفروع.
إن النقابات في كل العالم وفي أي اختصاص تعمل على حماية حقوق أعضاء النقابة من خلال حماية مهنتهم من الانهيار وبالتالي، فإن النقابيين من الفنانين والفنينن مدعوون بعد مضي مرحلة الانتخابات للعمل على مستوى الفروع والمركز لحماية الصناعات الفنية من الانهيار المستمر، فالواقع الدرامي والمسرحي والموسيقي والانتاج الغنائي في سورية في انهيار مستمر بحجة الأزمة السورية، ولم نشهد قرارات لـ "نقابة الفنانين"، بمنع المغنين الشعبيين من الإساءة للذائقة الشعبية بالأغاني التي قد تكون ذات تأثير سلبي على الذائقة العامة أو حاملة لمعاني خادشة للحياء العام، وهذا الأمر معمول فيه بمصر على سبيل المثال، ولم نشهد يوماً أن نقابة الفنانيين عملت على محاسبة شركة انتاج تلفزيون لإصدار عمل مسيء للقيمة الفنية السورية خاصة وإن الموسم الرمضاني الفائت حمل نماذجاً متعددة من هذه الأعمال من "بوشنكي - لو مثلا"، ولا تهتم النقابة على المستوى الفني بالنص الذي يحصل على موافقة الانتاج، ثم ما الذي يمنع النقابة من إحداث مكتبا أو تنظيما ما لكتاب الدراما يكون الانتساب إليه وفق لشروط مهنية وعلى أساس الموهبة الحقيقية، بما يضمن حقوق الكاتب لدى شركات الانتاج.
إن نقابة الفنانين لا تعد إلا إنعكاسا لواقع العمل النقابي في سورية، والذي تحول منذ فترة طويلة إلى "تشريف"، لا "تكليف"، فنقباء كل المهن المعمول بها في سورية لا يتحركون بالشكل الكافي لحماية هذه المهن وحقوق ممتهنيها، الأمر الذي يدعو لإعادة النظر بالقواعد والقوانين النقابية، وحقوق النقابيين وتعويضاتهم بما يتناسب والواقع المعاش في سورية، وتطوير هذه القوانين والقواعد ضرورة قصوى لمواكبة التحولات الاقتصادية والقانونية في سورية والمنطقة عموماً، وعليه فإن نقيب الفنانين الذي وثق منذ ما قبل الانتخابات بـفوزه لأنه "حصد ما زرعه لدى زملائه"، (وفقا لتعبيره)، بات ملزماً برد الجميل لناخبيه بتطوير مهنتهم وحمايتها وحماية حقوقهم بشكل جدي، وتسهيل عملية الانتساب للنقابة من كل العاملين في المهنة من فنانين وفنيين، فالوسط الفني يشهد ضياعاً لحقوق الكثيرين ممن تسقط النقابة عن نفسها مسؤولية إنصافهم بكونهم ليسوا أعضاءاً فيها، فما الذي يمنع تزكيتهم ليكونوا أعضاءاً

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني