ريم عبد العزيز: "لن أقبل بعروض الميزانيّة المنخفضة، وسأحافظ على نفسي في المكان الأفضل" (صور)

ريم عبد العزيز: "لن أقبل بعروض الميزانيّة المنخفضة، وسأحافظ على نفسي في المكان الأفضل" (صور)

خاص المشهد - يزن نبيه خضّور

على الرغم من غيابها عن الدراما هذا العام ، إلاّ أنّها كانت حاضرة في قلب المشاهد
فنانة ومخرجة سورية لها تاريخ فني حافل بالإنجازات، قدمت نفسها في مختلف أنماط الدراما والأدوار، وأثبتت أنها قيمة مضافة إلى أي عمل تشارك فيه
الممثلة السورية "ريم عبد العزيز" حلت ضيفه لـ«المشهد» وتحدثت عن الكثير من التفاصيل الفنية والخاصة من خلال الحوار الآتي:


- بدايةً، مباركُ تجديد الثقة، ونجاحكِ بنتائج انتخابات نقابة الفنانين، و ما رأيك بالتشكيلة النّقابية الجديدة؟
أتمنّى التّوفيق لكلّ الزّملاء من كلّ قلبي، وأن تكون تشكيلة المجلس المركزي الجديدة على قدرٍ من المسؤولية
حقّقنا إنجازات مهمّة للنّقابة والفنّان في السّنوات الّتي استلمنا فيها المجلس؛ إنجازات على الصّعيد الصّحّي، وإنجازات في الأمور التّقاعديّة، وتفاصيل أخرى...
ونحنُ راضون كمجلس مركزيّ عنها، وسعيدة بانضمام أربع أعضاء جدد للنقابة، سيعقد المجلس جلسة أخرى لانتخاب نقيب للفنانين ونائب وأميناً للسر وخازن للنقابة، وأتمنّى أن يكون القادم أفضل بإذن.

-بعد ثلاثةٍ وعشرين عاماً في مهنة التّمثيل، ونتاج فنّي حصيلته مئة وخمسون عملاً منوّع في الدّراما والسّينما، هل تعتبرين أنّكِ لم تأخذي حقّك بعد؟
أنا سعيدة جدّاً بكلّ ما قدّمته؛ لأنّ كلّ تلك الأعمال خياراتي، فأنا لم أؤدِّ أيّ دور غير مقتنعة به ولم أدخل عملاً فقط لأكونَ موجودةً، وأعتبر أنّ خياراتي الصّائبة والمتأنّية هي الّتي جعلتني في ذاكرة المشاهد وقلبه حتّى الآن.
أمّا عن حقّي وفرصتي، فلا أعتقد أنّني أُعطيت كلّ ما أستحقّ، وهذا رأي المخرج العربيّ الكبير"محمّد فاضل"
فعند زيارتي لمصر قال لي: (السّوريون لم يستغلّوا مواهبك يا ريم) فرحت برأيه بقدرِ ما أوجعني جوهره؛ فأنا لم آخذ حقّي وفرصتي في بلدي، ولا أتكلّم عن نفسي فقط، ففي سورية، ممثّلون مهمّون لم تسنح لهم الفرصة ليظهِروا مواهبهم وإبداعهم، وكلّ عامٍ نرى مجموعة مؤلّفة من عشرة أشخاص أو خمسةَ عشرَ شخصاً يقومون بالتّمثيل فقط، وأنا أحمّل المسؤوليّة للشّركة المنتجة وخيارات المخرج، وأتمنّى أن نعطي كلّ موهوب حقّه.

- سبب غيابك عن الدّراما والإخراج هذا العام ؟
عُرض عليّ بعض الأعمال واعتذرت؛ بسبب عدم وجود عمل مُناسب لي، أرى مشكلةً في النّصوص، وتوزيع الأدوار، والإخراج، كما أنّ شركات الإنتاج تعتمد الميزانيّة المنخفضة المُسيئة للمخرجين والفنّانين والمشاهدين على حدٍّ سواء، ولن أقبل بعروض الميزانيّة المنخفضة، وسأبقى محتفظةً بنفسي في المكان الأفضل، متمنّيةً أن تُطرح أعمال مهمّة تحقّق شروط الإخراج والإنتاج المناسبة ونستطيع تقديم أنفسنا فيها بصورة جيّدة.


-رأينا في الآونة الأخيرة الممثّلين مقدّمين لبرامج ومسابقات رمضان، هل نتوقّع رؤية ريم عبد العزيز مقدّمة لمثل هذه البرامج إذا قُدّم لها العرض المناسب، أم أنّكِ لا تحبّين مجال الإعلام والتّقديم؟
لستُ ضدّ الفنّان عندما يتّجه إلى التّقديم طالما يمتلك الكاريزما والحضور، بشرط أن يكونَ البرنامجُ منظّماً، ويقدّر إمكانيّاتِ الفنّان ولا يسيء لصورته كممثّل،
وألّا يُستَغَلّ هذا الفنّان لشكله وجماهيريّته، يجب أن يكون العمل قيّم، وأنا أرفض الظّهور المجانيّ، أنا كمخرجة سينمائيّة وتلفزيونيّة، ومخرجة فيديو كليبات لم أستخدم الشّيء المجّانيّ ولا أفضّله، من الممكن أن أقدّم برنامجاً يحمل مضموناً مهمّاً؛ فيه حوار، مسابقات، فرح، وحسّ الفكاهة، وأن يحملَ رسالةً، ولا يكون من أجل التّسلية فقط.

-إذا دُعيتِ إلى برنامج "رامز مجنون رسمي"، هل ستقبلين الدّعوة، أم أنّكِ لا تحبّين الإثارة والمغامرات؟
أحبّ رامز وأحترمه، ومعرفتي به على المستوى الشّخصي أكّدت لي ظرافتَه وقربه من القلب، وأضحك كثيراً عندما أتابع ما يفعله كلّ عامّ مع الفنّانين، وكلّ النّاس تعلم أنّ الكاميرا الخفيّة متّفق عليها قبل تصويرها، وكلّنا نعلم أنّ المردودَ المادّي للفنّان عالٍ جدّاً، والموضوع يعود لكلّ فنّان، أنا أشعر أنّ الموضوعَ مسلٍّ وهذا هو الهدف من البرنامج.

-ما رأيك بموضة الإعلانات للفنّانين، وهل تعتبرين الإعلاناتِ تقليلاً من قيمة الفنّان كما يتحدّث بعض المنتقدين؟
موضوع عادي، الفنّان في نهاية الأمر وجه إعلاميّ، يظهر في مسلسل، برنامج، أو فيديو كليب، ولكن عليه الانتقاء جيّداً، وأن يعرف ما هو الإعلان، ومن مخرجه؟
نرى إعلانات مهمّة جدّاً أبطالُها فنّانون عالميّون،
لذلك أنا مع الإعلانات إذا قدّمت مادّة مفيدة وملفتة للانتباه، وأقول للفنّانين الّذين قدّموا أنفسهم بصورة جميلة: أحسنتم.

-ما هو رأيك بالدّراما السّوريّة لهذا العام، وهل تجدين أعمالاً أساءت لجودة وسمعة الدّراما السّوريّة؟
هذه السّنة لم تكن الدّراما على مستوى التّوقعات، وهذا يعود لأسباب كثيرة؛ منها ظروف الحرب، والوباء...
لا نريد التّباكي وتحميل المسؤوليّة لأحد، يجب علينا أن نعملَ سويةً، ونضافرَ جهودَنا في سبيل الارتقاء بدرامانا،
وأوجّه نداءً للمنتجين أطلبُ منهم أن يقدّموا أعمال أهمّ وأجور أعلى، أمّا من المخرجين فأطلبُ منهم أن يعرفوا كيفَ يختارون النّص الجيّد والفريق المناسب، وكيف يعطون الفنّانين فرص؛ فالفنّان عجينة في أيدي المخرج، يشكّلها كما يريد، والمخرج المهمّ هو الّذي يقدر على  إظهار إمكانات الوجوه الجديدة، وهذا يُحسب له.

-ما هو أفضل عمل هذا العام برأيك؟
بكلّ شفافيّة لم أتابع أغلب الأعمال؛ لأنّني وجدتُ نقصاً في كلّ عمل، سواء في النّص أو الإخراج أو الإنتاج، ولكن لفتني عملُ الفنّيين وراء الكواليس هذا العام وأوجّه تحيّةً كببرةً لمدراءِ التّصوير والإضاءة؛ الجنودِ المجهولين، أبطالِ هذا الموسم.
أتمنّى من شركات الإنتاج والمخرجين أن يكونوا أكثر انتباهاً للنّصوص المُقدّمة، وأتمنّى الأفضل للدّراما وصنّاعها.
سمعت أصداء إيجابيّة عن مسلسل" مقابلة مع السّيد آدم"
وقرّرتُ حضوره بعد الموسم الرّمضاني.
أحيّي كلّ شخص اجتهد وتعب، وأتمنّى للعام القادم أن نتجاوز أخطاء هذا العام.

-ومن هم الفنّانون الّذين نالوا إعجابك ؟
الفنّانين الّذين نالوا إعجابي، فهم غير محصورين بهذا العام؛
لا يوجد أفضل ممثّل في كلّ عام، وأحترم الجميع وأحبّهم وكلّهم زملائي، أقدّر الفنّان "سلّوم حدّاد" وأحبّ فنّه، وهو صديق مقرّب، ومبدع دائماً، وأحبّ زميلتي، ورفيقة الدّرب، المميّزة والمتميّزة بخياراتها "سلافة معمار"
"محمود نصر" من الشّباب المميّزين جدّاً، يعرف كيف يختار أدواره بدقّة، ويستحقّ الأفضل دائماً.
"خالد القيش" الفنّان الرّائع والصّبور، مارس المهنة مدّة خمسة عشر عاماً ولم يُعطَ فرصته إلّا العام الفائت، فأبدع وأبهر المُشاهدين، وهذه هي مشكلة كلّ عام، لذلك أطلب من المخرجين أن يعطوا فرصة للفنّانين ليظهروا بصورة مختلفة وجديدة، فتكرار الوجوه في كلّ المسلسلات يسيء للدّراما السّوريّة، أتمنّى من كلّ المخرجين التّركيز على هذا الموضوع.
هذه الأسماء الّتي خطرت على بالي، أحبّ الجميع، وأقدّر فنّهم، ولا أقلّل مِن قيمة مَن لم أذكرهم.

-برأيك، ماذا تحتاج الدّراما السّوريّة لتكون الأفضل؟
 الدّراما تحتاج لثلاثةِ أمور أساسيّة؛
١- شركةِ إنتاج داعمة؛ فالإنتاج القويّ مهمّ، والميزانيّة المنخفضة تبعدنا عن الإخراج ، وأحياناً عن التّمثيل.
٢- مخرجين يمتلكون القدرة على اختيار فريق عمل مناسب، ويعتمدون إعطاء الفرص المميّزة لمن يستحقّها.
٣- النّصّ الجيّد؛ لأنّنا نفتقد حقيقةً النّصّ الشّيّق والملفت للانتباه، ومن دون نصّ جيّد لا يوجد عمل جيّد، فهو الأرض الصّالحة للبناء المتماسك.

-وجدنا معظم أولاد الفنّانين السّوريّين يسيرون على خُطا آبائهم، لماذا لم تدخل ابنتك للوسط الفنّيّ على الرّغمِ من كونك مخرجة وتسطيعين مساعدتها؟
ابنتي تدرس الحقوق وهي الآن في السّنة الثّانية، وطموحها أن تصبح سفيرة، لم تحبّ الوسط الفنّيّ، وأخبرتني أنّه وسطٌ متعبٌ، في طفولتها أبعدتُها عن الوسط؛ لأنّني أفضّل أن تعيش الفتاة طفولتها ببراءة، وتعطيها حقّها، وأخبرتها أنّها حرّة في تحديد مستقبلها بعد بلوغها الثامنة عشر، لأنّها ستكون ناضجة، ذات عقل راجح وفكر نيّر، وهي من قررت الابتعاد.
أمّا عن أبناء الفنّانين فأعتبر أنّ من يستحقّ البقاء ويمتلك الموهبة سيبقى، وسيدعم الدّراما ويكمل الرّحلة الّتي بدأناها، فنحنُ حملنا الرّاية من فنّانين كبار سبقونا، وعلينا أن نسلّمها لمن يستحقّها بعدنا، لا نريد متطفّلين؛ لأنّنا تعبنا من تطفّلهم على الإنتاج والإخراج والتّمثيل في السّنوات الأخيرة.

-الفنّانة ريم عبد العزيز، تألقتِ في التّمثيل ودخلتِ القلوب، وأبدعتِ وراء الكاميرا في الإخراج، ماذا تتمنّين في الأيّام القادمة؟
أنا حريصة دائماً على دخول قلوب النّاس وكسب محبّتهم واحترامهم، سواء في التّمثيل أو الإخراج، لذلك أحرص على الاختيار الصّحيح، جمهورنا ذكيّ وواعي ويستحقّ الاحترام والتّقدير، هو من يوصلنا للنّجاح دائماً، أقدّم لهم باقة ورد عَطرة، وأقول لهم: (أحبّكم مثلما تحبّونني)
وأعدهم أن أجتهد لأبقى كما عهدوني، فالمحبّة أستطيع الحصول عليها بفترة قصيرة، ولكن المحافظة على هذه المحبّة تتطلّب جهد ومثابرة، وأعدهم أنّني لن أضع اسم ريم عبد العزيز في أيّ مكان.
أمّا عن أمنياتي، فهي أمنيات بسيطة؛
على المستوى الشّخصي:
أتمنّى من الله أن يحفظ أسرتي ولا يريني بها بأساً يبكيني،
على المستوى الفنّيّ:
أتمنّى تقديم الأفضل، وكسب ثقة الجمهور دائماً، والعثور على شركة إنتاج تدعم مشروعي بعمل حلبيّ يكون بمثابة هديّة لمدينتي "حلب"
الّتي تستحقّ أن يُقدّم لها عمل يحكي عنها.
وأمنيتنا جميعاً أن يعمّ السّلام في الحبيبة سورية؛ لأنّها تستحقّ الفرح والطمأنينة.


ريم عبد العزيز


شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر