جسر فيكتوريا في دمشق كان ينتظر ملكة بريطانيا لكنها لم تأت؟

جسر فيكتوريا في دمشق كان ينتظر ملكة بريطانيا لكنها لم تأت؟

المشهد - متفرقات
يظن الجميع أن الجسر الذي نراه في ذاك المكان الممتد من جهة جسر الرئيس باتجاه شارع الثورة هو جسر فكتوريا، أما الحقيقة هي أن الجسر كان موجود في المنطقة الواصلة مابين الحجاز وساحة يوسف العظمة(المحافظة) ذهب الجسر نتيجة التغير العمراني ، وبقي الاسم دارجاً على الألسنة حتى يومنا هذا، مع أن التسمية الرسمية هي ساحة الشام، لكن أغلب الناس يعرفون جسر فيكتوريا، لكن إذا سألتهم عن ساحة الشام يحارون في الجواب.
ظهرت مع التوسع الأخير لمدينة دمشق خارج السور، كجسر فوق "بردى" يصل مدينة دمشق بالضواحي الجديدة لدمشق "الشام الحديثة"، وبسبب أهميتها وموقعها في مركز المدينة رصف "نهر بردى" تحتها لتصبح ساحة تسمى "ساحة الشام" إلا أن اسم جسر "فكتوريا" هو الاسم الأشهر لها والتي تتوسط تقاطع طرق حيوية، تؤدي إلى أربع ساحات مهمة وسط دمشق، ساحة الحجاز، وساحة يوسف العظمة، ساحة المرجة، ساحة الأمويين
"ساحة الشام" هي التقاطع الطرقي الموجود على الطريق "بورسعيد" الواصل بين "محطة الحجاز" وساحة "يوسف العظيمة"، وكان مكان الساحة عبارة عن جسر ضيق على نهر بردى في العهد العثماني؛ ما لبث أن استبدل بجسر حديدي خلال الانتداب الفرنسي إلى أن أخذ شكل الساحة الكبيرة عندما توسع الجسر توسعه كبيرة قبل أن يتم سقف مجرى "نهر بردى" عند هذا الجسر وحتى "ساحة المرجة" بشكل كامل عام /1962/.

أما التسمية "فكتوريا" فجاءت بسبب الفندق الذي كان موجوداً على الزاوية الشمالية الشرقية للجسر مكان "مديرية الأوقاف" حالياً وهو أول فندق شيد في دمشق أواخر القرن التاسع عشر خصيصاً لاستقبال ملكة بريطانيا فيكتوريا، وقد شيد على طراز العمارة الأوروبي، ويعد من أجمل العمائر المقامة بالسلطنة العثمانية في تلك الحقبة، وقد تحول اسمه إلى "فندق قصر الرشيد" بعد انتقال ملكيته، وقد هدم في مطلع الخمسينيات من  القرن العشرين.

وارتفعت مكانه كتلة اسمنتية غاية في القبح "بناية الحايك" بوشر ببنائها في العام 1953 وانتهت في العام 1955، حيث أقيم في الطابق الأول فيها، متجر كبير لبيع البضائع، إلا أنه لم يلق رواجاً فأغلق فيما بعد

يعد "جسر فيكتوريا" أول الجسور المبنية وسط دمشق على نهر بردى، وكان يربط المدينة القديمة بالأحياء الحديثة، أقيم في الفترة العثمانية المتأخرة، ذكره المؤرخ عز الدين عربي كاتبي في كتابه "الروضة البهية" المنشور عام 1911م، ووصفه بـ"الجسر العظيم تجاه محطة العجلات والمصنوع من الحديد المحكم"، استبدلته السلطات الفرنسية عام /1925/ بجسر جديد وكانت الغاية من التجديد التوسعة والمتانة ليتلاءم مع تطور آلة الحرب الفرنسية الثقيلة كما يذكر المؤرخ الدكتور "قتيبة الشهابي"، ونقل الجسر الحديدي القديم إلى منطقة باب توما حيث استخدم هناك، شهد الجسر عملية إعادة بناء أخرى في ستينيات القرن الماضي، فاختفت معالمه أثناء تغطية نهر بردى من ساحة المرجة وحتى سينما دمشق الحالية.
تتجلى أهمية ساحة الشام في كونها أولاً، نقطة انطلاق من وسط دمشق إلى جهاتها الأربع، لتوسطها أربعة شوارع رئيسة، أولها سعد الله الجابري الذي يؤدي إلى محطة الحجاز والحلبوني وشارع النصر، وشارع بور سعيد ( شارع الملك فؤاد الأول) المؤدي إلى ساحة يوسف العظمة ومنها إلى جهات مختلفة من المدينة، شارع الاتحاد المؤدي إلى ساحة المرجة أقدم ميادين دمشق العامة، وسوق البحصة، شارع الجمهورية الذي يصب في منطقة جسر الثورة ومنها شارع بغداد، وما وراءه، وأخيراً وليس آخراً تعد هي بداية لشارع "بيروت" الذاهب إلى ساحة الأمويين ومنطقة "الربوة".
أخذ الجسر اسمه من اسم الفندق الذي شيد في نهايات القرن التاسع عشر على الطراز الأوروبي، ويقولون إن صاحب الفندق أقامه لاستقبال الملكة فيكتوريا، ملكة بريطانيا العظمى عند زيارتها لدمشق ولكن الزيارة لم تتم بسبب وفاة الملكة عام1901.
كان يتوسط هذه الساحة بناء جميل هو سينما أوبرا العباسية (فندق سميرا ميس الآن ) وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها ( عباس الميمني ) الذي أسسها عام 1920 ، وكان البناء مؤلفا ًمن طابقين الأول يحتوي على ملهى ومرقص ومسرح أوبرا العباسية والطابق الأرضي يتضمن مقهى يحيط به شرفة وحديقة ، ثم افتتح عباس الميمني مكان الملهى صالة سينما عرفت بـ ( سينما العباسية ) وفيما بعد أدخل مستثمرو الأوبرا الجدد ( شماس وقطان وحداد ) أول آلة عرض سينمائية ناطقة في دمشق وذلك في عام 1934 وعرضت السينما أشهر الأفلام عرف منها ( تحت سماء دمشق ) و ( أنشودة الفؤاد ) وهو أول فيلم ناطق يعرض في دمشق ، وفي مطلع الخمسينات هدم البناء وأقيم مكانه بناء العباسية الجديد الذي احتل ( فندق سمير أميس ) وفي هذا البناء الجميل غنى الموسيقار محمد عبد الوهاب و منيرة المهدية
معظم أبنتيه التي شملت على مكاتب ودكاكين وأحدثت فيه صالة سينما العباسية التي استثمرها ( صادق الحناوي ) ، ثم حولت السينما فيما بعد إلى ( صالة 8 آذار ) حيث يقدم فيها الحفلات الفنية والثقافية في المناسبات الوطنية.

جسر

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني