"سعدالله ميشيل سعد" موهبة سورية رفيعة في عالم باريس للعطور

"سعدالله ميشيل سعد" موهبة سورية رفيعة في عالم باريس للعطور

المشهد - لقاء مع فنان

لم يكن يعي وهو في ريعان الطفولة، ممسكا بزجاجة عطر تعود لوالدته ويشمها بشكل شبه يومي أن ذاكرته العطرية في ذلك الحين كانت تقوم ببناء تلافيفها التي سوف ترسم لاحقا حقلا محكم الترابط من الوصف الدقيق لأهم العطور العالمية من خلال عملية ربط لاواعية صقلتها الأيام في عملية مسح إستنشاقي لكل ما كان يقع تحت يديه وأنفه العالي الحس ذو الوصف الشعري المتقن حد الدهشة!

شغفه بالعطور ودراسته لها جعلاه واحد من القلة الذين تستعين بهم شركات العطور العالمية كمتخصص في فن الرائحة وتميز العطور كافضل انف غراس حيث حاز على جائزة افضل انف غراس في فرنسا عام 2019

هل كانت الرحلة سهلة؟

لم تكن سهلة كما هي حال معظم قصص العزيمة والإصرار والنجاح، حيث أن دراسة العطور بشكلها العلمي والأكاديمي على الإطلاق و يتطلب السفر إلى فرنسا، هناك حيث توجد واحدة من أهم مدارس العطور ISIPCA- التي أسسها الأب الروحي للعطور الصناعية الحديثة Jaques Guerlain-جاك جيرلان، والتي يجب التحضير لها بشكل جيد وبالأخص فيما يتعلق بدراسة الكيمياء العضوية والتطبيقية، هذا بالإضافة إمتلاك ذاكرة غير إعتيادية وإستثنائية تمكنك من التعرف عن ما يزيد عن ال ١٠٠٠ مادة أولية صناعية كيميائية عن طريق حاسة الشم من أصل حوالي ال ٤٠٠٠ مادة موجودة حتى اللحظة، تقريبا.

الجدير بالذكر أن سعد الله حائز على ليسانس بالآداب قسم اللغة الفرنسية بالإضافة إلى شهادة في ماجيستير إدارة الأعمال من أحد المدارس العليا للأعمال في باريس SKEMA Business School.

 

 و تابع حلمه وحصل على أهم الشهادات من المعهد العالي للعطور في فيرساي هذا بالإضافة إلى حصوله على المركز الثالث كأفضل أنف غراس من أصل حوالي ٢٠٠ متقدم في المسابقة السنوية الحادية و العشرين المقامة في عاصمة العطور  من قصر المؤتمرات بالإضافة الى رئاسة مجلس البلدية وأهم النوادي الإجتماعية والتي جرت فعاليتها في العام الماضي ٢٠١٩ بحضور شخصيات مرموقة من البرلمان الفرنسي و لجنة مم أهم خبراء العطور الفرنسية من كبرى الشركات المعروفة.

أسست دار للعطور يحمل إسم lpdp, ما هي أهم المشاريع التي تقوم بالتحضير لها و التي هي قيد الإنجاز؟يحضر سعدالله مشروعا عطرياً فنيا مشتركاً مع بعض الفناني السوريين في أوروبا يقول سعدالله: ،

مع إندلاع الحرب و إزدياد رغبتي بالسفر من أجل الإستقرار و للتحصيل العلمي لمهنة العطور في فرنسا و في العام ٢٠١٢ تحديدا، تبلورت فكرة قوية لدي وبسبب حبي للرسم وعشقي للفنون البصرية على مختلف أنواعها، تكمن تلك الفكرة و تتمحور حول ثلاثة مراحل تمثل بشكل أو بآخر مراحل يمر بها كل إنسان، تدور، تكبر و تنضج لتصل به إلى نور الحقيقة و هي:

الحرب     الحب   السلام 

فمنذ العام ٢٠١٢ و أنا أقتني من المواد المهمة الكيميائية الداخلة في تركيب أهم العطور العالمية، مختارا منها ما لمس كياني و روحي جاعلا إياها ذلك المثلث المتكامل من حيث ملامستها لأعماق المشاعر الإنسانية وكيف نمر بحياتنا بداية بحالة صراع من نوع ما حرب من نوع ما! قد يكون عملا صعبا أو ظروفا قاسية أو مشاكل صغيرة كانت أم كبيرة، وحين نقرر تجاوزها وذاك بمحبتها كما هي وفي لحظتها الحاضرة نكون قد وصلنا بها إلى مرحلتها الثانية فيتحول كل ألم، كل مشكلة، كل حرب كانت صغيرة أم كبيرة إلى طريقة حياة ممزوجة بألم حلو المذاق وهو العزيمة والإصرار و تكون الخاتمة حينها سلاما حقيقيا ممزوجا بكل المراحل السابقة و هي المرحلة الثالثة السلام.

المشروع كان يتبلور ويرى النور بالتوازي أثناء التواصل مع رسامين ونحاتين آمنوا بروح العمل و منهم الصديق والأخ والفنان شادي، 

 نصير المقيم في ألمانيا الذي عبر عن هذه التجربة بالكلمات التالية و تجدون عمله مرفقا مع المادة:

"في البدء كانت رائحة الطيب واللون نغمان يتراقصان، ومن ايماني بإبداع سعد الله الصديق الثائر على العطور التقليدية كان الولادة.

خلق ايمان سعد الله بالعطور وبحثه عن جديد من خلال الابتكار والتجريب والدراسة الى غوصي في عالم موازي، عام التشكيل اللوني فغاص بحثي في عالم سرمدي بعيد عن التشكيل الواقعي والجنوح نحو التجريد الذي يخلق فرضيات تتناغم مع رائحة العطور وليخلقا معا حالة خاصة تكون لها خصوصيتها وفرادتها في عالم العطور... العالم السحري المرتبط بالشم والرؤية... ومن خلال ما يسعى إليه  سعد الله في عالم العطور، وما أسعى إليه في عام التشكيل كان عالمينا متحدين"

ويشارك في هذا المشروع أيضاً الفنان النحات التشكيلي صاحب اللمسة العميقة في مكوناتها وغناء عناصرها، الأب والصديق الأستاذ زياد قات الذي شعرت بشيء ما بشدني لأحد منحوتاته الخشبية التي لامست روحي و شعرت بدفء و تكامل عناصرها بما يجسد حالة موضوعنا الثلاثية في تكوينها للنفس البشرية و الإنسانية.

و سوف أترك لأعمال الفنانين الفائقة الوصف والذبن شاركوا أيضا بهذا العمل كي تتحدث هي عن جمالها لكي لا أضيع روعة، صدى، و وهج المشروع كاملا، فغنى جميع الفنانين المشاركين هو نواة عمل إنساني فني متكامل يتجاوز حالة العطر التي إعتدنا عليها بل و ينطلق إلى حالة العطر الفني و الوجداني.

 

في المقابل و في الحديث عن عن مشروعي الثاني و الذي أثار في دافعا خاصة نوعا ما وهو علاقتنا مع الكون والمجرات فرغبت بشدة أن أجسد تلك العلاقة من خلال عمل عطري جديد فني ومبتكر يجمع وهو ما أقوم بالعمل عليه أيضا مع أحد الفنانين الشباب لتجسيد هذه العلاقة مع الكون المثيرة الإهتمام و المليئة بالغموض و الأسرار.

 

لا ينتهي العطاء فكيف و نحن نتحدث عن الوردة الدمشقية تلك الزهرة الغنية بمكوناتها العضوية الفريدة والنادرة والتي يرغب أن يعبر عنها كحالة فنية وعطرية كل إنسان أحب دمشق وعشق وردها. فكان لي الحديث مع علمين وهرمين مهمين في هذا المجال الذين أحبوا هذه الوردة فكانت الحاضرة دوما في أعمالهم وهما رائدا الأعمال السيدة رولى علي أديب صاحبة شركة بيو شام المعروفة في صناعة الزيوت العطرية، كما وعائلة البيطار التي ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على تراث الوردة الدمشقية في واحدة من أهم المناطق المحمية التي اشتهرت بالورد الدمشقي و هي بلدة المراح.

ويسهم في دعم مشروع سعدالله أخوة وأصدقاء حقيقيين يقول:" ساهموا بشكل أو بآخر بكل أنواع الدعم و المحبة و العمل و العطاء المنقطعي النظير

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر