"طبق رمضان" بخمسين ألف ليرة.."شوف ولا تفكر تدوق"!

"طبق رمضان" بخمسين ألف ليرة.."شوف ولا تفكر تدوق"!

اللاذقية-ميساء رزق
مع حلول شهر رمضان المبارك بما يحمله من قدسية دينية وطقوس وتقاليد لطالما كانت بصمة تميزه عن غيره من الشهور.
ولا تخلو هذه الطقوس والعادات من سلبيات وإيجابيات برزت على شاشات التلفاز بالبرامج المرافقة للشهر الفضيل،وسنتطرق فيما يأتي لبرامج الطبخ التي لا تخلو محطة منها لتقدم كما يزعم معدوها ومقدموها احتمالات لطبق الإفطار في رمضان.
ذكرنا أنها بالمجمل -احتمالات- وهي لا تتعدى هذا المسمى لأن مجرد التفكير في تنفيذ أحدها سيملئ معدتك حينها ويفقدك طعامك بقية الشهر لأنك ستصرف ما في جيبك لاقتناء مكوناتها والتي قد تصل لحدود ٥٠ ألف ليرة هي بالمجمل أجرك الشهري.
فجميع تلك الوصفات تحتاج اللحمة بأنواعها من شرحات وموزات وناعمة وراس عصفور بالإضافة لأصناف خضار لا نراها إلا في الدعايات وبرامج الطبخ المذكورة ولاتنسوا أنواع الجبن فلكل وصفة نوع خاص ناهيك عن أنواع البهارات المستوردة التي تباع بالغرام وفي الختام الزينة بالمكسرات الفاخرة،هذا بعيداً عن المقبلات و"التحلاية".
إنه حقاً طبق شهي يستحقه كل مواطن سوري شاهده عبر شاشة تلفازه على مائدته! ولكن هل بإمكان من شاهده أن يحصله ببقية حواسه فيراه ويمسكه ويشمه ويتذوقه؟بالتأكيد الإجابة:لا والنفي القاطع.
والأسئلة المطروحة هنا كثيرة:
ألم ينتبه معدو هذه البرامج إلى ميزانية ودخل أغلب الشعب السوري المحدودة؟
لماذا لا تتم مراعاة شعور وحواس وظروف هذه الفئة-الأكثر من جل-والتي طالما سأل أولادها:"شو هالأكلة شكلها طيب ليش ما بتطبخولنا منها؟"ليكون الرد نظرة ملؤها الخيبة لضيق الحال و...
ألا توجد طبخات وأكلات على "قد الحال"تقدم بطرق مبتكرة وجديدة وبمواد بمتناول الجميع لتكون وجبات تشاركية تزين سفرة رمضان في بيوتنا المتواضعة المدخول؟
هل صيام الغني وجوعه غير صيام الفقير لتعد الولائم فقط "لجنابه"وتسخر جميع البرامج وأمهر "الشيفات"لاقتراح وجبات فطوره وتطبيق طريقة تحضيرها أمام أعين العباد الصائمين طوال العام عن" كلشي مو صايرلون"و"كلشي" هنا تعني كل شيئ بما تحمله هذه الكلمة من معنى فالحال كما أسلفنا"عالقد وأضيق-؟
ألم ينزل القائمون على تلك البرامج إلى الأسواق ويروا بأم العين أسعار ما يقدمون ويقوموا بجردة حساب توجز ما يكلف طبقهم "المبجل"؟
أسئلة لا مجال لتعدادها ولكن بالمحصلة هي برامج قد يخالفني البعض ويستهجنوا استهجاني لها،ولكن بالحقيقة نحن هنا ننقل غيضاً من فيض مما نسمعه ونشاهده ونستفسر عنه جراء تماسنا المباشر مع الناس وتتبعنا لمعاناتهم-ونحن منهم-
وما صرخة تلك السيدة التي قالت وبلا خجل في أحد أسواق الخضرة باللاذقية:لا تستغربوا شرائي حبات البندورة والبطاطا وقطع الفاكهة بالعدد!هي قدرتي وسأطعم أطفالي بمالي الحلال.
في الختام :لكم وجباتكم الفاخرة وبرامج طبخكم الخاصة،ولنا الله وما علمتنا إياه جداتنا وأمهاتنا وقاسيات الأيام..
ملاحظة:"صحن السلطة بيكلف ٣٠٠٠ليرة! "
وينك يا حكومة ويا جماعة حماية المستهلِك المستهلَك؟
عنجد إلنا الله

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر