" الشيخ محي الدين" حي المعجزات وسوق الفقراء
المشهد – ريم غانم
حي "الشيخ محي الدين" منطقة صغيرة وسط دمشق بعيدة عن الشكل الفلكلوري للحارات الدمشقية الواقعة ضمن السور القديم للمدينة، والذي ارتبط اسمه بالأسطورة والمعجزات التي حققها الشيخ محي الدين وفق معتقدات أهل الحي الذي يتبع إلى منطقة الصالحية على ضفاف نهر يزيد، في منطقة تعرف باسم أبوجرش والملاصق لحي ركن الدين.
ومن أشهر معالم المنطقة الجامع الذي جاءت تسميته نسبة إلى الشيخ المتصوف الكبير الإمام أبو بكر محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي الأندلسي، وجثمانه يقبع في تلك المنطقة، حيث يتواجد مبنى ضريح الشيخ محي الدين وهو معروف بعدة أسماء: الجامع السليمي نسبة إلى السلطان سليم الأول، جامع الخنكار أي جامع السلطان، الجامع المحيوي نسبة للشيخ محيي الدين.
وجاء في بعض كتب التاريخ معلومات عن تلك المنطقة وتسميتها:
تعرف المنطقة حيث ضريح ابن عربي بمنطقة الصالحية، وقد بناها (المقادسة)، وهم جماعة وفدت من القدس إلى دمشق وتوطنت بداية حول جامع أبو صالح في منطقة باب شرقي، ثم انتقلت إلى المناطق الجبلية على سفح قاسيون، بعد تفشي مرض الطاعون بين أفرادها وهناك بنوا الصالحية، في العهد الزنكي.
قسمت منطقة الصالحية إلى قسمين، شمالي نهر يزيد، وجنوبي النهر، فكانت المنطقة الشمالية بعلية، توطن فيها الفقراء، والمنطقة الجنوبية مروية خصبة جعلها اغنياء دمشق منتزهات لهم في ذلك الحين. من اهم الملامح الحضارية في الحي المدرسة العمرية ويشتهر حي الشيخ محيي الدين بن عربي بالمدارس التي ترجع إلى القرنين السابع والثامن الميلادي، ويتجاوز عددها الـــ 300 مدرسة جميعها لتعليم القرآن، هناك ايضا مستشفى القيمري المبني في القرن السادس وهو أقدم مستشفى شاخص حتى اليوم في العالم، وما زال يستعمل مركزاً صحياً، إلى جانب جامع الحنابلة الذي يعود لعام 610 هـــ وكذلك مسجد الشيخ محيي الدين المبني جانب الضريح، على ضفاف نهر يزيد، ولم يبق منه اليوم سوى آثار لناعورة مياه بعد ان جفت مياه النهر.
تحيط بالمنطقة أسواق شعبية وبسطات يتفنن أصحابها بفرد بضاعتهم متوسطة الجودة ورخيصة السعر التي تستقطب الكثير من الناس من كافة أنحاء دمشق، وهو ما جعله من أفضل الوجهات لذوي الدخل المحدود، وسوق الملابس المستعملة هو الأكثر حركة في المكان، حيث ينفرد بزقاق فرعي مشمس.