أزمة الثقة بين المواطن والمسؤول في مواجهة أزمة كورونا

أزمة الثقة بين المواطن والمسؤول في مواجهة أزمة كورونا


اللاذقية-ميساء رزق
لطالما فقد المواطن السوري ثقته بمسؤوليه عن تجربة مستمرة رافقت المواءمة السيامية المزمنة بينهما على مر الوقت،.ثقة معدومة ولدتها المعطيات والنتائج المؤسفة التي خلقت من رحم عقيم بالنجاحات.
وفي كل مرحلة صعبة-وما أكثرها-حاولت الحكومات المتعاقبة العمل بمقدراتها المحدودة للدفع بعجلات الحلول للأمام على طرقات الواقع المهترئة والمليئة بالمطبات والسقطات التي خلفتها بعض الإدارات الفاشلة لمسؤوليها.
ونحن هنا لن نعدد ما جرى مع الشعب السوري في ماضيات أزماته وكيف تمت محاولة معالجة تلك الأزمات ومدى نجاحها أو فشلها،ولكن حديثنا عن أزمة كورونا الحالية وكيف تتم معالجة بعض الأمور الحياتية اليومية الضرورية الملحة كتأمين لقمة الخبز وبعض قوت مدعوم يسد رمق العباد الخائفين من الجوع وفقد لتلك اللقمة في ظل فقدان الثقة بمسؤوليهم بعد تجارب متلاحقة.
نعود ونقول:لن نبخس حكومتنا إجراءاتها الجدية التي اتخذتها لدرء وتلافي هذا الخطر المحدق الذي غزا دول العالم دون أن يفرق بين شعوبها وهي إجراءات ترفع لها القبعة وتثمن بأعلى التقديرات، ولكن ما يهم هنا عدم لحظ مسؤولينا الأفاضل لمسائل مهمة هي غائبة عن تفاصيل يومياتهم ومعاناتهم،فربطة الخبز والمواد الغذائية الأساسية المدعومة وجرة الغاز وباقة الفجل وكيلو البطاطا ورأس الثوم ووووو هي مؤرق حقيقي لكل أسرة سورية- باستثناء من ذكرنا من مسؤولين غير مسؤولين وتجار أزمة وحرب وفقر-عاثوا بحياة من يعيش داخل حدود البلد دون رحمة.
بالمقلب الآخر لقد طرقت أزمة كورونا أسوار حدودنا من جهاته الأربع ودخل الوباء متسللاً بطرق غير شرعية وكأن العين الساهرة على تلك الطرقات كانت في غفوة مقصودة مغمضة العيون فاتحة الأيدي والجيوب،وهنا نعود لأزمة الثقة التي سمحت للنفوس الضعيفة باستلام المعابر -غير الشرعية-التي أدخلت الوباء والمواد المهربة بالاتجاهين لتزيد على الشعب السوري المعاناة وانعدام الثقة الموجودة أصلاً.
لقد بات السوري يكلم نفسه ويخاطر ويرمي نفسه للتهلكة لردم فجوة تتزايد في حياته قراراً بعد قرار وفشلاً بعد آخر وتجربة فاشلة تلو سابقتها، حيث أصبح حقل تجارب لوسائل تطبق عليه في غير وقتها، بدءاً بالبطاقة الذكية التي أفقدت إجراءات الحظر والمكوث في المنازل فائدتها والآن ستفرض لحصوله على خبزه اليومي لتزيد الطين بلة وتضاعف الازدحام والاحتكاك وكأن صالات السورية للتجارة باتت مخزناً حقيقياً لنشر العدوى.
لا نعلم إذا كان من المنصف أن نتهم الشعب السوري بالاستهتار بصحته وعائلته عند تجمهره على صراف أو محاسب أو كوة خبز أوصالة بيع أو موزع غاز أو... فهذا الشعب جربت عليه جميع وسائل الاحتمال ونجا بقدرة قادر، ووجب هنا إعطاؤه العذر المخفف لهذه التصرفات وهي أزمة الثقة بينه وبين مسؤوليه والتي يعتبر من خلال تجربته بها أن أزمة كورونا أرحم فلقد تعددت الأسباب والموت واحد.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر