زقاق (الجن).. حي دمشقي تسكنه السيارات وحكايا" الجن"

زقاق (الجن).. حي دمشقي تسكنه السيارات وحكايا" الجن"

المشهد - ريم غانم 

يقع حي زقاق الجن في منتصف دمشق في منطقة "البرامكة"، حيث يعدّ أكثر الأماكن ازدحاماً في سورية، وهو يشتهر اليوم كسوق صناعي لبيع قطع تبديل السيارات وتصليحها، يحد منطقة زقاق الجن من الشرق مدينة تشرين الرياضية ومن الشمال الغربي ساحة البرامكة ومن الغرب بداية الاوتستراد السريع المتجه نحو الجنوب وبالمقابل منطقة الإطفائية.
 يحكى أن سبب التسمية إلى أن المنطقة كانت مسكونة بالجن قبل أن تعمر، وكان الجن ينشرون في أجواءها العطر والبخور، وربما يكون سبب وجود مثل هكذا اعتقاد إلى كون المنطقة كثيرة الرياح لوقوعها على ممر الريح بين جبلي الربوة والمزة، والرياح التي تحرك أشجارها العالية فتصدر أصوات حفيف تشبه الهمهة والصفير.

وكان لبعض الحوادث التي جرت مع المارة أثراً في ترسيخ الاعتقاد بوجود قوى خفية في المنطقة، كسقوط أغصان الأشجار عليهم.
وهناك قول أخر عن سبب تسميته بزقاق الجن وهو أن راعي أغنام كان يرعى أغنامه في بساتين زقاق الجن، وفجأة بدأت إحدى أغنامه تستطيل إلى الأمام، فاعتقد أنها جني.
وثمة أخبار تفيد بأن الناس كانوا يتجنبون العبور في هذه المنطقة خوفاً من الجن، هذا ثبّت اسم الجن على هذا الزقاق، وشجع على نسج تخاريف تلهب الخيال،

وتمنح المكان هالة من الغموض والرهبة، كما قد تفعل مثلا تسمية (حبس الأموات) على أحد الأزقة في العمارة الجوانية، وقد أطلقت في البداية على المدرسة الناصرية الجوانية ، وشاع لقب حبس الأموات في عصر عبد القادر بدران حيث كان يحبس فيها من يموت وعليه دين حتى يتطوع الناس لسداد دينه .

كان حي زقاق الجن عبارة عن بساتين حتى خمسينيات القرن الماضي، وكان أهالي المنطقة يحسبون حساب الدخول إليها، لأنه كانت قد سرت إشاعات أنها مسكونة بالجن. وكانت بساتين زقاق الجن مزروعة بأشجار مثمرة كالجانرك وبعض أنواع الفواكه، إلى أن جاءت أيام الوحدة مع مصر وبدأ الناس يبنون بيوتاً لهم في المنطقة.

بدأ سكّان المناطق المجاورة بالمدّ من مناطق باب سريجه والمجتهد والبختيار والحلبوني نحو هذا الحي الجديد، ومن ثم تحول إلى حي سكني، وتعد أرض زقاق الجن من أراضي منطقة بساتين قنوات».

كانت مهنة تصليح وبيع قطع السيارات هي أول مهنة تمارس في زقاق الجن، فقلدته المحال المجاورة، وتحول الشارع خلال سنوات إلى أشهر مكان في دمشق لتصليح السيارات، ولكن مع تنظيم المدينة تم نقل كراجات تصليح السيارات إلى "حوش بلاس"، وظلت المحال التجارية في "زقاق الجن" تبيع قطع السيارات فقط دون تصليحها.

أول العائلات التي سكنت المنطقة: «عائلات "المنجّد"، "عوض"، "خبّاز"، "السمّان"، واشتهر في المنطقة الدكتور "فاروق الشلخ" بسمعته الطيبة وما زالت عيادته موجودة حتى الآن في الحي».
كان "محمد صياح طرابيشي" الملقب "أبو حمدي" 75 عاماً، مختار البرامكة منذ عام 1971 وهو أول مختار لحي زقاق الجن واستمر حتى استقالته في عام 1992 ليأتي بعده المختار "عمر مرعي" ومن ثم "محمد زيات"، ومن ثم "محمد قصار" الذي مازال حتى اليوم.

حي

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني