من هم الحاضنون الصامتون"  وراء الكورونا

من هم الحاضنون الصامتون" وراء الكورونا

المشهد - صحة 

يواصل وباء كورونا انتشاره في العالم دون أن يكون في الإمكان معرفة حصيلته الحقيقية، إذ إن عدد الإصابات الفعلية في العديد من الدول يبقى أعلى بكثير من الحالات التي يتمّ إحصاؤها رسميا، وهو فارق يتوقف على مختلف سياسات الفحوص المعتمدة.

وقال الباحث الأمريكي في جامعة كولومبيا جيفري شامان، الذي أسهم في دراسة حول هذا الموضوع تنشرها مجلة "ساينس"، إن عدد الحالات الفعلية أكبر حتما بـ5 إلى 10 أضعاف من الإصابات التي تكشفها الفحوص في معظم الدول المتطورة. وقال شامان "إنهم يواصلون حياتهم بشكل طبيعي، يعملون، ويستخدمون وسائل النقل العام، ويتسوّقون، يذهبون إلى أماكن أخرى في السيارة أو القطار أو الطائرة، هؤلاء الحاضنون الصامتون يسهلون عن غير قصد انتشار الفيروس".

 

لكن لا يعرف بالضبط حجم دورهم في انتشار فيروس كورونا المستجد، فالمصاب الذي لا يسعل هو مبدئيا أقل نشرا للعدوى من شخص يسعل ويبعث قطرات لعاب محملة بالفيروس.

وبمعزل عن هذه الحالات، فإن مدى الفارق بين الحصيلة الفعلية والحصيلة المثبتة يتوقف على سياسة كل بلد، إن كان يجري فحوصا على نطاق ضيق أو واسع لمواطنيه، وهي سياسة تختلف كثيرا من بلد لآخر.

وقال جيفري شامان: "هناك عدة أسباب لذلك، توافر الفحوص، وقدرة الدول على إجرائها، والجهل الذي يحمل على عدم النظر إلى المشكلة بجدية، أو الغرور المستمدّ من العزة الوطنية".

وأوضحت المتخصصة في علم الأوبئة في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة سيسيل فيبو بكوريا الجنوبية حيث الوباء في تراجع، كان المنعطف الحقيقي الزيادة الكبيرة في عدد الفحوص"، مضيفة "لا بدّ من معرفة المرحلة التي بلغها الوباء من أجل التصرف، ويجب من أجل ذلك إجراء فحوص".

وهو ما دعا إليه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسيوس بقوله "افحصوا كل حالة مشتبه بها"، مشددا على أن ذلك يندرج ضمن استراتيجية محددة، هدفها احتواء الوباء مثلما يتم احتواء حريق مشتعل.

وتابع "إذا كانت الفحوص إيجابية، اعزلوا هؤلاء المرضى وابحثوا عمّن تواصلوا معهم عن كثب حتى قبل يومين من ظهور الأعراض وافحصوا هؤلاء الأشخاص بدورهم".

والاستراتيجية القائمة على الفحوص العامة وتعقب التواصل بحثا عن كل من كان على اتصال بشخص مصاب، أثبتت جدواها في سنغافورة ارون لوين، وهي من كبار خبراء الأمراض المعدية العالميين "اعتمدت سنغافورة منذ وقت مبكر سياسة مشددة من الفحوص وتعقّب التواصل وفرض الحجر الصحي على الأشخاص الذين تواصلوا مع مرضى أثبتت الفحوص إصابتهم. طرق انتقال عدوى فيروس كورونا وارتفعت أصوات في فرنسا تندد بعدم إجراء فحوص بشكل مكثف، غير أن المعايير لإجراء الفحوص تطورت مع تطور الوباء، على غرار ما جرى في دول أخرى.

ففي مرحلة أولى، كانت أي حالة يشتبه بها تخضع للفحص، أما الآن فأوضحت وزارة الصحة أن "الفحوص محصورة بالمرضى في المستشفيات، والأشخاص الذين يعانون وضعا هشا، والعاملين في مجال الصحة الذين تظهر عليهم أعراض، والمتبرعين بأعضاء وأول ثلاثة مرضى في الدور الجماعية للأشخاص الضعفاء البنية، مثل دور المسنين ومراكز المعوقين".

وأكدت الوزارة "أجريت آلاف الفحوص منذ عدة أسابيع" من غير أن تحدد رقما معينا.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني