إلى متى سنبقى على الهامش متلقين للداء والدواء، ومعرضين للوقوع في فخ الهواة؟

إلى متى سنبقى على الهامش متلقين للداء والدواء، ومعرضين للوقوع في فخ الهواة؟

على الرغم من أن خبر انتشار coronavirus دخل شهره الرابع منذ ظهوره في الصين، وعلى الرغم من أن منظمة الصحة العالمية وضعت المرض في أعلى مستويات الخطر، إلا أن الجامعات السورية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لم تحرك ساكناً، بقيت بانتظار تعليمات حكومية لاتخاذ إجراءات الوقاية والأمان، والتي لم تعلن إلا بعد يومين من تصنيف منظمة الصحة العالمية هذا الوباء بأنه جائحة.
وما زال الشارع السوري يحلل المؤامرة العالمية ويفند بنود الصراع الصيني- الأميركي ويعطي رأيه وتوقعاته من المستفيد من نشر هذه الأمراض؟؟، بصرف النظر حول صحة التحليلات من عدمها، لكن اليقين هو وجود مرض (غير مفسّر علمياً وغير واضح) ولا نعلم إلى أين يتجه العالم غداً؟
في 8-9 آذار من الشهر الجاري أقامت جامعة دمشق مؤتمرها الأول حول منهجية البحث العلمي والنشر الأكاديمي ومعظم الأوراق المقدمة كانت من أساتذة الطب البشري والصيدلة والأسنان في الجامعات السورية الحكومية والخاصة، وعلى الرغم من أهمية وجدية الأوراق المقدمة غير أن جلّها تركز حول كيفية كتابة بحث علمي وتحكيم المقالات ونشرها، وكأن البحث العلمي عبارة عن ورقة بحثية الغاية منها الترفيع الأكاديمي وتحسين تصنيف الجامعات.
وإن كان مفهوم البحث العلمي يختلف باختلاف العلوم والاختصاصات، لكن الجميع متفق على أن الهدف من البحث العلمي هو تقدم الإنسانية أو تفسير ظاهرة ما أو إيجاد الحل لمشكلة ما. 
ولا يمكن لهذا الهدف السامي أن يتحقق عندما يكون مفهوم البحث العلمي عبارة عن النشر من أجل الترفيع الأكاديمي، ولا يمكن للبحث العلمي أن يحقق أهدافه، عندما يكون هدف المؤسسات التعليمية والجهات الإشرافية عليه يقتصر أيضاً على النشر من أجل التصنيف. 
اليوم بعد مرور أربعة أشهر عن انتشار هذا المرض الذي بدأ في الصين وانتشر في أكثر من 160 دولة في العالم ونجم عنه وفاة 7174 إنسان، نتساءل أين جامعاتنا من فيروس كورونا؟!!، أين المنارات والمنابر الفكرية من هذا الوباء؟!! لن أقول يجب أن تخترع الجامعات السورية الدواء، كي لا يرد علي قائل بأن الدول المتقدمة لم تستطع لغاية اليوم أن تجد دواءً- علماً أنه من واجب الجامعات أن تفكر بهذه الطريقة، ومن واجبها أن تقوم بشرح وتحليل وتوضيح خلفيات وأسباب المرض علمياً ومنطقياً...
إلى متى سنبقى على الهامش متلقين للداء والدواء، ومعرضين للوقوع في فخ الهواة؟
على الأقل فلتعقد ندوات وورشات توعوية حول خطورة المرض، أو ندوات لتقليل الذعر من خفايا هذا المرض وكيفية الإحاطة به، لا يجب خلق فراغ في هذا السياق، وإلا فإن الشعب سيصبح عرضة للوقوع في فخ هواة الطب والمحللين والمنجمين.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني