عندما سرق الكذب ثياب الحقيقة!‎

عندما سرق الكذب ثياب الحقيقة!‎

بروفيسور حسان حموي


ألم أقل لكم أن الفكر الصوفي الراقي يعتمد على مناوشات العقل و الفكر!
و الكذب و الحقيقة !
و أن بين نعم ولا تطير الأرواح من مكامنها و الرؤوس عن أجسادها!

سأروي لكم ما حصل عندما سرق الكذب الحقيقة!

الحقيقة صادفت الكذب ذات يوم و لم يكونا قد عرفا بعضهما بعد، والذي قال لها :
إن الطقس رائع وجميل هذا اليوم ...
ما رأيكِ أن نتمشى معاً؟

نظرت الحقيقة إلى السماء وما حولها وقالت له :
نعم  الطقس جميل و رائع اليوم ...

و بينما كانا يتمشيان، وصلا إلى بئر ماء كبير..
مد الكذب يده للماء وقال للحقيقة:
كم هي رائعة ودافئة مياه هذا البئر، ما رأيك أن نسبح معاً في هذا البئر؟

شكَّت الحقيقة فيما يقوله، و لكن عندما وضعت يدها في الماء و شعرت بروعتها، وافقت على أن تسبح معه...

بعد أن نزلا معاً للسباحة ..
غافلها الكذب و داس على كتفها فجأةً و قفز من البئر!

سرق الكذب ملابس الحقيقة و لَبْسها!

غادر المكان بسرعة البرق...

خرجت الحقيقة من البئر عارية وغاضبة  وبدأت تركض هنا وهناك وهي تبحث عن الكذب لتسترد ثيابها وتستر عورتها..

وبيدها سوط وجدته بالبئر فحملته بيدها وقررت أن تعاقب به الكذب أينما وجدته أو أياً من أفراد قبيلته لأنها أيقنت عداوة جنسه لها!

ودونما جدوى ...

رآها البشر وهي تركض عارية...

رغم جمالها الأخاذ فقد كرهها البشر!
و أخذ يتملكهم الغضب كلما بدت لهم ...

يئست الحقيقة من مناصرة البشر للكذب ورفضهم لها فقررت مصيرها!

 عادت إلى البئر لتستقر فيه إلى الأبد قائلة في نفسها ... من أرادني سيبحث عني و يأتي إلي!

بينما كان وما زال وسيبقى الكذب يختال بمشيته على الأرض بلباس الحقيقة!

كل الناس تتحدث عن روعة وجمال الحقيقة!

لكنهم ومن شدة تدينهم ورفعت أخلاقهم لا يريدون رؤية الحقيقة لأنها عارية...

لأنها بعريها تكشف عريهم أمام أنفسهم ...

إنها ترفع الستر عن مفاهيم وعادات و موروثات بني الإنسان!

هذه اللوحة الرائعة جسدت هذه الأسطورة و إسمها : الحقيقة و هي تخرج من البئر
 (La verité sortant du puits)
و هي موجودة في متحف مولينيه في فرنسا و قد رسمها جان ليون جيروم عام 1896 م.
 

كم أنت جميلة أيتها الحقيقة ..

لأنك في بئر الطهر .. لأنه لا يعرفك إلا من يقول نعم  ... ويتبعها بلا!  
لانه لايعرف الحقيقة سوى الله ...

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر