الكاتب والمخرج وليم عبدالله والعمل الإذاعي "العناقيد الأخيرة"يوثق أحداث الحرب لتغدو وثيقةً للأرض (فيديو)

الكاتب والمخرج وليم عبدالله والعمل الإذاعي "العناقيد الأخيرة"يوثق أحداث الحرب لتغدو وثيقةً للأرض (فيديو)

اللاذقية - ميساء رزق

وليم عبد الله كاتب ومخرج من اللاذقية، أنهى الماجستير  في تشرين ويحضر الدكتوراه في جامعة دمشق، يعمل  كمّوثق اجتماعي وإنساني للحرب السورية وكاتباً درامياً  ومخرجاً وثائقياً.

التقته المشهد لتضيء على مسيرته وأعماله، حيث قال: منذ أن  كنتُ صغيراً كان لديّ شغف المطالعة وأكاد أصف نفسي "فأر  كتب" من كثرة الكتب التي كنت أقرؤها دون ملل، حاولت الكتابة  عندما كنتُ في المرحلة الإعدادية ومن ثم توقفت بعد ثلاث  قصص صغيرة وليست قصيرة، وأقصد هنا صغيرة أي أنها لا  تمتلك شروط القصة القصيرة التي نعرفها في الأدب.

عندما بدأت دراستي في الجامعة  عدتُ لممارسة هوايتي في  الكتابة وكانت الخواطر الأدبية  هي السبيل الذي اهتدى إليه  قلمي إلّا أنني أحببت دخول  عالم القصّص، وبدأت محاولات  للمشاركة في المسابقات الأدبية  التي يقيمها اتحاد الكتاب العرب  وكانت النتيجة هي الفشل لمدة  خمس سنوات، حتى العام 2009  انتهى عهد الفشل وبدأ النجاح  وكانت البداية مع الترتيب الثالث  في مهرجان آذار للأدباء الشباب  الذي يقيمه اتحاد الكتاب العرب،  وفي نهاية العام نفسه شاركت  بمهرجان أدبي في الكويت  وحصدت حينها المركز الأول على  الوطن العربي في مهرجان نجيب  محفوظ وبعد عام أي في العام  2010 حصدت المركز الأول في  مهرجان آذار للأدباء الشباب.

توّقفت بعدها عن المشاركة في  المهرجانات المحلية لأسباب  تتعلق بسياسة المهرجانات التي  تنصّ على عدم السماح لصاحب  المركز الأول بالمشاركة في العام  التالي كي يفسح المجال لغيره،  وهنا كان يجب التوّجه إلى أي  مهرجان خارج سورية للمشاركة  به، ولكن لم يحالفني الحظ كثيراً  في العثور على مهرجانات لسوء  البحث عنها في الانترنت.

بدأت النشر في مواقع على  الانترنت من باب الهواية لأن  هدفي الأساسي كان كتابة  السيناريو السينمائي أكثر من  القصة والذي درست أصوله في  المدرسة العربية للسينما في  مصر منذ العام 2006 ، وكان  في جعبتي آنذاك قرابة عشرين  سيناريو لفيلم قصير وفيلمين  روائيين طويلين والعديد من  اللوحات الدرامية التلفزيونية.

وعن قرار التوجه إلى الإخراج  وأهم الأعمال التي قدّمها لفت  عبدالله إلى أن الإخراج كان جزءاً  لا يتجزأ من حلمي في الكتابة،  لطالما أحببت أن أترجم أفكاري  على ورق ومن ثم على أرض  الواقع، فكانت هواية الإخراج  ملازمة لشغفي في الكتابة،  ولأن الإنتاج في بلادي يعيش  على مبدأ الواسطة أو المعرفة  الشخصية، فهذا يعني أن أصرف  النظر عن التوجه إلى شركات  الإنتاج لأنني لا أمتلك واسطة،  وبدأت أقوم بمحاولات تصوير  بعض الأفلام القصيرة مع  أصدقائي، وكانت البداية مع  الفيلم القصير "ليش" وبعده  السلسلة الدرامية "صبيان  البوية" ومن ثم "أجمل الأمهات"  و"حفرة" و"مو...جوع" و"احترام"  طبعاً كنت مخرجاً في بعضها  وليس كلها، وانتهاءً بالفيلم  القصير "الخارطة" الذي كان من  تأليفي وإخراجي، ومن ثم انتقلت  إلى عالم الفيلم الوثائقي وكان  باكورة أعمالي الوثائقية فيلم  " الحب والحرب" من إعدادي  وإخراجي والذي نال اهتماماً كبيراً  في الأوساط الإعلامية داخل  وخارج البلاد للأهمية البالغة التي  كانت مواضيعه تكتنزها سيّما  وأن الفيلم يقاوم آثار الحرب على  البلاد ويعطي الصورة الإنسانية  التي أخفاها الإعلام الخارجي عن  الواقع السوري.

وعن تجربته الإذاعية  والمسلسلات التي قام بتأليفها  أشار "بداية العام 2018  هي انطلاقتي في عالم الدراما  الإذاعية والتي كانت بعيدة قليلًا  عن الأسلوب البصري الذي  أكتب به، عانيت في البداية  حتى أمسكت الخيط بشكل جيّد      وهنا أقول أنّ الأشخاص الذين  كانوا معي في البداية وآمنوا  بأفكاري أعطوني دفعاً للمتابعة  وعلى رأسهم المخرج مهند ديب  والمخرج باسل يوسف اللذان  آمنا بقلمي وأحبّا أفكاري.

  الدراما الإذاعية ليست سهلة  كما يعتقد الكثيرون، فعلى  الكاتب أن يبحث عن آلية في  طرح مواضيعه بطريقة يفهمها  المستمع وينسجم معها سيّما  إذا كان المسلسل يعالج قضايا  اجتماعية يومية كالمسلسل  الذي بدأته بعنوان "نافذة على  الواقع" والذي استمر قرابة عام  ونصف وتوقف بعد حوالي  مئتيّ حلقة لأبدأ مشواراً جديداً  مع المسلسل الإذاعي "شباب  دوز" والذي كان مواكباً لمشاكل  الشباب وقضاياهم بدءاً من  حياتهم الدراسية وانتهاءً بسوق  العمل.

  ولا يزال هذا المسلسل مستمر  حتى هذا الوقت وقد شاركتني  في بدايات انطلاقته الكاتبة  نادين خليل ولاحقاً الكاتبة بشرى  عباس.

  وفيما يتعلق بمسلسل العناقيد  الأخيرة هو مشروع توثيقي أو  اقتباسي يحاكي الحرب السورية  بشكل درامي مقتبساً حكاياته  من أحداث حقيقية، بيّن عبدالله  أن العناقيد الأخيرة هو مسلسل  شبيه بالوثائقي لكنني أصرّيت  على إعطائه صفة الاقتباس لأن  الاقتباس أقرب إلى الدراما من  الوثائقي، بدأت هذا المسلسل  في مطلع العام 2020 ، وهو  مسلسل يقوم على توثيق  القصص التي حدثت في الحرب  السورية ومن ثم اقتباسها درامياً.

  هذا العمل مضني ومتعب  ومليء بالوجع، وأعاني كثيراً في  جمع المعلومات، هذا بالإضافة  إلى الضغط النفسي الذي  يصيبني وأنا مُحاصر بالموت  والقهر من كل جهة، ففي كل  تفصيل من تفاصيل الحكاية  هناك ألمٌ يعتصر قلب الراوي  والمستمع.

  أنجزنا حتى الآن سبع حلقات من  هذا المسلسل ومستمرون بهذا  المشروع مع فريق العمل فراس  محمد وحمدي شويكي المخرجان  المنفذان وجمال العقاد في  الإخراج وهو من إنتاج دائرة  الدراما الإذاعية.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر