تمكين المرأة: المجتمع  يطير بجناحين

تمكين المرأة: المجتمع يطير بجناحين

في الحديث عن إنجازات المرأة ودور المرأة وإطلاق إمكاناتها لا بد من التذكير بأن الإنجازات تأتي من مساندة البيئة ومن القوانين والفرص المتساوية، النجاح  لا يأتي من فراغ، لا يأتي بالتمنيات، ولا بالمؤتمرات والمنتديات فقط، ومع ذلك لابد من التذكير بالبديهيات.

 عندما لا يقوم المجتمع بتكريس أنماط حياة عادلة ولا يعمم مفاهيم المساواة بين الجنسين بالقوانين والتربية فلن تحقق المرأة النجاح إلا بشكل فردي، وستحارب بقوة حتى تحظى بفرصتها العادلة،
 تمكين المرأة فعل اجتماعي يأتي بتبني ثقافة الفرص المتساوية وتعميمها
 في مجتمعاتنا وفي المجتمعات المتقدمة أيضاً ما تزال ازدواجية القول والفعل تطغى على السلوك الاجتماعي، وما تزال المرأة بحاجة إلى المساندة والدعم، ما يزال المجتمع الذكوري يكرّس أحادية النظرة للنجاح والتفوق، وما يزال التنمر المباشر وغير المباشر يطغى حتى على السلوك الاجتماعي والقوانين التي تُسّير حياتنا.
لذلك كان لا بد من التذكير بالبديهيات، بديهات المساواة التي تمنح للرجل والمرأة القدرة على المبادرة والابتكار.

 رغم كل ذلك هناك الكثير من الشخصيات الريادية، نساء سوريات تخطين حواجز التمييز،العديد من النساء اللواتي قدمن تجربة حياة غنية بالابداع وأثبتت قدرة المرأة على إحداث فرق في سوق العمل الخاص والعام. رغم العقبات التي تصادفها والتي ما يزال المجتمع بطيئاً في تغييرها.
 
  الكثير من النساء الرياديات أطلقن شركات اقتصادية ومبادرات مسؤولية اجتماعية وخيرية بمعايير عالمية، وقامت هذه المبادرات والجمعيات بدور مهم في تمكين المرأة ومساعدتها على تجاوز ظروف الحرب الصعبة، كما أطلقت بعض الجمعيات التطوعية الخاصة  دورات تدريب على الكثير من الخبرات العملية وإتاحتها وتوظيفها في خدمة المرأة، وعلى الطريق هناك مبادرات فردية لشباب وشابات من سورية في مجال خدمة المجتمع وفي مجالات تأسيس الشركات من الجيل الجديد المعتمدة على أدوات التقنية الجديدة يموّل بعضها جزئياً من مؤسسات رسمية وحاضنات أعمال محلية، مثل الجمعية المعلوماتية السورية، وهناك شركات ناشئة شبابية انطلقت من سورية بتمويل من رجال أعمال سوريين وعرب وشركات عربية متخصصة..
  ولكنها تبقى مبادرات فردية بحاجة إلى سياسة مستدامة ونمط أعمال مساند للابتكار والريادة.
   
 نحن أكثر ثقة بالجيل الجديد الذي يعمل بطريقة غير تلك التي تعودنا عليها، ونعتقد أن جيل الشباب اليوم يفكر ويتحرك وهو أكثر تأهيلاً وذكاء، ولا يتسامح مع عدم المساواة بالفرص أو عدم المساواة بين الجنسين، المستقبل يحمل نمطاً مختلفاً عما نراه اليوم، والأيام القادمة تحمل صورة جديدة مغايرة كلياً.
 سنجد نساء أكثر جرأة وقدرة على المواجهة لإثبات قدرتهن على النجاح ومواجهة الظروف الصعبة، وفي الحرب برزت نماذج نسائية مشرفة في تحمل المسؤولية وإطلاق مبادرات، سنجد أيضاً جيلاً من الشباب يرفض التفرقة ويعمل بروح تحدي الأفكار التقليدية التي ماتزال عقبة أمام تحرير طاقات المجتمع الذي لابد أن يطير بجناحين.

  مهمتنا جميعاً تعميم ثقافة المساواة وسلوك المساواة، على الشباب والشابات اليوم  تطوير ذواتهم كي لا يتأثروا بما يقوله الآخرون عنهم على المرأة تحديداً الثقة بقدرتها على الريادة والتفوق قبل أن تنتظر من الآخرين توفير الفرص وتعميم المساواة.

لم يعد الأمر يتعلق بالمهارات بل بالسلوكيات التي تشمل المرونة والديناميكية، والاستعداد لأي شيء. طالما استطعنا تطوير القوى العاملة رجالاً ونساءً ، ليكونوا مستعدين لأي شيء في المستقبل ستكون هذه الطريقة المثلى لمواجهة أي عقبات مستقبلية.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر