قبل سنة انطلق "المشهد" بكامل صورته

قبل سنة انطلق "المشهد" بكامل صورته

قبل سنة من اليوم انطلق مشروعنا الإعلامي "المشهد" مجلة المشهد والمشهد أونلاين، بقوة الحلم وعزيمة المدرك للوضع العام الذي تمر به سورية، كنا نعلم أنها مغامرة صعبة وخاسرة اقتصادياً ولكنها أيضاً جريئة ولازمة وحالمة. استطعنا خلال سنة تكريس اسم المشهد في الساحة الإعلامية السورية في مرحلة يمر فيه الإعلام بمرحلة غاية في الصعوبة، الكثير من الناس من مختلف الشرائح اليوم يقرؤون المشهد ويتابعون المشهد، أصبحنا وسيلة إعلامية مقروءة في وقت لايتحمس فيه أحد للقراءة، أرقام متابعينا على موقعنا الإلكتروني وعلى صفحتنا على الفيس بوك ووسائل التواصل الأخرى وأرقام توزيع مجلة المشهد الشهرية تقول أننا قطعنا شوطاً مهماً لم تقطعه وسائل إعلام أخرى في سنوات طويلة.

حاولنا التميز بالجهد والجدية والانحياز لصف الوطن والمواطن، حاولنا التميز بالكادر الجريء الخبير المتحمس، وزودناهم بوسائل التقنية التي تساعدهم على ايصال الخبر والقصة بسهولة وسرعة، عندما كرسنا طريقة الإعلام المرئي في كل مانقوم به، ونجح مراسلونا في معظم المحافظات السورية ونقلو المشهد بكامل الصورة بالكاميرا والفيديو ووسائل التفاعل المختلفة بالأسلوب البسيط والسهل رغم الصعوبات والمعوقات.

لم يكن مرورنا سهلاً في أجواء الحرب ومابعد الحرب، في أجواء ينتظر المواطن السوري فيها أن يجد فرقاً، أن يجد ما يسعفه ليكمل حياته التي توقفت تسع سنوات، ولكنه للأسف وجد نفسه يغرق أكثر فأكثر في عفن الحرب وتداعياتها.

لا يستطيع المواطن العادي ولا رجل الأعمال، ولا العامل، ولا أستاذ الجامعة، ولا الصحفي، ولا أي أحد القيام بواجبه الوطني طالما لاتترك له الحكومة المجال وهذا لايأتي إلا وفق خطط مدروسة ورؤى استشرافية وإرادة بناء وطن يشارك فيه الجميع كل حسب دوره وموقعه وقدراته.

على المستوى الصحفي والإعلامي واجهتنا قضيتان مهمتان:

أولها أنه لا يمكنك أن تسكت على الخطأ الحكومي، فأنت تحمل رسالة وفي صف الوطن والمواطن ومصلحتة.

وثانيها لايمكنك الصمت أيضاً على مايحاك من مؤامرات لجر الدولة بمشروعها الذي كادت تسقطه الحرب. لايمكننا السكوت عن خطأ الحكومة ولايمكننا تجاهل من لا يريد لسورية أن تخرج إلى النور.

كنا ومانزال بين نارين نار مساندة مشروع الدولة ونار أخطاء الحكومة ونار أننا لن نسكت على الخطأ والفساد.

وهنا لم تساعدنا الحكومة بمشروعها الذي تحدثت عنه، فهي لم تنجز سوى مشروع إسعافي بالبقاء على قيد الحياة، ولم يشفع لنا طموحنا في بناء مشروع إعلامي جدي ونزيه، ونحن نعلم إلى أي درك وصل العمل الإعلامي العام والخاص، ودرجة عدم المصداقية التي تشوب أي عمل إعلامي في سورية لأسباب يعرفها الجميع لن نخوض فيها هنا. ونعرف ويعرف الجميع كيف تتشكك االحكومة بأي وسيلة إعلام خاصة، وكيف أنها لاتتحمل أن يتحدث أحد بغير الصوت الواحد المتشابه الذي لايقدم ولايؤخر ويبقي على الخطأ ويساعد على كل مايضر الدولة والمجتمع الذي ينتظر فرقاً بعد الحرب، وإلا لماذا صارت الحرب ولماذا وقفنا مع مشروع الدولة؟

ماهو مبرر أن لايتم تبني مشروع العدالة ووطن الجميع الذي يبرر الصبر والتضحيات التي قدمها أبناء سورية بكل فئاتهم.

لم يصبر أبناء سورية ولم يقاتلون الإرهاب للحفاظ على الدولة ومشروع الدولة حتى ينتهي بهم الأمر تحت رحمة مجموعة من اللصوص من أغنياء الحرب ومتنفذي الحكومة من الفاسدين، شراكة غير محمودة أوقعتنا جميعا في عنق الزجاجة.

لم تساعدنا الحكومة كمشروع إعلامي خاص لا نحن ولا غيرنا، لأنها لم تفسح المجال لدور الصحافة، ولم تتركنا نساهم بدورنا لا نحن ولاغيرنا ممن يعرفون أن التطبيل للحكومة لايجدي نفعاً وأن التطبيل وخنق الصوت الآخر كان أحد مسببات الأزمة السورية والحرب على سورية.

لم تساعدنا الحكومة بترك الهامش الضروري لانتعاش الصوت الذي يشير إلى الحق والعدالة. لم تساعدنا لأنها تبنت مجموعة من المسؤولين الفاشلين ومجموعة من المستفيدين، ولكن العكس هو مايحدث، يتحكم هؤلاء بمصير العباد وحسهم الوطني بلقمة عيشهم وليرتهم الوطنية ومستقبل أولادهم وأحلامهم في الخروج من نفق الحرب. ولم يساندنا أيضاً رجال أعمال كثر يعلنون في كل مناسبة عن ضرورة وجود إعلام وطني خاص ومستقل يواكب التطوير والتحديث ولكنهم لايقدمون أي مساندة ولايملكون تقاليد الإنفاق الإعلاني في المكان المناسب لأنهم يشبهون الحكومة ويتجاهلون دورهم الاجتماعي ودور المسؤولية الاجتماعية في وقت أحوج مانكون فيه للمسؤولية الاجتماعية.

وصلنا إلى هنا حيث غالبية الشعب السوري تحت خط الفقر ويعانون صراع بقاء وعطالة فعل ودور، هذا ماتخسره الدولة كل لحظة وهي من يتحمل المسؤولية بغض النظر عن حجج ظروف الحرب والحصار التي اعتدنا سماعها.

لانطالب الحكومة سوى بالمساءلة ومحارب الفساد والفاسدين ووضع الأشخاص المناسبين والخطط المناسبة للخروج من المرحلة، وسنتحمل الضغوط والحصار والقلة والجوع.

وهنا لم يكن بيدنا أن ننجح كما يجب في مشروع إعلامي وطني فالمشروع الإعلامي الوطني يحتاج إلى هامش من الحرية والأوكسجين ليعيش، وإلا فإنه سيبقى في حالة حصار كما تعيش سورية حالة حصار وكما يعيش الناس جميعا وهم ينظرون إلى الخطأ ويشاهدون جريمة اغتصاب قلة من الفاسدين لجهد الوطن ومستقبله ونجاته.

حكومة تتخبط في مستنقع الجهل بإدارة الأزمة في بلد بأمس الحاجة لحكومة تتقن إدارة الأزمة.
سنة كاملة ونحن نكتب وننشر ونصور ونتابع المشهد في سورية نتابعه ولكننا لم ننجح في تكريس فكرة الإعلام الوطني القادر على توصيل الحقيقة إلا بجزئياتها، هناك الكثير يمكن للإعلام القيام به، ولكن الإعلام مكبل بروتين الحكومة وقراراتها، الحكومة تريدنا أن نقول أنها نجحت في تطبيق خططها وهي لم تنفذ خططاً وتريدنا أن نطبل لإنجازات لم تحصل.
 
الحكومة تريد البقاء على حساب الوطن والمواطن والإعلام الوطني. ولاتريد للإعلام أن يكون عيناً على أخطائها، فمن ينقذنا من الحكومة؟
 

 

 

 

 

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر