شتاء بارد بقلوب دافئة .. هكذا يعيش السوريون

شتاء بارد بقلوب دافئة .. هكذا يعيش السوريون

اللاذقية - ميساء رزق
يستقبل السوريون شتاءهم سنة بعد أخرى منذ بداية الأزمة على بلدهم بقسوة تثقل كواهلهم بصقيع لا يعرف الدفئ، فقلة الدخل وتدني سبل الكسب الشريف تعيق حصولهم على أدنى سبل الراحة مع تجاهل ملموس من حكومتهم لتأمين أية وسيلة تخفف عنهم معاناتهم.
فمع مرور الزمن تزداد الحاجة للمواد الأساسية لاحتياجات معيشتهم الشتوية وأهمها وأولها المشتقات النفطية وليس آخرها الكهرباء، هذه المواد الضرورية لبث الدفء في أوصالهم ليستطيعوا الاستمرار في مسيرة حياتهم المعتادة، فدماؤهم الباردة لا تقوى على الجريان في عروقهم المتجمدة.
مشكلة باتت الأهم في يوميات حياتهم نسوا أو تناسوا معها ارتفاع الدولار وغلاء الأسعار ونقص الكثير من متطلباتهم الضرورية لتصبح مشكلة تأمين التدفئة لأبنائهم شغلهم الشاغل وباتت مقولة أولادهم: "رح نموت من البرد" كسكين تحفر قلوبهم مع عجزهم عن تأمين مصدر للدفء لهم.

استعرضت المشهد بعض آراء اللاذقانيين الذين عبروا عن معاناتهم في تأمين مصادر التدفئة مع اشتداد برد الشتاء في المنطقة الساحلية، حيث يقول وهيب اسكندر وهو موظف وأب لأربعة أولاد أنه اشترى ٥٠ ليتر بموجب البطاقة الذكية وهي الكمية التي استطاع تأمين سعرها لعدم توفر المال لديه ولكن هذه الكمية لا تدوم لفترة طويلة حيث تكتفي زوجته بإشعال المدفأة لساعات قليلة مساء وبعد الحمام وباقي الوقت يقضيه الأولاد تحت "الحرامات"، من جهته ذكر أبو مجد من قرية بسنديانة بأنه اضطر لتركيب مدفأة حطب بالرغم من أن لديه طفل رضيع قد يؤذيه دخانها لكن الدفء مع الدخان أهون من البرد في قريته الجبلية وكونه فقير الحال لايستطيع دفع ثمن المازوت لذلك يحتطب من الأراضي الزراعية بعض الأشجار اليابسة ليدفئ عائلته، واستهجن عبدالله قاسم الوضع المزري لعدم توفر المشتقات النفطية وصعوبة الحصول عليها فالغاز بالدور على مزاج المعتمد مع تباعد فترة الحصول عليه لتصل للشهر ونصف ولا يكفي سوى للاستعمال بالطبخ أما للتدفئة فهو لا يفي بالغرض لعدم توفره باستمرار كذلك المازوت فسعره مرتفع لذوي الدخل المحدود فكيف لمعدومي الدخل أما الكهرباء فحدث ولا حرج فلا نراها إلا بالنادر والحطب غير وارد بالمدينة خصوصاً مع ارتفاع أسعاره أيضاً حيث يصل سعر الطن إلى ٦٠ ألف ليرة فهو حكر على الميسورين لإشعال "الشيمينيه" أما الفقير فليذهب ويضع بطانية وينام، وابتكر أحمد ابراهيم طريقته الخاصة لتدفئة عائلته حيث قال مبتسماً: "أسخن الماء وأسكبه في قناني دريكيش وأعطي كل فرد حصته الدافئة يضعها تحت البطانية أو في سريره عند النوم ما باليد حيلة مع القلة سوى بعض الوهم، وأجابت نجاح بدور على سؤالنا عن مصدر التدفئة في بيتها بأنها تلبس أبنائها ملابس زائدة وتغطيهم عند انقطاع الكهرباء فهي لاتملك المال لشراء المازوت أو الغاز وتكتفي بمدفأة كهربائية بأوقات البرد الشديد في حال توفرها.

وتساءل كل من قابلناهم عن سر فقدان جميع مصادر الطاقة في وقت الحاجة لها مستغربين عدم قدرة الحكومة على تفادي هذا العجز والنقص بالرغم من تكرار الأمر مع مرور كل هذه السنوات وتقاذف المسؤوليات عن هدرها ورمي الكرة في ملعب الشعب الذي لا يقدر قيمتها متسائلين: هل يعيش معاليكم وأسركم بلا تدفئة شتاءً ومكيفات صيفاً؟ هل جربتم معاليكم وأسركم البرد شتاءً والحر صيفاً وسمعتهم عائلاتكم تبكي من الحر والقر؟ فكيف تطلبون منا أن لانشعل مدافئ الكهرباء والغاز والمازوت؟

يبدو أنكم تريدوننا أن نموت من البرد فنحن لم نمت من الجوع والعطش على أيديكم، لا تخافوا نحن لن نموت فنحن كطائر الفينيق لانفنى و"على هذه الأرض ما يستحق الحياة".


 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر