شيزو-فرنية فيسبوكية!

شيزو-فرنية فيسبوكية!

المشهد بالشقلوب
عندما أرادت الدولة توزيع دعم المازوت على أهالي ضيعة ضايعة، بدأ السكان بالبحث عن مرض أخطر كما قال المختار عبد السلام البيسة، حتى يستطيعوا أن يحصلوا على الدعم، لأنهم في نظر الحكومة كانوا غير فقراء، وكان مرض عبد السلام هو الشيزو- فرنية..

نعود إلى بلدنا الموجودة والحمد لله، وبتجولنا داخل صفحاته المعطاءة أو صفحات مواطنيه المعطائين أيضا، ومن لمحة بسيطة قد تصاب بمرض أخطر مما أصيب به البيسة، فترى أحد المواطنين يشكو ويبكي من غلاء الأسعار ومن ارتفاع الدولار ومن جشع التجار ومن قصر النهار ومن ذبول الأزهار ومن الشعب الجرار كما يصفه كونه أذكى الأذكياء.

طبعا وهذا حق من حقوقه التي كفله القانون له، حيث يمكن لأي شخص التعبير عما يدور في  رأسه وأن يقول ما يحلو له، وأن يحتج وأن يثور وأن يرفع صوته عاليا ويطالب بكل ما يريده، على الفيس بوك طبعا أو مع زوجته في البيت دون أن يسمع الجيران، وفي أفضل الأحيان أثناء الأستحمام، لكن نود أن نؤكد على لا أن يتعدى ذلك أبدا أبدا أبدا.

تنتظر قليلا فترى نفس المواطن ينشر صورة له في أحد المقاهي أو المطاعم، وكلما كانت أسعار المطعم أكبر كلما ظهر اسم المطعم أكثر في الصورة، طبعا مع (تشيك إن) ومع ذكر الأصحاب والمشروب والطعام، وحتى لو استطاع إظهار الفاتورة لما تردد ( لكن لولا العيب)، بالطبع مع غيرها من الصور والحركات التي تريد أن تظهره أنه من أغنى أغنياء المدينة أو على مستوى بيل غيتس تقريبا.

فهنا تدخل في حوار ذاتي أو مونولوج مع نفسك وتبدأ بالتفكير هل هذا الشخص فقير ويجب تحقيق مطالبه، أم هو غني ويجب أخذ الأموال منه لإعطائها للفقراء، وهل يجب أن نحزن عليه وعلى فقره المدقع، أم نحسده على غناه وعلى حاله الميسور، وهنا يصيبك المرض الأخطر...  

المهم أنك في جولة ثانية بسيطة على الفيس بوك وبعد قراءة عدة منشورات، سترى الجميع مغدوراً من قبل أحد، أو أن الجميع طعنه في الظهر بعد أن انتهت مصلحتهم معه، وأن كل الشعب غدارون، وأن طيبة قلبه هي المشكلة.

وبطريقة رياضية بسيطة ومع نظرية فيثاغورس والأواني المستطرقة، نجد أن كل الشعب قد غدر به كل الشعب، وأن كل شخص على أرض هذه الدولة المعطاءة قد طعن غدرا من قبل كل الشعب.

وتقف عندها وتتساءل ما الذي نريده من منشوراتنا على الفيس بوك، والذي نطمح إليه، وما هي الرسالة التي نرغب بإيصالها للآخرين في حال كنا نرغب بذلك، وما الذي حقا نجنيه من جلسونا أصلاً في منصات التواصل الإجتماعي..

بعد ذلك لا بد أن تصاب بالشيزوفرنية  أو بمرض أخطر من ذلك، وعندها لا بد أن تعطيك الدولة دعم المازوت

 

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر