قف على ناصية الحلم .. وانتظر السرفيس!

قف على ناصية الحلم .. وانتظر السرفيس!

المشهد بالشقلوب

كان حلمي أن أكون شاعراً أو أديباً أو كاتباً متواضعاً .. لكن قواعد اللغة العربية دمرت أحلامي .. وتلك الهمزة اللعينة ضيعت طموحاتي ما بين وصلٍ وقطعٍ ونبرة..

لم تتوقف طموحاتي بعد ذلك، وطمعت بأن أحصل على وظيفة محترمة في الحكومة، لكن الأسئلة الصعبة في المقابلة الشفهية عن مدى قرابتي بأحد الحيتان .. وعدد الذكور في مقاطعة مومباي الهندية .. ومقاس حذاء أدولف إيخمان رئيس جهاز الجستابو في الرايخ الثالث .. منعتي من معانقة كرسي الوظيفة.

الاستسلام لم يعرف إلى قلبي طريقاً، وقررت أن أبدأ من الصفر مثل كل مرة .. وهذه المرة لمعت في ذهني فكرة لم تخطر على بال أحد من قبل .. حيث يمكنني البدء بعمل تجاري صغير .. وهنا كانت الطامة الكبرى حيث أن القوانين اللازمة لترخيص هذا العمل المجهري أصعب من بناء مفاعل نووي مخصص للأعمال الحربية .. والحصول على توقيع خمسة وثلاثين وزيراً في تسع وعشرون وزارة ردعني عن هذا العمل إلى الأبد.

ومع ذلك لم أفقد الأمل، وقررت تحويل العمل التجاري إلى كشك صغير .. حلمت بأنه سيكون باكورة أكبر مجمع تجاري في الشرق الأوسط،  وبعد إجراءات ماراتونية للحصول على قرض صغير يغطي قيمة الكشك، بدأت العمل بكل همة ونشاط، وكذلك كانت همة دوريات وزارة التموين والجمارك والتجارة والبلدية والصحة والمياه والكهرباء والداخلية والخارجية والإعلام والمغتربين، وعلى إكراميات تحتاج راتب بيل غيتس لتغطيتها.

بعد الخسارة المريرة في الكشك، اقتنعت أن الحلم في هذا البلد ممنوع، ولكي لا أموت من الجوع عملت كحارس في إحدى المنشآت الخاصة، وأصبح حلمي كل يوم صباحاً بعد النظر إلى الشهادة الجامعية المعلقة على الحائط، أن لا أنتظر السرفيس أكثر من نصف ساعة على الطريق.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر