أزمة مياه الحسكة مستمرة .. مخاوف من سرقة محتويات "محطة آبار علوك"

أزمة مياه الحسكة مستمرة .. مخاوف من سرقة محتويات "محطة آبار علوك"

الحسكة - عبد الرحمن السيد

منعت الميليشيات الموالية للنظام التركي تشغيل محطة آبار علوك لليوم التاسع على التوالي، علماً أنها تحتجز ٤ من عمال المحطة منذ أسبوع، ما تسبب بانقطاع مياه الشرب عن أكثر من ٨٠٠ ألف مدني يقطنون في مدينة الحسكة وبلدة تل تمر.

حكاية علوك

أنشئت محطة آبار علوك الواقعة على بعد ٧ كم شرق مدينة "رأس العين"، كمصدر احتياطي لمياه الشرب المغذية لمدينة الحسكة، وتتألف من ٣٠ بئرا يتم تجميع مياهها قبل الضخ إلى المدينة التي كانت تعتمد قبل الحرب  على محطة "السد الشرقي"، لكن مؤسسة المياه حولت في مرحلة ما قبل الحرب محطة آبار علوك إلى مصدر رئيسي  لمياه الشرب، واعتمدت على تشغيل من ١٧-٢٠ بئرا، مع ترك الباقي منها كمصدر احتياطي.

ومع اندلاع الازمة السورية، صارت هذه المحطة ورقة هامة بيد الميليشيات التي تعاقبت على مدينة "رأس العين"، دون أن يفكر المسؤولون في الحسكة بخلق بديل، ومع بدء العدوان التركي تضرر خط نقل التيار الكهربائي المغذي للمحطة، ولم تكن ثمة إمكانية لتشغيل مولدات الكهرباء الأربعة الموجودة ضمن المحطة،  لكونها تحتاج لكميات ضخمة من الوقود، ولكون المحطة تحولت سريعا إلى نقطة ضمن مسرح عمليات قتالية.

حاولت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، التدخل من خلال مخاطبة مركزها الرئيسي في جنيف للضغط على الحكومة التركية لتجنيب محطة آبار علوك العمليات القتالية وتحييد ملف مياه الشرب عن خريطة العدوان التركي، إلا أن الأمر لم يجد نفعاً على ما يبدو، وبقيت المحطة خارج الخدمة بفعل احتلالها من قبل النظام التركي، ويخشى حاليا من سرقة محتوياتها من قبل الميليشيات الموالية لأنقرة.


بين "المياه العكرة".. والبدائل

المياه الموجودة في السد الشرقي ناتج تجميع مياه الأمطار، ومع بدء العودة لتحويلها كمصدر رئيسي لمياه الشرب، لم تجد مؤسسة المياه والصرف الصحي في الحسكة حلا للعكورة الواضحة في المياه الواصلة إلى الأحياء السكنية، وعلى الرغم من ذلك، يصر مدير المؤسسة "محمود العكلة"،  على إن المياه الواردة من السد الشرقي صالحة للشرب، ويقول بأنه لا يمكن لأي مؤسسة مياه في العالم أن تقوم بضخ مياه غير صالحة للاستهلاك البشري.

بعد أيام من ضخ المياه العكرة للأحياء السكنية في مدينة الحسكة، تتحدث بعض المصادر في مؤسسة المياه عن وجود بدائل قريبة، مثل "آبار نفاشة" التي تبعد ٢٠ كم إلى الشرق من مدينة الحسكة وضمن منطقة خاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري، كما يوجد مجموعة من الآبار في منطقة "تل براك" الواقعة على بعد ٤٥ كم إلى الشمال الشرقي من مدينة الحسكة، وضمن منطقة يميل السكان فيها نحو استعجال دخول الجيش السوري ومؤسسات الدولة، كما أن المحافظة باتت  بحاجة حل مستدام يتمثل باستكمال مشروع استجرار مياه نهر الفرات المتوقف منذ ما قبل الحرب، أو التفكير بإقامة محطة تحلية مياه تستفيد من المسطحات المائية الواسعة الموجودة في محافظة الحسكة.
يعتمد السكان حالياً على الصهاريج التي تنقل مياه الشرب على سبيل التجارة، وفرق الهلال الأحمر العربي السوري تحاول أن تغطي كامل أحياء المدينة، إلا أن المستفيد من مثل هذه الأزمات هم التجار، الذين رفعوا أسعار المياه المعلَّبة بشكل كبير،  ولسان حال المواطن يقول: "الحمد لله أننا لسنا في فصل الصيف".
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني