من ينقذ أهل الأرض؟

من ينقذ أهل الأرض؟

العالم بحاجة لضمان مستقبله وحياة ساكنيه، ولكن ماذا عن ما يجري اليوم وكل يوم وماحدث من قبل؟ ماذا عن تحكم الأقوياء بحياة مليارات من البشر؟

عندما بحث البشر عن العدالة والخير وتقاسم الثروة انقسم العالم إلى معسكرين وغرق في دوامة الفوضى والحروب لعشرات السنين.
هل مازال علينا بالضرورة الوصول إلى حافة الحرب النووية إذا أراد الإنسان التفكير بالعدالة والخير؟
وإلى متى سيبقى ممنوعاً على الشعوب والأمم تقرير مصيرها والوصول إلى نظام عالمي أكثر عدلاً؟ إلى متى تتركز الثروة بيد3% من البشر بينما العالم وملياراته يعيشون تحت خط الفقر؟ إلى متى يمكن للعالم أن يحتمل هذا الجور الفاضح؟

لماذا عند الحديث عن الفقر يغيب الحديث عن الغنى الفاحش؟ هل يمكن الحديث عن الفقر دون الحديث عن وجهه الآخر؟
في هذا العالم يملك بضعة أفرد مايملكونه لأن قارات كاملة جردت من ملكياتها.

أمام تطور التقنية المتسارع ونشوء فرص لا تعد ولا تحصى للاستثمار في عالم المعرفة وإنترنت الأشياء والتقنيات المالية، في عالم الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي كيف سيتغير العالم؟ وهل يمكن لنمط الحياة ونمط الأسواق الجديد أن يسهم في تغيير التفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء، أم أن الانقسام والفوارق سوف تتزايد وتتعمق؟

البعض يرى أن عالم التكنولوجيا سيعزز الانقسام بصور أكثر خطورة، فقد نكون أمام عنصرية جديدة ليست في اللون والعرق بل يين من يملك التكنولوجيا ويتقن أدواتها وبين من لايملك، بين من يعلم ولايعلم.

هذا يعيدنا إلى حديث الغرب بأحقيتة في السيطرة، فمن يملك تقنية الطائرة والمركبة الفضائية والذكاء الصناعي يحق له مالايحق لغيره.

من الواضح أن العالم كله يتجه إلى تبسيط الحلول وإلى تجاهل مشاكله الحقيقة، فالحروب والتناقضات التي يعيشها البشر وتفاوت مستوى الوعي والمعيشة ينخر عميقاً في خراب الخليط البشري المنسجم والمتعاون، خليط يتفق على شكل المستقبل، ومع ذلك فمن يملك القوة والمال يتجاهل ويسعى إلى مزيد من القوة والثروة.

في الماضي القريب وقبل أقل من 50 سنة كانت هناك أسئلة مطروحة بقوة مثل مواجهة الفقر وتحقيق العدالة والتشاركية وردم الفجوة بين الشمال والجنوب وكانت ثقافة الخير تنتشر على نحو أوسع وأقوى، أما اليوم فلا سيرة سوى لسيرة كيف تملك أكثر وتنتج أكثر وتتوسع أكثر وتسوّق أكثر، وتحتكر أكثر، مايكروسوفت وأمازون وغوغل وكل شركات العالم الكبرى والتجارية تسعى إلى تملك الشركات الصغيرة التي التي تشكل منافسة محتملة، ودمجها في الكيانات الكبيرة لقطع الطريق أمام أي ديمقراطية لحركة الأسواق.

حتى جوائز نوبل التي يفترض أنها تمثل رأي نخبة عالم الخير والإنسانية، أعطت جائزتها هذا العام للاقتصادي ذو الأصول الهندية ابهيجيت بانيرجي وزوجته استر دوفلو وللأمريكي مايكل كريمر عن أبحاثهم وأعمالهم في مجال محاربة الفقر في العالم، وقد بررت هيئة التحكيم منحها الجائزة لهولاء الثلاثة بسبب إدخالهم مقاربة جديدة للحصول على أجوبة موثوقة في الوصول لأفضل الوسائل التي تحد من الفقر.

وكان بريمر قد أجرى تجارب ميدانية اختبر فيها مختلف المبادرات لتعميم نماذج إنتاجية محددة وتمويل متناهي الصغر لمقاومة الفقر، وقام الزوجان بانيرجي ابهيجيت واستر دوفلو استاذا الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بدراسة مسائل أخرى في دول أخرى وباتت لتجارب هؤلاء هيمنة في ميدان اقتصاد التنمية حتى أن البيت الأبيض اختار دوفلو عام 2013 مستشارة للرئيس باراك اوباما في مواضيع التنمية من خلال انضمامها إلى ما سمي اللجنة الجديدة من أجل التنمية العالمية.

الحديث هنا عن تخفيف الفقر وليس معالجته الجذرية وتأتي أهمية الإشارة إلى هذه الأبحاث في ظل الغياب الكامل لمشروع فلسفي واقتصادي ومالي لمعالجة الفقر.

المشكلة هنا ليس في كتاب يقترح حلولاً بسيطة لمواجهة الفقر، بل في اعتباره أفضل مايمكن للبشرية تبنِّيه لمحاربة الفقر وهذا يوضح حجم العجز البشري وتجاهل النخب العالمية السياسية والمالية لأسباب الفقر الحقيقية، دون التفكير للحظة بأن هناك وجه آخر للفقر، الوجه الآخر للفقر هو سيطرة نظام قائم ومركب بطريقة تجعل الفقراء أكثر فقراً والأغنياء أكثر غنى.
 

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر