مدرسة الستانية بريف اللاذقية .. عندما تتحول المدرسة مرتعاً للفوضى والذل (فيديو)

مدرسة الستانية بريف اللاذقية .. عندما تتحول المدرسة مرتعاً للفوضى والذل (فيديو)

نور علي

قبل أن نزور هذه المدرسة كنا نعتقد أن العصور الحجرية انتهت، إلا أن ما رأيناه في هذه المدرسة جعلنا نقف لبرهة مذهولين من هول المنظر حتى بتنا عاجزين عن الكلام.

هي مدرسة تقع في إحدى قرى ريف اللاذقية ناحية المزيرعة، تتكون من غرفة واحدة، نعم غرفة واحدة فقط، تضم مقاعد الطلاب، السبورة، مكتب المديرة، كراسي الانتظار، استراحة المعلمات والمطبخ، غرفة مظلمة تفوح منها رائحة العفن والرطوبة، آيلة للانهيار في أي لحظة، جدرانها متشققة تسكنها العناكب، لا مياه فيها ولا كهرباء ولا مرحاض ولا حتى ما يشبههم، كل شيء فيها أجدر بأن يكون غرفة للتعذيب لا للتعليم.

تقول إحدى معلمات هذه المدرسة للمشهد، :"من بين مئات التلاميذ لم يبقى هنا سوى ثلاثة فقط، جميعهم انتقلوا إلى مدارس القرى المجاورة التي تبعد عنهم مسافة طويلة، قرية كاملة تبلغ نحو 1500 نسمة يخصص لتعليم أطفالها الصغار هذه الغرفة المأجورة فقط، في موقع مرتفع يصعب للسيارات الوصول إليه فكيف لطفل يسير على قدميه، بطريق فرعية تتوسط غابة تحوي كافة أنواع المخاطر، تبعد مسافة نصف ساعة أو أكثر عن منزل أي طفل".

وتضيف :"نشعر بالذل والإهانة عندما نأتي إلى هنا، أيعقل أن نكون جميعنا في غرفة واحدة؟، أيعقل أن تدق المعلمة أبواب أهالي القرية لكي تستأذنهم باستخدام المرحاض؟ وبعضهم يوافق وبعضهم يرفض، وبعضهم لايفتح لنا الباب من الأساس، أيعقل أن يبلل التلميذ ملابسه المدرسية لأنه لم يجد مكاناً مخصصاً لقضاء حاجته وعمره الصغير جعله يخشى النزول إلى الأحراش؟ هل تستطيعين أن تتخيلي حجم الاحتقار الذي نشعر به؟ أتصدقين .. بتنا نصوم عن شرب الماء أنا والتلاميذ حتى لا نضطر لاستخدام المرحاض".

وتشير المعلمة، إلى أن هذه الغرفة المسماة "مدرسة" معين بها 4 عمال نظافة يقبضون رواتبهم دون دوام، فالمعلمات لا يرونهم سوى صدفة، وهن من يقمن بترتيب هذه الغرفة والاعتناء بنظافتها.

الأطفال" آية وعلي ومحمود" في حديث مع المشهد، عبروا بطفولتهم البريئة عن مدى المعاناة التي تواجههم في مدرستهم، وعن رغباتهم التي هي من أبسط الحقوق التي من الممكن أن يتمتع بها أي تلميذ في مدرسته.

تقول الطفلة "آية" وهي تلميذة في الصف الثاني الإبتدائي:"لا أريد أن أذهب إلى مدرسة قرية كيمين، أريد أن أبقى في قريتي ولكن ليس في هذه المدرسة، هنا لا يوجد أبواب ولا نوافذ ولا مراحيض وأنا عندما أشعر بالرغبة في دخول المرحاض انتظر ريثما أعود إلى المنزل".

ويضيف الطفل "علي" وهو أيضاً تلميذ في الصف الثاني الإبتدائي :"مقعدي يحتاج للتصليح فهو قديم جداً وممتلئ بالحشرات، زجاج النوافذ مكسر وهذه الغرفة تصبح باردة جداً في الشتاء والمطر يدخل إلينا عبر الشقوق الموجودة في الحائط، المدفأة معطلة وأنا أريد مقعداً جديد ونافذة جديدة ومدفأة تعمل".

وتابع الطفل "محمود" وهو تلميذ في الصف الخامس :"في هذه الغرفة لا يوجد إنارة، وفي الشتاء تضطر المعلمة لإغلاق الباب من شدة الرياح والبرد، وتكمل لنا الدروس على ضوء الفلاش الخاص بهاتفها المحمول، كما أن الطريق إلى هنا غير آمنة فكثيراً ما اسمع صوت الضباع وقد صادفت الأفاعي مراراً وأنا عائد من المدرسة".

وتجدر الإشارة، إلى أن مدرسة الستانية هي المدرسة الثالثة التي لم يسمح لنا بتصويرها، إلا أن الفوضى الحاصلة جعلت من المستحيل ممكناً.

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر