فتح معبر البوكمال: هل سيعود شريان الضخ التجاري مثلما كان بين سورية والعراق؟

فتح معبر البوكمال: هل سيعود شريان الضخ التجاري مثلما كان بين سورية والعراق؟

المشهد – نور ملحم
معبر البوكمال الحدودي من أهم العقد الاستراتيجية بالنسبة للخطوط الرابطة بين سوريا والعراق، ويصنف ضمن معابر خطوط الطاقة، وهي من المناطق الحساسة التي تدخل ضمن إطار التوازنات الإقليمية الدولية، وسيشكل حلقة وصل ذات بعد اقتصادي وسياسي بين البلدين فهو نقطة لعبور المواطنين لكافة الأغراض التي يقصدونها كما كان الحال قبل 2011.

تعزيز العلاقات
الأهمية الاستراتيجية المتعلقة بموقع هذا المعبر، جعلت منه هدفاً مهماً للإرهابيين حين انتشر تنظيم داعش الارهابي في شمال شرق وشرق سورية امتدادا إلى العراق لوصل المنطقة كاملة، وكان هذا المعبر واحداً من أهم ما عمد الإرهاب الى السيطرة عليه بعد احتلاله لدير الزور وتمدده في العراق.
ولا يخفى على من شهد تلك المرحلة أن هذا المعبر كان يشكل شريان الضخ التجاري بين سورية والعراق بحسب كلام رئيس اتحاد الغرف التجارية غسان القلاع مؤكداً في تصريحه " للمشهد"  أن إعادة فتح معبر البوكمال يشكل خطوة بالغة الأهمية ومنعطفاً أساسيا في سياق حل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن غياب تصريف الإنتاج السوري براً، وهذا سيسهم في تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين الذين تجمعهما اتفاقية تجارية وعلاقات تاريخية، كما سترفع من حجم التبادل التجاري، وتساهم في إنعاش اقتصاد البلدين وتضع حداً للأزمة الاقتصادية القائمة، من خلال بدء عملية تصدير المنتجات السورية عبر العراق الى دول الخليج.

العوائد الاقتصادية
وكانت قد قدرت قيمة الصادرات السورية عبر معبر البوكمال خلال عام 2010 بأكثر من 40 مليار ليرة سورية، بينما بلغت قيمة المستوردات نحو 57 مليار ليرة سورية، في حين وصل حجم الصادرات خلال عام 2013 وحتى تاريخ إغلاق المعبر في بداية 2014 أكثر من 35 مليار ليرة سورية، بينما بلغت قيمة المستوردات 80 مليار ليرة.
وبذلك فأن أهمية التبادل التجاري المأمول بين البلدين ولاسيما في المرحلة القادمة بما يمكن أن يحققه من عوائد اقتصادية على الطرفين قد تتجاوز مليارات الدولارات حيث يشير خبير الاقتصاد د. عمار اليوسف في تصريحه " للمشهد"  إلى أن فتح معبر القائم الحدودي خطوة في طريق التعافي الاقتصادي السوري، ومؤشر مهم على الصعيد الاقتصادي والسياسي ولكن لا ينبغي لنا التفاؤل إلى حد بعيد بهذه الخطوة اذ أنه لم يعد التبادل الاقتصادي في ما بين العراق وسوريا بالأهمية السابقة لعدة أسباب منها أن الدمار الذي لحق بالصناعة السورية كان له التأثير الكبير في ضعف الإنتاج السوري، ولم يعد من الممكن تصدير المنتجات السورية بالحجم القديم ما قبل الحرب إضافة لذلك وحسب المعلومات المتوفرة أن كثير من الصناعيين السوريين قاموا خلال الحرب بإنشاء معامل في العراق والأردن قامت بضخ المنتجات السورية في الأسواق العراقية، إضافةً إلى أن العراقيين أنفسهم قد اتجهوا إلى الاعتماد على أسواق بديلة للأسواق السورية إضافة إلى أنهم بدأوا بإيجاد بعض الصناعات البسيطة لديهم للابتعاد ما أمكن عن الاستيراد والاعتماد على التصنيع المحلي .
لافتاً إلى أن فتح معبر القائم قد شكل نوع من الربط الاقتصادي والمواصلاتي فيما بين الدول الأربعة إيران العراق سورية لبنان مما سيفعل حركة الترانزيت بين هذه الدول ولعل المستفيد الأكبر من فتح هذا المعبر هم الإيرانيون والذي سيصبح لديهم خط واصل من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني