"موسم التبغ " الفلاح يشقى وغيره يقبض

"موسم التبغ " الفلاح يشقى وغيره يقبض

اللاذقية - لمى عبد الكريم
يصر أهالي الريف الساحلي على عدم ترك أرضهم من غير زراعة وفق عرف قديم، يُحرم عليهم ترك أرضهم بوراً، فبحسب معتقداتهم الأرض وجدت لكي تزرع ومن لا يزرعها لا يستحقها.
آلاف الفلاحين في الريف الساحلي من طرطوس وحتى اللاذقية يعتمدون على موسم التبغ، ومن المعروف أن العمل في هذا الموسم يبدأ منذ شهر شباط ولا ينتهي قبل شهر حزيران، أي أربعة أشهر بالتمام والكمال.
تقول سمية إحدى الفلاحات التي تزرع أرض عائلتها بالتبغ لـ المشهد: نبدأ بالزرع وبعدها الحفر وإزالة الأعشاب، ومن ثم قطع الرأس، وبعدها قطف أول ورقتين في الشتلة وتسمى "الحسة" ومن ثم قطف الموسم وشكه بخيوط خاصة، بعد ذلك ننقله إلى مناشر خاصة لتجفيفه تحت الشمس ومن ثم كبسه في طرود وزن كل طرد 25 كيلوغرام وتلك المراحل تتم عبر فترات زمنية معينة مرتبطة بأحوال الجو.
أربعة أشهر من التعب والكد، ليحصل الفلاح في النهاية على سعر 1800 ليرة في أحسن الأحوال عن كل كيلو غرام من التبغ الجاف غير المكتوت، يضيف مازن وهو أحد الفلاحين المتمرسين في هذه الزراعة: حين نأخذ موسمنا للبيع علينا وفق ما هو متعارف عليه أن ندفع لبعض الأشخاص مبلغ 1000 ليرة عن كل طرد، العام الفائت دفعت 13 ألف ليرة بسبب هذا الأمر الذي يسمى رشوى في حقيقة الأمر، لكن عدم دفعه يعرضنا لخطر أن يصنف محصولنا درجة ثانية أو ثالثة حتى لو كان من الدرجة الأولى وبذلك يفقد الكثير من قيمته، ونحن دفعنا سماد وأجرة فلاحة الأرض وثمن خيوط وغيرها هذا غير تعبنا، ولا نستطيع المغامرة بخسارة جهدنا الذي نخسره أساسا بسبب تدني سعر كيلو غرام التبغ.
يستغرب علي أحد الذين توقفوا عن زراعة التبغ بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت به، وضياع جهده بحسب تعبيره، من أن يكون سعر كيلو التبغ فقط 1800 ليرة، ويضيف لـ المشهد: كيلوغرام واحد من التبغ ينتج تقريبا 50 باكيت من دخان الحمراء وسعر الباكيت 225 ليرة أي أن كل كيلو يدر على المنتج أكثر من 11 ألف ليرة يحصل الفلاح الذي يكد ويتعب منهم 1800 ليرة في أحسن الأحوال، أعتقد أنه ظلم كبير جدا ولابد من تعديل السعر خصوصا أن الجهة المستفيدة هي الحكومة وليس القطاع الخاص ونأمل أن تتعدل هذه الأسعار قريبا بما ويتناسب مع الجهد المبذول.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر