إحجام البنوك عن تقسيط السيارات يفتح سوق سوداء للقروض

إحجام البنوك عن تقسيط السيارات يفتح سوق سوداء للقروض

دمشق – رامي سلوم

دفع إحجام وكالات وشركات السيارات، ومن خلفها البنوك، عن فتح باب التقسيط على السيارات، إلى ظهور سوق سوداء لقروض السيارات لدى بعض الشركات، والتي تمنح الراغبين تسهيلات مالية  لشراء السيارات بنسبة فائدة تصل إلى 25%.

واعتبر مواطنون، أن عرض بعض شركات السيارات تقسيط سياراتهم بنسبة فائدة تصل إلى 25%، غير مجدي، ولا يحقق شروط التمويل الاساسية، لافتين إلى الشركات تدعي أنها ليست صاحبة العلاقة في منح القروض، إنما ستصلهم باحد المقرضين، ما وصفوه بالتبرير غير المنطقي، خصوصا أن العاملين في تلك الشركات، أو المكاتب إن صح التعبير يفاوضون العميل على نسبة (المرابحة) والتي لا تقل عن 25%.

في المقابل، التقت المشهد مع عدد من أصحاب المكاتب، الذين كرروا ما يعرضونه على المتعاملين، مبررين النسبة المرتفعة للفائدة، باضطراب سعر صرف الدولار، والحفاظ على القيمة الشرائية لمبالغ القروض.

أما المواطنون، فأشاروا إلى أن تلك المكاتب ترفض وضع شرط سعر الدولار ضمن عقد التقسيط، فعلى الرغم من تسعير سياراتهم وفقا لسعر صرف السوق السوداء، وإضافة نسب مخاطرة تصل إلى 30 ليرة سورية إضافية على كل دولار،  فإنهم لا يقبلون بشرط زيادة نسبة الفائدة في حال زيادة سعر الصرف، والقبول بفائدة عادلة في حال ثبات سعر الصرف.

وأضافوا، أن الواقع الحالي منفصل تماما عن موضوع التقسيط، ولا يتعدى كونه إقراض بفائدة جائرة، فأصحاب المال سيربحون في مختلف الاحوال، خصوصا في حال هبوط سعر الصرف، وبالتالي يبقى العملاء يدفعون فوائد باهظة لقاء مخاطرة لم تعد موجودة.

ولفتوا إلى أن شراء السيارة بقيمة فائدة تصل إلى ربع ثمنها، يوقعهم في خسارات كبيرة، خصوصا في حال إعادة البيع، حيث سيحصلون من المشترين على مبالغ غير عادلة ثمنا لسياراتهم بسبب تضخم ثمنها الأساسي.

من جانبهم، أشار مسؤولون في شركات سيارات كبرى، إلى أنهم لا يستخدمون هذا الأسلوب مع المتعاملين، وأن موضوع التقسيط متوقف من البنوك، مشيرين إلى أن فتح البنوك لباب التقسيط سيرفع مبيعاتهم، خصوصا ان علاقة البنك تكون مع العميل مباشرة بينما شركاتهم تحصل على ثمن السيارة مباشرة، وبالتالي فهم يضمون أصواتهم لأصوات المطالبين بفتح باب تقسيط السيارات.

أما البنوك، فعلى الرغم من الحديث عن موضوع سعر الصرف، غير أنهم أكدوا أن موضوع تقسيط السيارات، متوقف من المصرف المركزي، ولا يمكنهم حتى في حال رغبوا في إطلاق عروض التقسيط من تفعيلها قبل السماح بها من قبل المصرف المركزي.

وشهدت سوق تجارة السيارات في سورية ارتفاعا كبيرا، خصوصا بالنسبة للسيارات المستعملة، التي تصل اسعارها أحيانا إلى ضعف قيمة السيارة الجديدة من نفس الفئة في دول أخرى، ما جعل امتلاك سيارة حلم بعيد المنال عن شريحة واسعة من المواطنين، خصوصا الموظفين منهم.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني