"في حلب" طفل يعود من الموت والعائلة تطالب بإعدام المجرم (صور)

"في حلب" طفل يعود من الموت والعائلة تطالب بإعدام المجرم (صور)

نور علي

التحرش الجنسي بالأطفال من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تواجه أي طفل، ولعل تبعات الحرب السورية كانت عاملاً مساعداً لتفشي هذه الظاهرة.
حي "صلاح الدين" في حلب كان شاهداً على قصة الطفل "غيث كيالي" ابن الـ 8 سنوات، الذي تعرض لمحاولة اعتداء جنسي وضرب بأداة حادة حتى الموت، ولكن القدرة الإلهية شاءت أن يكتب لهذا الطفل عمر جديد ويكون دليلاً على المعتدي.

بحجة اصطحابه إلى والده حول عيده إلى مأساة

كالعديد من الأطفال نزل الطفل "غيث" برفقة إخوته ليلهو بالعيد دون أن يدرك المصير الذي ينتظره، ودون أن يعلم أن المثلجات التي يتناولها هي فخ لمصيدة نصبها له أحدهم.

يقول الطفل "غيث" :"عندما كنت ألهو مع إخوتي اقترب مني رجل يحمل بيده مثلجات قال أنه اشتراها لي وقال أيضاً بأن أبي يناديني وطلب منه أن يحضرني إليه حالاً،  ذهبت معه فقام باصطحابي إلى بناء مهجور وطلب مني الدخول فخفت ورفضت فأمسك يدي وأدخلني بالقوة ورماني أرضاً وبدأ بنزع ملابسي."

يتابع غيث :"بدأت بالبكاء والصراخ فخلع هذا الرجل أحد جاربيه ووضعه في فمي، حاولت أن أفلت منه ونزعت الجارب من فمي وهددته أنني سأفضحه عند أبي فابتعد عني وحمل حجراً كبيراً وانهال على رأسي ضرباً حتى فقدت الوعي ولاذ بالفرار".

يضيف "غيث" :"صحوت بعد ساعة أو أكثر أو أقل لا أعلم، حاولت أن استجمع قواي وذهبت إلى المنزل وأنا منهك تماماً وشبه زاحف، كانت الدماء تغرق جسدي بالكامل، لم أكن أتمكن من النطق وعيوني لم تكن تبصر الطريق جيداً، حقاً لا أدري كيف وصلت وكيف استطعت أن أروي لأهلي كل ما جرى معي."

ذهب للعب فعاد من الموت

حتى اللحظة لم تستطع عائلة "كيالي" أن تخرج من وقع الصدمة وتتناسى الصورة التي استقبلت "غيث" فيها.

يقول أحد أفراد عائلة الطفل للمشهد :"عندما وصل غيث كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، سارعنا به إلى أقرب مشفى وهو بين الحياة والموت، كان وضعه الصحي سيئاً إلى أبعد حد ورأسه شبه مُهشَّم، وبعد الفحص تبين أن غيث لديه كسر في الأسنان وجروح عميقة في الرأس والجبهة وفي الشفتين بلغت أكثر من 20 قطبة، بالإضافة لرضوض شديدة بسائر أنحاء جسده وأذية صريحة في العين اليمنى."

ويتابع :"عناصر الأمن حضروا حالاً إلى المستشفى وعلى رأسهم قائد شرطة قسم الحمدانية واستمعوا لرواية غيث ونظَّموا الضبط وسجَّلوا أقواله، واستفسروا من غيث عن بعض المعلومات التي تمكنهم من التعرف على المجرم فقال أنه من سكان منطقة صلاح الدين وشاهده أكثر من مرة يرتاد إحدى صالات الألعاب الإلكترونية وأنه شاب عشريني يدعى يوسف، كان يرتدي يوم الحادثة قميصاً أبيض وبنطال جينز أزرق."

ويضيف :"خلال قيام عناصر الأمن بجمع المعلومات من العائلة أفاد أحد أخوة غيث أنه سمع المدعو يوسف أثناء تواجده في صالة الألعاب يقول لصاحب الصالة أنه كان عند المختار لينهي كافة إجراءات الحصول على البطاقة الذكية، ولدى مراجعة المختار تمكن عناصر الأمن من معرفة اسمه بالكامل وتحديد مكان سكنه وتم التوجه فوراً للمكان المطلوب وإلقاء القبض عليه والعثور على ملابسه الملطخة بالدم."

قتلت طفلاً من قبل، ولم أعتقد أن غيث مازال حياً

بعد أن تم إلقاء القبض على المتهم المدعو "يوسف شيخ دبس" ذو الـ 26 عاماً، قامت الشرطة بمواجهته مع الطفل "غيث" في المستشفى الذي تعرف إليه على الفور.
 
تفيد مصادر للمشهد، أن المدعو "يوسف" بعد التحقيق معه اعترف بجرمه بحق الطفل "غيث كيالي" وباستدراجه بقصد الاعتداء عليه ومحاولة القتل العمد، وتوجيه عدة ضربات بواسطة حجر كبير على رأسه ووجهه، ولم يشك للحظة أن الطفل فارق الحياة.

وأشارت المصادر، أن المتهم ذو سوابق فمن خلال التحقيق، اعترف أيضاً بإقترافه جرماً مشابهاً منذ سنة وقتله لطفل بعد الاعتداء عليه جنسياً، وأنه قد الصق التهمة بشخص يعاني من متلازمة داون وبرَّأ نفسه من الجرم.

طِفلنا فقد طمأنينته والإعدام مطلبنا

حسب أقوال ذوي الطفل، فهو منذ الحادثة يمر في وضع نفسي صعب ويعاني من اضطرابات في النطق والنوم، بالإضافة لعدم رغبته في تناول الطعام أو الشراب، فضلاً عن آلامه الشديدة التي لا يمكن لجسده الغض أن يتحملها.

وناشدت العائلة عبر المشهد، أن يتم تطبيق حكم الإعدام بحق هذا المجرم ليكون عِبرةً لسواه، آملين النظر لمشاعر طفلهم ومشاعرهم وأخذها بعين الإعتبار، واسترداد حقهم ومراعاة حالة الغضب التي يمرون بها والتي عبروا عنها بجملة "دمنا فاير والإعدام مطلبنا".
ونحن بدورنا نضع هذه القضية وغيرها بين يدي أصحاب القرار على أن تأخذ العدالة مجراها وتتخذ كافة الأحكام والقوانين اللازمة.


 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر