سرافيس الشاطئ في اللاذقية "فوضى وخروج عن القانون"

نور علي - اللاذقية

إذا كنت تريد أن تحصل على مقعد في أحد سرافيس خط الشاطئ الأزرق - الميريديان، عليك أولاً أن تتمتع ببنية عضلية تسمح لك بتلقي الضربات التي من الممكن مواجهتها أثناء الصعود إلى السيرفيس وأثناء النزول منه، بالإضافة للحظ الذي تكاد دونه لا تحقق فرصة الركوب.

"سائق يتدلل وراكب يتشندل" و20 راكب بدل من 14

أكثر من نصف ساعة هي مدة الإنتظار بين كل سيرفيس وآخر، وأغلب سائقو هذه السرافيس يحددون الوجهة سلفاً دون التقيد بالخط ونهايته، أي يحددون الوصول فقط إلى دوار "الشاطئ" مع العلم أن نهاية الخط هي دوار "اللوشاتو" في منطقة الميريديان، وإذا كان الراكب يريد أن يصل إلى نهاية الخط فعليه أن يدفع أكثر أو ينتظر سيرفيساً آخر، وإذا قام بالجدال مع السائق ولو قليلاً مستهجناً، يختصر الأخير هذا الجدال بكلمتين "إذا ماعجبك انزل".

 أغلب المواطنون لاحت عليهم علامات الغضب والاستياء، حيث عبر أحدهم للمشهد قائلاً :"كل يوم على ذات الحال، ننتظر طويلاً وفي النهاية قد نوفق بالحصول على مقعد أو لا نوفق، عدة مرات وقعت مني ربطات الخبز وأصبحت مداساً لأقدام عشرات المواطنين الذين يتدافعون على السرفيس، والسائق بكل بساطة يقوم بحجز مقاعد معينة عن طريق منع الركاب من الجلوس عليها دون أن يعير أي اهتمام للفوضى الحاصلة".

فيما أضافت أخرى :"أنا أقف هنا منذ ساعة تقريباً، قلة السرافيس على هذا الخط ليس لها أي مبرر سوى الجشع، الركوب فيها بات اذلالاً علنياً وخاصة للنساء، فكيف لفتاة أو لسيدة أن تحشر نفسها بين مجموعة من الرجال المتدافعين، أهذا يعقل؟، وكيف لسائق أن يشير إلى فلان من الناس بأن مقعدك محجوز ويترك النساء تجلس في المقاعد المعاكسة الغير مخصصة للجلوس هذا إذا استطاعت أصلاً وسط هذه الحشود أن تجد حتى هذا المقعد".

 مواقف عشوائية للسرافيس وتدافع وتدخين وشتائم

كاميرا المشهد التقطت بعض الصور التي تظهر جانباً من جوانب الفوضى الحاصلة داخل سرافيس هذا الخط وكيف يقوم المواطنون بالاحتشاد والتدافع بغية التمكن من الركوب والحصول على مقعد، بالوقت الذي يقوم عدد كبير من سائقي هذه السرافيس بالتجاهل التام بل وإطلاق السباب والشتائم عليهم وفي خطوة مشابهة يركنون سياراتهم جانباً ويمنعون المواطنين من الصعود ويتوقفون عن العمل.

يضاف إلى ذلك، هو قيام عدد كبير من سائقي سرافيس هذا الخط باختلاق هذا الازدحام وهذه العشوائية باختيار مواقف أخرى غير المواقف المخصصة لهم ك "دوار الأزهري"، علماً أن هذه الخطوة ممنوعة وقد سبق لمديرية المواصلات بأن عممت على جميع سائقي السرافيس بعدم الوقوف بأماكن غير المنصوصة تحت طائلة الحجز والغرامة، إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يخالف تماماً القوانين ويعكس صورة تخلو من كل مقومات الحضارة.

من جانب آخر، التقطت كاميرا المشهد صورة من داخل أحد السرافيس يظهر فيها شابين اثنين يقومان بالتدخين علناً وعلى علم السائق، مع العلم أن إحدى المواطنات طلبت وعلى مسمع الركاب والسائق من هذين الشابين بعدم التدخين داخل السرفيس لأنها تعاني من وضع صحي معين ولكن دون جدوى، دون الأخذ بعين الاعتبار من قبل هذا السائق المرسوم القانوني الذي يمنع التدخين داخل وسائل النقل.
هذه الفوضى وسواها غالباً ماتحدث في وضح النهار ووقت الذروة لانصراف العاملين وطلاب المدارس، وكل هذا وذاك هو في ظل غياب تام للرقابة والجهات المعنية فمن المسؤول؟