لحظة من فضلك
د. زاهر حجو
ذكّرتني قذائف اليوم،والتي سبقتها،بالايام العصيبة:التي كنا نعيشها في حلب خلال سنوات خلت في الفترة الممتدة حتى نهاية ٢٠١٦،كان عدد الشهداء وسطيا يصل ل٢٠يوميا ،والجرحى اضعافهم،دائما ماكنت اسير في الشوارع،متوقعا سقوط قذيفة في اي شارع وفي اي لحظة...لحظة من فضلك:تفصلك هذه الوهلة بين اللحظة المارقة بين الحياة والموت،أي شخص معرض لان يموت دون سبب،هذا الشخص ربما كان في قمة اناقته،ينتظر موعدا مهما،او حدثا عاش لأجله،ومات دون تحقيقه،او قد يكون في نية السفر،ولكن القدر سبقه،قد يكون ابا واما او اخا:تنتظره عائلة على موعد الغداء او العشاء،فتفاجئ هذه العائلة باتصال من قبلنا نخبرهم بان الفاجعة قد حدثت،وانه لن يعود حيّا للمنزل.
لحظة من فضلك:قد اكون الطبيب الشرعي:الذي فحص الالاف من الشهداء :ضحية لتلك القذائف،ويتبدل دوري من فاحص لمفحوص:خلال لحظة فقط.
كتبت في ذروة تلك الاحداث:كل من يعيش في حلب هو مشروع شهيد،لذلك وفي حال استخدامه: وسائل التواصل الاجتماعي فعليه انتقاء كلماته بدقة،استباقا لجملة يكتبها من يرثيه على صفحته المنكوبة:هذا اخر ماكتب الشهيد...كل ذلك يحدث في لحظة.