الغش يعشعش في الأسواق ومئات المنتجات غير صالحة للاستهلاك

الغش يعشعش في الأسواق ومئات المنتجات غير صالحة للاستهلاك

دانيه الدوس
عشرات الضبوط بل مئات أحياناً والعديد من الإحالات إلى القضاء التي يتم تنظيمها يومياً في كل المحافظات بحق المتلاعبين بصحة المواطن، ورغم كل تلك الإجراءات تجد الغش يستشري ويعشعش في الأسواق على "أبو موزة" ليصبح تمديد الحليب وغشه بلتر ماء أو إضافة النشاء والجيلاتين إلى اللبن (ألف صباح صبح) كما يقال، أمام المواد الكارثية التي باتت تستخدم في الغش وتودي بصحة المواطن فتسمع بحالات التسمم الافرادية والجماعية بعد تناول أسماك وجبنة ومرتديلا فاسدين أو مايونيز وبوظة غير صالحة للاستهلاك، هذا وحدث ولا حرج عن الأمراض المنتشرة التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي يسببها تناول مقبلات مملوءة بالمنكهات والملونات الصناعية أو معلبات محشية بالدود أو لحوم منتهية الصلاحية فهنالك أمعاء و كروش  تطحن وتقدم على أنها كباب ولبن يخلط بالسبيداج ومادة الفورمالين المميتة، حتى تكاد تخلو الأسواق حالياً من وجود منتج مطابق للمواصفات الصحية وذات جودة العالية إلا ما ندر.
 
اللحوم أكثر غشاً
عضو في جمعية اللحامين بسام درويش رأى أن أكثر المواد الغذائية غشاً في الأسواق اللحوم بسبب ارتفاع سعرها قائلًا عندما يرتفع سعر أي مادة بغض النظر إن كانت لحوماً أم لا تزيد فيها نسبة الغش تلقائياً، فما بالك بسعر اللحمة الذي ارتفع أضعافاً مضاعفة عن العام الماضي بحدود 25% يقول درويش، تراوح سعر كيلو اللحمة العادية العام الماضي بين 2800 و 3300 بينما ارتفع هذا العام ليصل إلى 5 آلاف ليرة، في حين وصل سعر اللحمة المقشورة حالياً إلى 7500 بينما لم يتجاوز 5 آلاف ليرة العام الماضي معقباً: "كيف ما بدك ترتفع فيها نسبة الغش وسعرها هب هالهبة؟!" وهذا يغري أصحاب النفوس الضعيفة ليزدادوا ربحاً أكثر.
 
وأكد درويش ازدياد نسبة الغش في اللحوم  50% عن العام الماضي وهذا متوقع فمربح غش اللحمة –كما يقول- مغرٍ لضعاف النفوس، متسائلاً إذا كانت جميع الضبوط التي تنظمها ضبوط التموين حالياً هي عبارة عن مخالفات للقانون، فكيف إذا ما قامت بسحب عينات من اللحم المفروم في السوق وحللته "أكيد بيطلع بلاوي ."


وعن أساليب غش اللحوم تحدث درويش: "قد يقوم التجار بتعليق الاعضاء الذكرية على لحم الإناث وبيعه على أساس أنَّه ذكر أو خلط أكثر من نوع لحم فمثلاً لحم العجل تقبل الغش بنسبة 90% بدون أن يشعر المواطن يمكن خلطه بلحم الجاموس والبقر والديك الأحمر، كما يعمد التجار إلى تعبئة رئة البقر بالماء وتجميدها وفرمها مع دهن البقر وخلطها مع طحال غنم أو صبغة كرزة لإكسابها اللون الأحمر أو فرم صدر أمهات الفروج مع الطحال ودهن البقر ومن ثم بيعها على أنها لحمة خشنة، في حين يتم خلط نتر الفروج النيء وجلده مع الدهن وبيعه على أنه كباب او لحمة بالصينية."


 
وعي وتوعية
أغلب المنتجات الغذائية المعروضة في الأسواق حالياً مغشوشة كما يقول المتخصص في برنامج الأغذية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية محمد شهابي خصوصاً الأجبان والألبان والحليب التي تغش بمواد ضارة بالصحة أحياناً لتباع بسعر أرخص للمستهلك، مشيراً إلى أن التأكد من تاريخ الصلاحية والانتهاء على كل عبوة غذائية أمر ضروري بالنسبة للمستهلك للغاية وخاصة بالنسبة للمعلبات واللحوم التي تتسبب بضرر صحي في حال انتهاء صلاحيتها وليس كالسكر والشاي الذي لا يؤثر كثيراً انتهاء صلاحيتهما على الصحة،
 
ورأى الشهابي وجود جهل كبير من قبل المستهلك بمعرفة ما يجب أن يتناوله من خلال الاطلاع على المكونات التي تحتويها المواد الغذائية وبالتالي فالنظام الغذائي المتبع من قبله خاطئ فمثلًا أكثر المواد المستهلكة في مجتمعنا السكريات والتي تستخدم المواد الحافظة وهذا يتراكم مع الوقت ويحدث ضرراً على صحته لذا ترى انتشار مرض السكري والسرطان الدارج مؤخراً،  مشيراً إلى ضرورة التوعية من خلال وسائل الإعلام لنشر ثقافة ماذا يجب أن يؤكل.
 
 ضعف المردود المادي
 رئيس إدارة جمعية حماية المستهلك بسام عقلة رأى أن حالات وأساليب الغش ازدادت واختلفت عن فترة ما قبل الازمة راداً السبب إلى ضعف المردود المادي للمواطن الذي بات يتجه إلى شراء المواد الغذائية الأرخص بغض النظر عن جودتها هذا ما شجع التاجر على تصنيع تلك المواد من خلال الغش، مشيراً إلى أن المواطن السوري لطالما تميز منذ القدم بإبداعه بإنتاج المواد الغذائية ذات الجودة العالية من حلاوة وقباقيب وبوظة عربية الذي تحول في الحرب إلى إبداع من نوع آخر في التفنن باختراع أساليب جديدة للغش لكسب ربح أكثر بعد تغير الزمن وموت الضمير عند الغالبية وعلى الرغم من ضبط أكثر من حالة لمعامل كاملة تقوم باستخدام السبيداج في غش الأجبان والألبان لكن عقلة استبعد وجود مثل تلك الحالات وإن كانت موجودة فهي فردية –كما قال - فهنالك مواد أرخص منه ويمكن استخدامها في غشهما كالنشاء.

 

أكثر العينات المخالفة الواردة إلى المخبر هي منتجات المخللات وبخاصة اللفت التي يقوم المخالفين فيها باستخدام ملونات غير طبيعية لإضفاء اللون الزهري الباهي


 مواد مخالفة
مديرة المخابر بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لينا عبد العزيز أكَّدت أن أكثر العينات المخالفة الواردة إلى المخبر هي منتجات المخللات وبخاصة اللفت التي يقوم المخالفين فيها باستخدام ملونات غير طبيعية لإضفاء اللون الزهري الباهي يأتي بعدها منتجات الأجبان والألبان التي تركزت معظم مخالفاتها حول استخدام مادة النشاء والزيوت المهدرجة بدلا من الدسم الحيواني بهدف الغش وزيادة الربح على حساب المستهلك، إضافة إلى مقبلات الأطفال (الشيبسات) التي كان يتبين احتوائها على ملونات وتلوث ميكروبي يسبب أوجاع في البلعوم بسبب استخدام زيوت غير صحية إضافة إلى عدم وعي أغلب البائعين في وضعها في الشمس لفترات طويلة مما يتسبب بتلف تلك المواد.
 
 وأضافت عبد العزيز بلغ عدد العينات المحلَّلة منذ بداية العام وإلى اليوم 930 عينة منها 878 عينة مادة غذائية و 52 لمواد غير غذائية كانت نسبة المخالفة فيها بحدود13%  منها للمواد الغذائية التي تشمل المخللات وزيت الزيتون والأجبان والألبان، و5% فقط مخالفة للمواد غير الغذائية (منظفات، مكياجات) بينما بلغت الريعية من القطاع الخاص 22 مليون ليرة.
 
ولاحظت عبد العزيز انخفاض نسبة المخالفات في العيِّنات المسحوبة التي ترد إلى المخابر بشكل عام سواء كانت واردة من قبل القطاع الخاص أو المسحوبة عن طريق دوريات حماية المستهلك، عن العامين الماضيين فغالباً ما كانت تتراوح بين 25 إلى28% بينما حالياً لم تعد تتجاوز 12% مرجعة السبب إلى عودة المصانع النظامية للعمل من جديد بينما كانت غالباً ما تتم في ورشات غير نظامية ومخالفة (تحت الدرج)، إضافةً إلى ارتفاع مستوى الوعي عند المنتجين والصناعيين حيال مواصفات المنتجات التي يتداولونها.
 
 مواصفات الآيزو
 عما تقوم به المديرية حالياً قالت عبد العزيز: نعمل حالياً بمجال تأهيل مخابر كل من مديرية المخابر ومخابر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك باللاذقية وحمص وفق مواصفات الآيزو 17025 وهي حالياً في المرحلة النهائية من هذا المشروع بهدف الحصول على ضمان لدقة نتائج التحاليل الصادرة من قبل المخابر المذكورة إضافةً إلى منح المنتجات التي يتم تحليلها ضمن هذه المخابر جواز سفر مفتوح لها أمام الأسواق الدولية بالنسبة للتحاليل، مشيرة إلى استمرارية قيام المديرية بتحليل عينات من زيت الزيتون التي انخفضت نسبة المخالفة فيها -كما تؤكد- إضافةً إلى الحملة المستمرة التي تشنها على المواد المهربة ومجهولة المصدر حيث أن أغلب المواد التي كان يتم ضبطها إما أنها منتهية الصلاحية ويتم تعديل تاريخ صلاحيتها أو تزوير لماركات عالمية أو أن تكون ذات مواصفات متدنِّية وأغلب تلك المواد (الأجبان والألبان، البسكويت).

مراقبون غير نزيهين
عدم وجود مراقبين نزيهين وعدم كفاية الأنظمة والقوانين الموجودة لتكون رادعة وجدها رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للجودة هشام كحيل سبباً في انتشار الغش فقد يحل الضبط وتطوى العقوبة من خلال تقديم المال أو الهدايا للمراقب التمويني فيجب أن يوضع على رأس كل مراقب تمويني مراقب وعين تتابعه لذا تجد الغش موجوداً في كل شيء في الأسواق من غذاء ودواء حتى في الميزان، داعياً إلى ضرورة تغيير القوانين كلما دعت الحاجة لذلك فلكل فترة زمنية قوانين تناسبها وفترة ما بعد الحرب الحالية أخطر من فترة الحرب نفسها فمن المفترض صرامة القوانين والتشريعات الرادعة.
وأضاف: صحة المواطن يجب أن تكون خطاً أحمر ولا يجوز التساهل مع صاحب المخالفة أو اعطاؤه فرصة للتصحيح فكثير من الحالات تحتاج لقمع وقوانين صارمة وأيدي أمينة وعقول نظيفة تطبق القوانين.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر