لماذا تخلَّى فادي صبيح عن أربعة من أهم الأعمال؟ (فيديو)

لماذا تخلَّى فادي صبيح عن أربعة من أهم الأعمال؟ (فيديو)

 بديع صنيج - ريم غانم 
 بعد ”أبو الخيل“ في ”فوضى“ و“أبو العزم“ في ”دقيقة صمت“ التي انتقل بها من أدوار الصف الثاني إلى البطولة، برهافة في الأداء تفوَّق فيها على نفسه، تاركاً في قلوب المشاهدين شعوراً إنسانياً لا يوصف، عن الآليات التي يشتغل بها في بناء الشخصيات التي يؤديها، وعلاقته مع الممثلين الشركاء والمخرجين، وعن أرائه في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية، كان هذا الحوار مع الفنان ”فادي صبيح“:    
 
 أنت من الفنانين القلائل الذين أعطوا أهمية للدور الثاني، جاعلًا منه دوراً للأبطال، مُعطياً الأولوية للأداء وليس لحجم الدور، كيف تنظر إلى هذا الموضوع؟ 
 كنا نتعامل مع المعهد العالي للفنون المسرحية كدار مقدسة. أعتقد أنها ليست ميزة، وإنما بداية كلاسيكية عند معظم الممثلين، فمن الصعب أن يبدأ الممثل في أدوار الصف الأول، إضافة إلى أن أول الطريق العملي تكون صعبة، ويضطر الفنان لقبول أي دور يُعرَض عليه، وأنا من أولئك، لكنني كنت أشتغل على الدور -مهما كان صغيراً- كما تعلمت في المعهد العالي للفنون المسرحية، بإيمان وحب شديدين، وبقيت أصارع لسنوات طويلة، مُحقِّقاً نقلات وخطوات متواضعة وبسيطة، لكن مثل أي شخص، عندما تأتيه فرصة مهمة، عليه أن يُثبت نفسه وأن يترك بصمته الخاصة والمختلفة، وهذا حقيقةً ما حصل في مسلسل "فوضى" الذي أخرجه ”سمير حسين" وكتبه حسن سامي يوسف عندما قرأت الورق شعرت أن المهمة صعبة، ومن العيار الثقيل، إذ كانت شخصيتي دينمو  العمل ككل، وحينها وقفت خاوياً من أي فكرة، وبدأت التفكير ما الذي بإمكاني أن أضيفه من مفردات تمثيلية على هذا النص المهم؟ خاصةً أن مُشاهداتي الحياتي لمهنة الكومجي  ليست كثيفة. 

آنذاك بقيت خمسة أيام أتدرب عند الشخص الذي استأجرنا منه المحل، فموضوع فك الدولاب وتركيبه أمام الكاميرا ينبغي أن يكون حقيقياً ومبنياً على مِرانٍ حقيقي بهذه المهنة، وليس كما نفعل عندما نضطر لذلك كأشخاص عاديين، كما أن  مُعايشة مجتمع هذه المهنة، أضاف إليّ كممثل مخزوناً، وثقافة خاصة بحياتهم العملية وبالمصطلحات التي يتداولونها، وما شاهدتموه في أدائي لتلك الشخصية، هو انصهار كل تلك المشاهدات والمعايشات، إضافة إلى فهم الشخصية كما كُتِبَتْ، ولا ننسى الثقة الكبيرة التي أولاني إياها المخرج سمير حسين. لكن كما نعرف أن الدراما عمل جماعي، وأنت عندما تسعى للتميز في أدائك، فإن ذلك بحاجة لشريك، ورؤية مشتركة مع المخرج وفريق العمل ككل.

 كيف توازن بين سعيك للتميز من دون أن يكون ذلك على حساب الممثلين الشركاء؟ 
 في البداية، العمل مع شركاء يفرض أن يكون ثمة بياضاً بداخلنا، وهذا ما يجعلنا نمتثل لإرادة المخرج، لأننا نعلم أن عليه أن يضبط جميع الألحان، أما على مستوى الممثل الشريك، فعندما أكون حريصاً عليه وهو حريص علي، وعندما يُنبِّهني أن هذا أفضل وأنني أخطأت هناك، وأنا أقوم بالمثل، في تلك الحالة نكون مع بعض من دون أي حالة تَفَرُّد، وضمن جو احترافي، ندرك من خلاله أن لا أحد يتصيَّد الآخر، ولا يقتنص منه الأضواء، لذا نأخذ الملاحظات من بعض بحب وننفذها، إنها حالة الشراكة، وهذا حصل معي كثيراً، ولاسيما في فوضى مع الفنانين عبد المنعم عمايري، وديمة قندلفت، التي قالت إنها رغم اشتغالها مع الكثيرين، إلا أنها لاحظت محاولاتي لإظهار الممثل مقابلي مختلفاً ومميزاً، وأنا حقيقة أعتز بهذه الشهادة، وأتمنى ألا تكون بدَّلت رأيها. 
 
 في كل مسلسل نراك تبتكر مُصطلحات خاصة بالشخصية أو أفِّيهات تُردِّدها، وتبقى في ذاكرة المتابعين. 
 عندما أعمل على أي شخصية، فإنني أبحث عن مُفرداتها الحياتية، غير الموجودة ضمن النص، وأعتقد أن هذه مهمة الممثل، الذي بات يعرف مما خطته يدا الكاتب جميع ملامح الشخصية وعناوينها العريضة، كل روائحها وألوانها التي يحكي من خلالها، وحسب الظروف التي توضع فيها، لذا يبقى أن يضيف بعض النكهات الناجمة عن شغفه بهذه المهنة من وحي الشخصية، وفق هذا المنطق، جاءت كلمة "عمّنا" في مسلسل فوضى حيث كان صاحب المحل الذي تدربت عنده خمسة أيام يقولها، وأنا وجدتها دافئة وقريبة من الناس، وبرأيي أن لهذا السبب لقيت هذه الاستجابة من متابعي المسلسل. 
 
 بات الناس ينتظرون ما ستؤديه من شخصيات في كل موسم درامي، ألا يترك ذلك لديك مسؤولية في انتقاء أدوارك بحيث لا تكرر نفسك؟ 
 بعد مسلسل فوضى قلت بيني وبين نفسي: ما المشروع الذي سأقدمه بعد ذلك؟ فعلًا هي مسؤولية غير سهلة أبداً، فلنفترض أنه لم يُعرض علي عمل مختلف على مستوى السيناريو، أو أن يكون المعروض عليّ للمشاركة فيه هو أعمال عادية تُماثل ما يُقدَّم في السوق من دون أية نكهة خاصة، ماذا سأفعل في هذه الحالة؟ هل من الممكن ألا أعمل، بالتأكيد لا، لن أكون مثالياً، قد أقبل بأدوار لا تضيف إليَّ شيئاً، ولا تُحقِّق لي تمايزاً، لكن حينها إن كان إعجابي بالورق بنسبة 70% سأشتغل عليه ولو اضطررت للاستعانة بكاتب العمل نفسه، لأنني لا أستطيع المشاركة في أي عمل إن لم يكن لديه قناعة فيه ولو بالحد الأدنى، هنا مسؤوليتي تجاه نفسي وتجاه محبي أدائي تفرض علي هذا الحذر في الخيارات والمسؤولية تجاهها، لذلك أنا دائم البحث عن خيار أحمي نفسي به بحيث يكون أفضل مما قدمته في السنوات السابقة. 
 فمثلًا العام الماضي اعتذرت عن أربعة أعمال من عيون الأعمال منها حرملك الذي تعارض وقت تصويره مع عمل آخر أشارك فيه، وفي المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني هناك عملان: واحد مع المخرج زهير قنوع والآخر مع رشاد كوكش، كما كنت ضيفاً مع سمير حسين في مسلسل ورد أسود . 
 من جانب آخر، السنة الماضية عملت في مسلسل فوضى بدور كومجي، وهذه السنة بشخصية ميكانيكي ضمن دقيقة صمت، لذا كانت المهمة غاية في الصعوبة، كي أزيح إمكانية التشابه بينهما، وقضيت الكثير من الوقت وأنا أحاول تقليد ضحكة مقدِّم أمريكي شهير، وإبراز تمايزات جديدة في الشخصية. 
 على ذكر ورد أسود وهو من الأعمال القليلة التي ينطبق عليها مصطلح عمل درامي مشترك من دون أي اصطناع، وعرفنا أنه سبق أن عُرِض عليك أعمال مصرية، رفضتها لأنك لم ترغب أن يكون مرورك فيها عابراً، فما رأيك حالياً بالأعمال المشتركة؟ 
 الأعمال المشتركة باتت موضة، وهو ما فرضته حركة السوق، حتى ضمن مسلسل دقيقة صمت لم يكن هناك شخصيات لبنانية في أساس النص، لكن بطلب من المنتجين السوري واللبناني استجاب الكاتب، مع العلم أنه كان للعمل أن يكون سورياً خالصاً. وموضوع الأعمال المشتركة صار ضرورة للمحطات من أجل التسويق، بالتأكيد أنها أثرت على الدراما السورية، فبعد أن كان هناك 35 عملًا سورياً بسوية مسافة أمان ودقيقة صمت منها ثمانية أصيلة، في حين أنه الآن ليس هناك سوى عشرة أعمال منها 3 أصيلة، إنه ظرف الحرب والتمويل، وبعد أن سحبت تلفزيونات الخليج يدها من الإنتاج الدرامي السوري، باتت الدراما المشتركة ضرورية. 
 وهناك ممثلون لبنانيون مستاؤون من حالة الممثل السوري كبطل أوحد في دراماهم، وسمعنا ماذا صرح طوني عيسى، وأنا أعترف بأن معه حق، فمن حق الممثلين اللبنانين أن يأخذوا أماكن تليق بهم، لكن رأس مال شركات الإنتاج هو من فرض هذا الشيء، فالمال هو الذي يحرك الجميع، وهدفه الربح أولًا وآخراً. 
 يُقال إن أكبر حرب واجهت الدراما السورية هي حرب الهوية، وإحدى جبهاتها هي الدراما المشتركة، ما رأيك بذلك؟  
 لا أريد أن أجرَّها إلى هذا المكان، ففي حال كان هناك عمل سوري خالص فإنني سأحاكمه بغير طريقة، الأمر ذاته بالنسبة للأعمال المشتركة وحكمي عليها. بالتأكيد الحرب وظروف الإنتاج الدرامي ضمنها أثرت على الدراما، وعندما كانت العاصفة في أوجها، اضطررنا جميعاً للامتثال لبعض شروطها الإنتاجية، فمثلًا في عام 2013 اشتغلت ضمن مسلسل لست مقتنعاً به البتة، لكن فيما يتعلق بموضوع الهوية أتباهى بالمنتج السوري والممثل السوري والمصور ومدير التصوير، فهم مبدعون ومتميزون باختصاصاتهم، ويفرضون حضورهم أينما حلُّوا، وعندما أرى ضمن مسلسل لبناني بالكامل نجماً سورياً أوحداً يحمل العمل ككل ويحقق له النجاح، فهذا يفرحني، وهو ما اعترض عليه الممثلون اللبنانيون، رغم اعترافهم بالاستفادة من الحضور السوري في دراماهم على اختلاف تجلياته، لكنني أعتقد أنه بعد فترة سيكون هناك انفراجة إنتاجية، وستعود الدراما اللبنانية الخالصة، والدراما السورية الخالصة. ومع ذلك في عام 2007 اشتغلنا ضمن مسلسل ”صدق وعده“ مع 7 ممثلين مصريين، وكانت شراكة برغبة الطرفين، وخيار الطرفين، وربما الحالة الراهنة مع الشراكة اللبنانية هي مشاركة باضطرار الطرفين. 
 على سيرة الخيارات، أنت من الممثلين الذين لم يتركوا المسرح، رغم غيابك عنه مؤخراً لأربع سنوات، بعد أن اشتغلت مع المخرجين: عجاج سليم، تامر العربيد، أيمن زيدان،... ما هو الذي يجعلك تقرر أن توقف عملك في التلفزيون مقابل نص مسرحي؟ 
 أقول أن المسرح كما تعلمت من أساتذتي هو خيار شخصي، وللمتعة الشخصية، لاسيما أن مردوده الاقتصادي متواضع، وجميعنا يعرف أن الظرف العام لا يسمح للعمل بالمسرح، لكن إن رضخنا جميعنا ولم نضحي للعمل في أب الفنون، فمن سيكون مسؤولًا عن حركة المسرح؟ أحترم الأستاذ أيمن زيدان وأرفع له القبعة لأنه يأبى أن تمر سنة من دون مشروع مسرحي. صحيح أنني متوقف عن العمل بالمسرح منذ أربع سنوات، لكنني أبقى أفضل من غيري المنقطعين لسنين طويلة، لكن بصراحة لم يُعرض عليّ نص جميل، بالعكس أنا أبحث عن أحد يساعدنا بكتابة نص مسرحي عن فكرة نتشارك بصياغتها معاً. كما شاركت في السينما بعد طول انتظار، بشخصية طلال ضمن فيلم عزف منفرد من إخراج عبد اللطيف عبد الحميد. الفيلم بسيط للغاية، بمعظم تفاصيله، لكننا هنا نتكلم عن سينما المجاز، حيث يتم جلب نموذج إيجابي جداً، ووضعه ضمن الحالة العبثية التي نعيشها، لنرى كيف اضطر عازف كونترباص في الفرقة السيمفونية لأن يعمل في نادي ليلي، بتوليفة غرائبية تضع عازف هذه الآلة الأوركسترالية مع الطبل الشعبي وجهاً لوجه، لكنني أرى أن من واجب الفن تعزيز الجوانب الإنسانية المشرقة، مهما بدت استثنائية ومثالية للغاية. 
 برأيك هل استطاعت السينما أن تلامس واقعنا السوري أم ابتعدت عنه؟ 
 استطاعت في بعض الأماكن كما في أفلام جود سعيد كمطر حمص مثلًا، لكن ما يمكن الحديث عنه هنا، هو أن عدم نجاح بعض التجارب التي تنتجها المؤسسة العامة للسينما يكون في بعض الأحيان ليس لخلل فيها، وإنما لضعف التسويق، وللواقع السينمائي المُهترئ، فليس لدينا سوى ثلاث أو أربع صالات في مدينة دمشق فيها ملايين الناس، فلنتخيل أن 300 ألف فقط منهم يريدون حضور السينما، كيف سيتم ذلك، وكل الحق على وزارة الثقافة، في إحدى سنوات السبعينات كانت ميزانية تلك الوزارة توازي ميزانية وزارة الدفاع، لأن الثقافة تعد نوع من أنواع الدفاع عن البلد. 
 بالعودة إلى الدراما التلفزيونية، ما رأيك بالجدل الذي أثاره مسلسل دقيقة صمت؟ 
 إنه مسلسل جميل ومتكامل، فيه أكشن ودراما وحب وكل مقومات الدراما الناجحة، لكن تصريح كاتبه سامر رضوان شوَّش على المشروع في الوقت الخاطئ، ومن دون داعٍ، ما دفعني مع بعض زملائي لإصدار بيان حول ذلك، ولحسن الحظ أن ذلك لم يؤثر على مشاهدة العمل، مع أنني كنت أتمنى ألا تحصل تلك البلبلة، ففي النهاية المسلسل يحكي شيئاً كل الدولة تحكي عنه وهو الفساد، والنص تمت مراقبته والموافقة عليه، ليأتي تصريح الكاتب المُسيء، وأسوأ منه بيان وزارة الإعلام  وتبريراتها، إذ كان عليهم التأكيد على معرفتهم بكل تفاصيل العمل وموافقتهم عليها، وليس رمي التبريرات جزافاً وكأنهم هم المتهمون. 
 هل تجد أن عودة شركات الإنتاج الخارجية إلى سورية ساهم بإنعاش الدراما، أو عودة النصوص الجيدة؟ 
 عجلة الإنتاج الدرامي هذا العام كانت أفضل من سابقه، فعندما ينتج 18 مسلسلًا ثلاثة أو أربعة منهم جيدين جداً، فإنها تُعيد الدراما السورية إلى الخارطة العربية، وأتوقع أن تكون السنة القادمة أفضل، بعد فتح بعض السفارات، وإزالة الحظر عن المسلسلات السورية من قبل بعض المحطات كقناة أبو ظبي التي نفذت ثلاثة أعمال هذا العام، وهذه نقطة ضوء جميلة. 
 ماذا تابعت من أعمال وما تقييمك لها؟ 
 الحقيقة، لم أتابع كثيراً، شاهدت قليلًا من مسلسل مسافة أمان إخراج الليث حجو وهو عمل جميل وفيه طاقات حلوة مثل: كاريس بشار وسلافة معمار وإيهاب شعبان وعبد المنعم عمايري، وأنا أعلم أن الليث لا يعمل إلا على المسطرة، فإن لم يكن المشروع "معبي راسه" لا يشتغل فيه. 
 من لفتك من الممثلين الجدد؟ 
أنس طيارة مميز، وأعتقد أنه بعد سنتين إلى ثلاث سنوات سنذكره من بين الأسماء المهمة إن بقي بهذا الشغف، وهذه الطريقة الجميلة بالعمل، وهو من الشباب الذين تفردوا بأدائهم إلى جانب لجين إسماعيل  في مقامات العشق، وأدواره السابقة أيضاً، ومن الخريجات الجدد هناك نانسي خوري «اشتغلنا معاً في مسلسل زوال إخراج أحمد ابراهيم أحمد، وهي من الطاقات الكبيرة إلى جانب رنا كرم، ولا أخفيكم سراً أنه في آخر هذا الشهر سنُكمل سلسلة ببساطة على قناة لنا، وثمة شبه قرار من باسم ياخور  أن تكون المشاركات الأنثوية من الخريجات الجدد، ليأخذوا فرصتهم، وبحسب علمي، تم تحضير قائمة بأسماء من لم تشتغلن هذا العام، ليُصار إلى إشراكهم في هذا العمل، وهو بسكيتشاته الصغيرة يكون بمثابة مختبر للممثل يجرب ويحاول بأكثر من كاريكتر، ومن المقرر أن يتم عرضها بين أواخر شهر حزيران و 10 تموز. ب

رأيك كيف اختلف أداء المعهد العالي للفنون المسرحية بين الوقت الذي كنت فيه وبين الآن؟

الفرق كبير جداً، إذ كنا نتعامل مع المعهد كدار مقدسة، وكان هناك مجموعة أساتذة مهمين، نحترمهم ونهابهم لدرجة أن المسافة من باب المعهد للكافيتريا نشعر أنها مزروعة ب 400 لغم، ونحسب لها ألف حساب، وكنا ندعي ألا نصادف الأستاذ فايز قزق أو غسان مسعود أو جمال سليمان، ونصيحتي لطلاب المعهد أن يحصلوا أكبر قدر ممكن من المعرفة والعلم والخبرة خلال الأربع سنوات، فخارج سور المعهد عالم آخر، أعتقد أن الشغف بهذا المعهد بات مختلفاً، فهناك أناس دخلوا إليه وتخرجوا منه ولم يستطيعوا أن يتركوا بصمة، لأنهم بالأساس غير موهوبين، وكان قبولهم خاطئ.

من الممثلين أو المخرجين الذين تفضل أن تعيد تجربتك معهم؟ 

مثلت مع عابد فهد بصفته مخرجاً في مسلسل أبيض أبيض منذ 15 سنة، وهذه السنة كنا شركاء في التمثيل، ولا أرى مثله في التواضع، إذ يستمع إلى الملاحظة من شريكه مهما كان. وعملت مع أغلب المخرجين: المثنى صبح، سيف الدين سبيعي، نجدة أنزور، الليث حجو، سمير حسين.. وجميعهم يستمعون إلى الممثلين في حال كانت الأمور لصالح العمل. أما من الممثلات فأحب شراكتي مع الفنانة رواد عليو، ونظلي الرواس، وديمة قندلفت. 
 كان لك أيضاً شراكة مميزة مع ”هيا مرعشلي“، وكان ثمة تفاهم واضح بينكما. 
 دورها كان عبارة عن 16 مشهد فقط، ومنذ أن أرسلوا لها تفريغ شخصيتها، قالت لي أن الدور صغير، لكن إن كنا سنتساعد وتتبناني فيه فسأقبله، لنبدأ بعدها بروفات متواصلة لاسيما مشاهد الضرب والغزل.

أنت صاحب كاريكتر خاص ساهم في قُربِك من الجمهور، إضافة إلى اعتمادك على الصدق في الأداء والاقتراب قدر الإمكان من ملامسة الحس الإنساني لدى المشاهدين، برأيك إلى أي درجة ساهم ذلك أن تكون شخصياتك محببة ولها موقعها لدى المتابعين؟ 
هذه نعمة من رب العالمين، فكما أن هناك شخص ظريف وآخر حضوره ثقيل، وثالث تحب أن تجالسه، ورابع تكره الساعة التي تلتقيه فيها، كل ذلك له علاقة بحضور الشخص، وبكل تأكيد هذا يترك أثره الإضافي على أداء الممثل وتحضيره، لاسيما أنه يحظى بقبولهم مُسبقاً، وهو ما يختزن في قلوبهم مزيداً من المحبة له.

لن أُشجِّع أطفالي على امتهان التمثيل
هل تفضل أو تشجع طفليك نوار و كرم  أن يمتهنا مهنة التمثيل؟ وكيف تشاركهم يومياتهم؟ 

بالتأكيد لا، سأسعى لتوجيههم باتجاهات أخرى تناسب ميولهم، إلا إن كان ذلك خيارهم، فمن الطبيعي أن أدعمهم حينها. أشارك مع أطفالي نشاطاتهم، وأرافقهم إلى السباحة وكرة قدم والشطرنج، ولا أستطيع أن أكون ممثلًا معهم، وإنما أب عادي، وأحب أن أكون معهم كثيراً، كتعويض لغيابي الطويل عنهم، كما أنني دائماً أتعلم كثيراً من الأشياء في تلك المشاوير فيما يتعلق بمهنتي، وألتقط مفردات تساعدني في أدائي، فمثلًا عندما كنت في فرنسا ذات مرة، تعرفت على صبية وكانت كلما تحدثت على الهاتف تقول بالعربية بين كل جملة وجملة: لا تخشى شيئاً التي أصبحت لازمة في شخصيتي ضمن الولادة من الخاصرة.

الجزء الأول من اللقاء


الجزء الثاني من اللقاء



 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر