من تاجر كبير في حلب إلى متسول في اللاذقية (فيديو)

من تاجر كبير في حلب إلى متسول في اللاذقية (فيديو)

اللاذقية - نور علي

في ظل الأحداث السورية، تعرَّض العديد من التجار إلى خسائر فادحة في أموالهم لتدور بهم رحى الحرب وتقلب أحوالهم رأساً على عقب وتجعل من أشخاص كانوا يوماً ما أصحاب مهن وعمل، عمالاً عاديين أو عاطلين عن العمل.

هو رجل خمسيني اسم عائلته كفيل ليعرف عن هويته حولته الحرب  من تاجر في حلب إلى متسول يتجول في شوارع اللاذقية ويجلس في زوايا طرقاتها مطأطئ الرأس خجلاً، رجلٌ بات كما الكثير من السوريين تحت خط الفقر وتحت رحمة العوز والحاجة.

سخرني كالدابة وطردني عندما أصبت

كاميرا المشهد التقت هذا الرجل الذي أصر أن يتحدث دون أن يظهر وجهه وعبر قائلاً :"أقسم بالله ما تمنيت يوماً هذا المصير ولكن الفقر نال مني ومن عائلتي، مانزلت إلى الشارع إلا بعد أن فقدت القدرة على مزاولة أي مهنة فأنا مصاب بعمودي الفقري نتيجة قيامي بحمل عدد كبير من أكياس الإسمنت والبحص إلى الطابق السابع عندما كنت أعمل حمالاً عند أحدهم."

ويضيف :"عندما تأكد صاحب العمل أني أصبت تخلى عني وطردني من العمل وتنصل من مسؤولية إصابتي، علماً أنه هو من كان يطلب مني حمل عدد مضاعف من الأكياس وسخرني كالدابة، ولدي كل الاثباتات الطبية لحالتي الصحية من صور شعاعية ورنين مغناطيسي وإنني بحاجة لإجراء عمل جراحي لأعود قادراً على المشي والعمل".

الجمعيات رفضت مساعدتي والجوامع تجاهلتني

"عندما كنت ارتاد الجوامع للصلاة كان الأمام يحث المصلين على الصدقة والتبرعات لصالح العائلات المهجرة والفقيرة وعندما طلبت المساعدة من صندوق التبرعات تجاهلوا فقري ولم يعطوا للأمر أيَّة أهمية، ورغم أنني أحضرت معي مايثبت حاجتي الملحَّة للعلاج لم يكترث أحد وشاهدت مراراً كيف يقوم كل شخص من المصلين بوضع ما تيسر في صندوق الصدقة الذي لم ينهل منه أي فقير يوماً".

ويتابع :"الجمعيات الخيرية لم تكن أفضل حالاً، فهي الأخرى تجاهلتني بل ورفضت مساعدتي بحجة أنها لاتملك الميزانية، في حين أنها تملكها عندما تعد لاحتفالٍ خيري أو للتجهيز لأية مناسبة من شأنها جمع التبرعات ولكن لصالح من إذا كانت أبوابها مغلقة دائماً في وجه كل محتاج وكل من ليس لديه دعم."

أخجل أن تراني إحدى بناتي

يختار الزوايا المخفية في مناطق الثراء، يبتعد عن أماكن الازدحام وخاصة تلك الرئيسية التي يقصدها العموم.

"أخجل أن تراني إحدى بناتي، الموت عندي أرحم من لحظة كهذه أكون فيها متسولاً أمامهن بعد أن كنت صاحب عمل، اخترت هذا الطريق لأطعمهن، لأحميهن من الانحراف، لا أقبل أن تقوم إحداهن بالعمل والنفقة من أجلي، بل أنا مستعد لأي عمل مهما كان نوعه لأعيلهن واتحمل مصاريف الحياة اليومية، أريد عملاً غير مجهد أي كان لأن الذل صعب جداً والحاجة قاتلة".

لكل قاعدة على وجه الأرض استثناء ولعل التسول ليس بالضرورة أن يكون دائماً مهنة وحرفة، وأمام هذه الحالة وغيرها، يبقى السؤال دوماً أين وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل ودور الرعاية الإجتماعية والمؤسسات من كل ذلك؟

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر