"الناس يموتون على شواطىء طرطوس" والمسؤولون وعدونا وتهربوا من الإجابة

"الناس يموتون على شواطىء طرطوس" والمسؤولون وعدونا وتهربوا من الإجابة

طرطوس - نور علي

في هذا التقرير سنسلط الضوء على حقيقة ما يجري في شواطئ طرطوس المفتوحة , وكان من المقرر أن تلتقي كاميرا المشهد مع كل من مدير صحة طرطوس ومدير مكتبه "ظافر قشعور"، بالإضافة للدكتور "فراس حسامو" رئيس المنظومة الإسعافية في موعد تم الاتفاق عليه مسبقاً لتوثيق واقع الشواطئ بالصوت والصورة وما سبب حالات الغرق التي يتعرض لها المواطنين.

وخلال الاتصال معهم تحدث كل من مدير مكتب مدير الصحة ورئيس المنظومة الإسعافية، أن مسؤولية الشواطئ وسلامتها لاتقع على عاتقهم بل هناك جهات أخرى مسؤولة، وتغنوا بأنهم يقدمون كل ما بوسعهم من أجل سلامة المواطنين وأنهم خصصوا سيارتي إسعاف لخدمة الطوارئ على مدار 24/24، وأن حالات الغرق تعود لعدم إتقان المواطنين للسباحة وأن المواطن هو المتسبب الأول والأخير، كما أبدوا أنهم على استعداد تام لاستقبالنا والتعاون معنا، وفي الموعد المحدد لم نرى أحداً منهم ولم يجيبوا على إتصالاتنا المتكررة لتصبح بعد قليل جميع الخطوط النقالة الخاصة بهم خارج نطاق التغطية دون تقديم أي توضيح أو عذر.

هي شواطئ أقل ما يقال عنها أنها مكان لموت محتوم، السباحة فيها ليست عكس التيار وإنما داخله، المقبل إليها مفقود والخارج منها مولود.. هكذا هو حال الشواطئ المفتوحة في "طرطوس".

- شاطئ "الأحلام" هل أصبح مثلث برمودا؟

في رواية "برمودا" الشهيرة، فإن كل من يعبر خلال هذا المثلث مصيره مجهول، وفي موقع "كونكورد" التابع لشاطئ "الأحلام" في طرطوس فهناك تشابه كبير ولكن بشكل مختلف، فالمصير مجهول ومعلوم في آن معاً، إما الغرق أو النجاة.
يكاد لايمر بضعة أيام إلا ويشهد هذا الشاطئ عدة حالات غرق أكثرها أطفال، ولم تسجل سوى حالتين أو ثلاثة للنجاة أمام العديد من حالات الغرق والموت، بالإضافة لحالات مازالت قيد البحث ولم يعثر على جثث أصحابها حتى الآن.

المشهد علمت من مصادر خاصة بها أن هذا الشاطئ المفتوح لا يحوي أي لافتات إرشادية كما ادعت بعض الجهات المسؤولة في المحافظة، ولا يوجد به أي مشرفين أو منقذين، وإنما هو شاطئ للعموم لا رقابة عليه ولا رقيب، كما أنه يعد غير صالح للسباحة بسبب التيارات البحرية، ورغم ذلك تم إعتماده كشاطئ مفتوح ومجاني يستقطب أكبر عدد من المصطافين ويتصيد أرواحهم واحداً تلو الآخر، ومن الملفت أن أغلب حالات الغرق هي لمصطافين من خارج طرطوس، فهل أهل المحافظة على علم بخطر هذا الشاطئ وخطر السباحة فيه..؟.

- شاطئ "النورس" مجمع للغرق ونجاة بالحظ

لا يختلف كثيراً هذا الشاطئ عن سابقه فلديهما نفس القاسم المشترك.. "الموت"، وكليهما شواطئ مفتوحة للمواطنين كافة.
شاطئ "النورس" في المنطار، يسجل هو الآخر العديد من حالات الغرق التي لم تستطع أي جهة مسؤولة أن تضع لها الحد، ولعل التعامل مع هذه الحالات يتم إعتباره قضاء وقدر دون التطرق للأسباب والنتائج، ودون أخذ مصير هؤلاء المصطافين على محمل الجد، والتي كان آخرها غرق لأحد المواطنين أمس ونقله إلى مستشفى الباسل ليفارق الحياة.
حسب مصادرنا فإن هذا الشاطئ خالي أيضاً من كل إرشادات السلامة والمنقذين، ولم يتم ملاحظة أي لافتة تنبه المصطافين من خطر السباحة فيه، بل على العكس هو شاطئ يعتمد نظام الشاليهات ومصنف على أنه مجمع سياحي لا نحصي عدد نجومه كما لانحصي عدد الأموات فيه.

- الشواطئ المفتوحة كل شيء بالمجان حتى الموت

ربما كان يجب على هذه الشواطئ أن تكون مأجورة وخاصة لتكون خالية من رهاب الغرق والموت، تماماً كتلك الواقعة جنوب وشمال "بلوبي" المقرر طرحها للاستثمار ضمن شروط تحفظ السلامة العامة وتلزم بوجود منقذين ومراقبين، أو كتلك المملوكة من قبل مستثمرين، المتمتعة بمنشآت ترفيهية عديدة كالمسابح المغلقة والمزودة بجميع وسائل الإنقاذ والحماية اللازمة، والتي تقوم لجنة من المحافظة والسياحة من وقت لآخر بالكشف عليها  للتأكد من جاهزيتها، في حين تبقى الشواطئ الشعبية المجانية دون كشف وخارج إطار الخطة الأمنية السياحية.

وفي سياق مشابه، فإن بعض أنهار المحافظة لاتخضع أيضاً لأي نوع من أنواع الحماية والمسؤولية كنهر "العزق" الذي شهد حالات غرق، دون ما يشير إلى وجود أي جملة تنبيهية تمنع المواطن من السباحة فيه أو تحدد له مستوى العمق على الأقل وتحذره من التجويف الصخري.

مسؤولون يتقاذفون التهم والمسؤولية فيما بينهم، وتوثيق لحالات الغرق يحتاج لرفع كتاب إلى مجلس المحافظة وانتظار الرد، معنيون لا يدلون بأي تصريح دون أن يأذن أو يسمح لهم، وحالات متزايدة للموت، ومواطنون يدفعون ثمن اصطيافهم.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر