برعاية
"آثار غيّب معالمها الإهمال" موقع رأس شمرا وحروفه المنسية
-
ميساء رزق - 2019/07/06
- 1940
اللاذقية -ميساء رزق
كم هو محزن أن تزور موقعاً أثرياً في بلدك يقصده القاصي والداني للتعرف على حضارة بلد عمرها آلاف السنين لتفاجأ بإهمال ضرب أطنابه في جنباته دونما أي حس بالمسؤولية من الجهات الرسمية المفروض أنها راعية وحامية له، وموقع رأس شمرا الأثري خير شاهد على هذه التجاوزات التي وصلت حد الجريمة الموصوفة بحق معلم أثري صدّر الحرف واللون والموسيقى والقمح للعالم أجمع،واقع رصدته أعيننا واختبرته مواطن أقدامنا الحذرة ونحن نتجول في أرجاء مملكة كانت بالزمان الغابر منارة للجمال والإبداع والعدالة، فمنذ وصولك إليه تطالعك الحشائش التي تصل طول أطولنا بمنظر يبعد عن الناظر حدود الرؤية لما بقي من آثار ،ناهيك عن عدم التنسيق والترتيب بمسير الوافد للتمتع والتعرف على تلك الحضارة، وبسؤالنا لبعض القائمين على هذا الموقع وأهالي المنطقة أكدوا أن الجهات المسؤولة عنه من ثقافة وآثار ومتاحف لم تقرب الموقع للقيام بأعمال التنقيب والتعزيل للأعشاب المتشابكة التي استعمرت الموقع وغيّبت معالمه منذ العام الماضي والتي من المفروض أن تكون دورية وبشكل منتظم ومستمر للحفاظ عليها وإبراز هويتها وتفاصيلها بشكل لائق يرضي المقبل والزائر لمشاهدتها، وبالمقلب الآخر سؤال يتبادر إلى أذهان السياح إلى هذا الموقع :أليس من المفروض أن يدعم هذا الموقع بملحق يحوي منشورات ومجسمات وصور تذكارية توثق تفاصيله ليقتنيها الراغب كذكرى أسوة بجميع المواقع الأثرية في العالم ؟
ألا يستأهل رمز كرأس شمرا أن يلقى بضع ملايين من الليرات السورية لتحسين واقعه الحالي البدائي لرفده ببعض المرافق العامة والتي بالتأكيد ستعوض إن وجدت ما دفع بالترويج له؟
أسئلة كثيرة مشروعة توضع برسم من نصّب نفسه وصياً على شواهد لعظمة أجدادٍ خلّفوا لنا حضارة يقصدها أجانب من أصقاع المعمورة عرفوا قيمتها ونحن بأيدينا نهدم ما بقي منها من إهمال وجهل سببه غياب العقاب.
فهل من مجيب؟
