المخرج السينمائي المهند كلثوم: السينما السورية مجرد محاوﻻت!

المخرج السينمائي المهند كلثوم: السينما السورية مجرد محاوﻻت!

تقرير - ريم غانم
برز اسمه خلال فترة الأزمة السورية كمخرج سينمائي حاول توثيق آثار الحرب البشعة منذ عام 2011 على الجميع وأبرزهم الأطفال، كما نقل حقيقة ما يجري على الأرض عبر كاميراته التي عبرت الحدود، ورغم أن حلمه الطفولي كان أن يصبح طياراً على خطى والده، إلا أنَّ موهبته ومحبته للسينما دفعت به ليكون من المخرجين الشباب على الساحة الفنية اليوم.

مرحلتين مفصليتين
هناك مرحلتين مفصليتين في حياة المخرج تتمثل بالدراسة في أوكرانيا التي سافر إليها للتخصص في الإخراج السينمائي وما بعدها عند عودته إلى البلد عام 2011، المهند تحدث عن تلك الفترة بكل شغف مستعيداً ذكرياتٍ حفرت مكانها وساهمت بوصوله إلى هذا النجاح: "كانت تلك المرحلة غنية بالدراسة والتجربة العملية حيث كانت فترة تعلم ساعدتني على الدخول الاحترافي في عالم السينم، والتي تمثلت بأول فيلم حمل عنوان 'لماذا' عام 2004 بعدها تتالت الأفلام التي اخترت أن تحمل الطابع الوثائقي منها 'كفا' و'اليوم الأول والأخير'، أما فيلم
'أمل، إيمان، حب' فكان فيلماً روائياً طويلاً، حاكيت من خلالها واقع الانسان مع البيئة والثقافة الأوكرانية،
فيما طرحت في 'كفا' وجع المغتربين أو الأجانب فهو تحدث عن قصة النازية العنصرية عند الأوكرانيين القوميين الذين يرفضون الوجود الأجنبي، فكانت وثيقة سينمائية للدفاع عن المغتربين في أوكرانيا وحقق صدىً جميلاً في تلك الفترة وحقق مشاركاتٍ وحضوراً عالٍ وحصد الكثير من الجوائز، هذا بالإضافة إلى عملي بعد حصولي على الدراسات العليا في التلفزيون الحكومي الأوكراني."

العودة إلى سورية
يتابع كلتوم :"عدت مع بداية الأزمة عام 2011 وباشرت العمل على الفور وحمل أول فيلم توثيقي اسمه 'البرزخ' الذي تحدث عن قصة عبور الشباب السوري إلى الجولان في يوم الأرض، وتميز بأنه الفيلم الوحيد الذي كان يصور في تلك الفترة عندما كانت كل الكاميرات متوقفة، كما نسعى اليوم إلى إعادة عرضه لتزامن قصته مع الأحداث الراهنة في سورية. بعدها بدأت رحلتي مع المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني عام 2013 وأخرجت فيلم '29 شباط' و'توتر عالي'، وتوالت الأعمال وكان جزءٌ منها خاصاً مثل 'عشتارات' وهي سلسلة وثائقية، و'فيلم ياسمين' الذي وثق حالة الطفولة في سورية خلال الحرب وكيف كانت تنظر لها، وفيلم 'على سطح دمشق'، ومؤخراً انتهيت من إخراج فيلم 'نهري بحري' الذي سيعرض قريباً. شاركت أفلامي في العديد من المهرجات من أبرزها مهرجان 'موسكو' و'السينما الدولية ' و'تطوان' للسينما المتوسطية و'صفاقس' وفي ايطاليا واسبانيا وفرنسا، وحصلت من معظمها على الجوائز لكن كان لفلم 'ياسمين' النصيب الأكبر والذي حصل على 75 جائزة دولية وعربية.

انتعاش السينما بحاجة إلى قطاع خاص
معظم أفلام المهند كلثوم من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني وهي تجربة تحدث عنها ببعض الحياد وبنظرة عامة فقال عن تلك التجربة:
"كان مجهود المؤسسة جبار في فترة الأزمة وما قبلها فقد استطاعت مواكبة عدة فئات مستهدفة، فهي أولاً مؤسسة وطنية هدفها أن تعطي ثقافة والحفاظ على الهوية السورية، لذلك كان الخيار يقع على دعم الأنواع السينمائية التي تصب في نفس الأهداف، وعلى اعتبار أن هناك خمس إنتاجات خلال العام فهي لن تخاطر بإنتاج أي شيء.
أما بالنسبة لأفلامي فكانت هي الجهة الوحيدة في سورية التي تنتج وتدعم السينمائيين الأكاديميين، ومن واجبنا أن نقف إلى جانبها وندافع عنها، لكن حاولت المؤسسة أن تنفتح على المخرجين التلفزيونين وكان هناك عدة تجارب مثل نجدت انزور وأيمن زيدان وكانت ناجحة، وحالياً هناك أسماء جديدة من الخريجين الجدد.

السينما رغم الحصار
حصول أفلامه على العديد من الجوائز كانت برأي المهند هو نوع من التحفيز على الإبداع فهو يجد أن الجائزة الحقيقة لصناع السينما تكون بردة فعل الجمهور وتفاعلهم مع الفيلم، يقول:
"هذا ما لمسناه في الكثير من الدول التي عرضت فيها أفلامي ونالت استحسان الجمهور، من هنا استطاعت السينما أن تتفوق على الإعلام في الدفاع عن سورية وعن قضيتنا في المحافل الدولية، بالرغم من كل الحصار الجائر الذي تعرضت له، واستطاع المخرجون السوريون داخل سورية أن يوصلوا جزءاً من صوتنا لشعوب البلدان التي كان لها موقف سلبي، فساهمت السينما السورية التي كانت أقوى وأجرأ بإيصال الرسالة وكشف الحقيقة عن بلدنا وما يحصل فيها مع وجهات النظر المختلفة، في الوقت الذي كان فيه الإعلام في حالة إرباك ولم يقم بدوره المسؤول خلال الأزمة وهناك الكثير من الشواهد على ذلك، وتأكيداً على كلامي هناك أفلام سورية عرضت في المنظمات الدولية مثل مقر الأمم المتحدة وجنيف."

مشروع سينما الأطفال
كان للمهند كلثوم نشاطات أخرى بنفس سياق عمله تتمثل بسينما الأطفال التي كانت في جُلِّ اهتمامه فكان المدير الفني والمشرف على المشروع كون التوجه لثقافة الطفل سينمائياً وتدريبه وتدريسه على أن يكون مشاهداً جيداً للأفلام عبر التحليل والتقييم بشكل عام والذي يساعد على خلق طقس سينمائي نفتقده في بلدنا، ويضيف: "كل ذلك يترك تفاصيل جميلة لدى الطفل، فنحن نستطيع أن نخلق جيلاً مميزاً ومثقفاً ومحصناً بالثقافة سواء في مشاهدة الأفلام أو تصويرها أو في التعبير عن واقعه، من هنا انطلقت تلك التجربة التي بدأناها في مشروع 'مسار' عام 2014 بالتعاون مع مدارس أبناء وبنات الشهداء بإمكانيات بسيطة ومتواضعة."

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر