"نور شربا" مخرجة شابة تصل إلى العالمية في سن 22 عاماً

"نور شربا" مخرجة شابة تصل إلى العالمية في سن 22 عاماً

دمشق - بيداء قطليش
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ "ﻧﻮﺭ ﺷﺮﺑﺎ" ﺭﺣﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻦ ﻣﺒﻜﺮﺓ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻓﻴﻠﻤﻬﺎ ﺍﻷﻭﻝ "ﺳﻜﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ" ﻣﻦ ﺇﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟـ 17، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻊ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻓﻴﻦ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺿﺎﻓﻮﺍ ﻟﺘﺠﺎﺭﺑﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺎﺭﺱ ﺷﻐﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺔ، ﻣﺘﻠﻘﻔﺔ ﺃﻳﺔ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻭﺩﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ.
ﺗﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺨﺮﺟﺔ "ﻧﻮﺭ ﺷﺮﺑﺎ" ﺍﻟﻴﻮﻡ  22 ﻋﺎﻣﺎً، ﺑﺨﺒﺮﺓ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺃﻓﻼﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﺜﻞ ﻓﻴﻠﻢ "ﺍﺫﺍ ﺍﻧﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩ" ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺽ ﻓﻲ "ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ" ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭ"ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻭﺍﺳﻂ" ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻭﻓﻴﻠﻢ "ﻧﻔﺘﺎ" ﻭﻏﻴﺮه.
ﻭﺗﺴﺘﻌﺪ ﺷﺮﺑﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍلـ 15، ﻹﻃﻼﻕ ﻓﻴﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ "ﺍﻟﺼﻔﻌﺔ" ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻭﺻﻔﻬﺎ، ﻛﻮن مدته ﻻ تتجاوز ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺩﻗﺎﺋﻖ، ﻭﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ، ﺗﺄﻣﻞ ﺷﺮﺑﺎ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻖ ﻓﻲ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭ ﺑﺴﻼﺳﺔ ﻭﺣﺮﻓﻴﺔ، ﻟﻴﻀﻴﻒ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﺯﺧﻤﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً، ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﻐﻒ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺑﻞ صقلتها ﺑﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍلأﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠﻮﻡ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ.

وﺗﺸﺎﺭﻙ ﺷﺮﺑﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ المختلفة في دار الأوبرا، وهي التي تجد في جميع المجالات التعبيرية للفنون البصرية مجالا لها، فضلا عن العديد من من المهرجانات الخاصة بالتصوير، وتتمتع بخبرة واسعة في إخراج (الفيديو كليب) ومن أهم أعمالها المعروضة على يوتيوب "شمس الهوا " و "شآم " وتتحدث شربا عن تجربتها الفنية بوصفها رحلة ممتعة بدأت منها أولى خطواتها، وهي التي ترى في عالم الإخراج غايتها التي تعبر من خلالها عن ذاتها، وأفكارها، خصوصاً من خلال الانتقال بالفكرة من الصياغة المكتوبة إلى العمق الفني المدموج بالرؤية والرسالة، فالإخراج من وجهة نظرها يوصل عمق روح المخرج للمشاهد، ويبني انسجاماً عميقاً بينهما، كما هو تحد كبير لا يمكن لأي كان خوض غماره، على حد تعبيرها.

وعلى ما يبدو، فإن عشق شربا لتفاصيل الواقع يجذبها لمهنتها في الإخراج، خصوصا من خلال الأفلام الوثائقية التي تنتقي تفاصيلها بحذق من واقع الحياة اليومية بحلوها ومرها، وما تحويه كل لحظة من مشاعر تستحق التوقف عندها خصوصا أنها لحظة تمر من حياتنا القصيرة، مبتعدة قدر الإمكان عن الخيال إلا ما يخدم توصيل المعنى والصورة المراد التعبير عنها من واقعنا، ولها جملة من الأفلام الوثائقية التي أخرجتها لصالح عدد من شركات الإنتاج المعروفة، وبالنسبة لها فإن الفيلم هو روح الواقع.

وتحدثت شربا عن التحديات التي تواجهها في عملها، خصوصاً الموافقات المسبقة للتصوير في ظل الحالة الراهنة واستغلال البعض لأي صورة لأهداف سياسية أو فتنوية، مشيرةً إلى أن استخراج الموافقات يتطلب وجود شركة إنتاج مرخصة، ويساهم في إضعاف الإبداع الذاتي، والرغبة الشخصية للفنان، والتي ما كانت لتشكل عبئاً كبيراً لو كان من الممكن إصدارها باسم شخصي.

وتطمح شربا إلى خلق أسلوب جديد في التصوير والإخراج والفنون البصرية بشكل عام لتكون بديلاً عن مراكز العلاج النفسي، مؤكدةً أن إمكانات الصورة وخصائصها تفوق خصائص أي علاج آخر، بوصفها وسيلة إقناع وجذب، متابعة، إذا كانت الصورة الثابتة كما نعرف بألف كلمة، فما بال الصورة المتحركة التي ترتبط بإيقاع إخراجي منظَّم، يوصل رسالةً حقيقية قريبة من قلوب وعقول المشاهدين بأسلوب رقيق يلامس داخل كل إنسان، ويعالج آلامه الباطنية كون الصورة قادرة على الوصول إلى عمق كل شخص.

ﻭﺗﺄﻣﻞ ﺷﺮﺑﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺨﻠﻖ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻟﻠﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺒﺪﻉ، ﻭﺍﺣﺘﻀﺎﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻧﻪ، ﺩﺍﻋﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺑﻤﻮﻫﺒﺘﻬﻢ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻏﺎﻳﺎﺗﻬﻢ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﻋﻦ ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﻣﻬﻤﺎ  ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻝ، ﻓﺎﻟﺴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭصقلها ﻳﺼﻨﻊ ﺍﻟﻔﺮﺹ ﻭﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني