من واقع الأسر إلى واقع القهر "عائلات في اللاذقية تروي ظلمها" (فيديو)

من واقع الأسر إلى واقع القهر "عائلات في اللاذقية تروي ظلمها" (فيديو)

اللاذقية- نور علي

شوارع ترابية وبيوت عشوائية تكاد تنهار فوق رؤوس ساكنيها، صيفها حريق وشتائها غريق، وعائلات خرجت من أسر الإرهاب لتقع في أسر الفقر والحرمان، إنها حكايا حي عشوائيات الدعاتر أو كما هو شائع "الدعتور" في اللاذقية.

نساء محررات.. مستخدمات في سبيل العيش

وسط غرفة لاترى الشمس تعيش السيدة المحررة "ليندا" هي وبناتها الثلاث في واقع لا يختلف كثيراً عن الأسر الذي واجهته في منطقة "حارم" بمحافظة إدلب من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة.
تقول السيدة "ليندا" للمشهد :"زوجي استشهد في الحرب ومنذ سنتين وأنا أعيش في هذه الغرفة مع بناتي الثلاث، غرفة تفتقد لمقومات السكن جدرانها بات لونها أسود من شدة الرطوبة، شتائها قاس جداً يغرق أشيائنا بماء المطر الذي يتسرب من الأسقف والجدران علينا ونحن نائمون، عدا عن المياه الممتلئة بالأتربة والتي تصل إلى منازلنا من طوفان حفر الشوارع التي لم يسمع عنا وعنها مسؤولو المحافظة يوماً، ولم يعالجوا أي مشكلة من مشكلات الخدمات". 

وتتابع "ليندا" :"أعمل لمدة 7 ساعات يومياً أو أكثر كعاملة تنظيفات ومستخدمة في إحدى المؤسسات مقابل مبلغ 25 ألف ليرة سورية كل شهر، أدفع منه 6 آلاف ليرة سورية مواصلات و 15 ألف ليرة سورية كلفة آجار هذه الغرفة، وبما تبقى من الراتب أي بمبلغ 4 آلاف ليرة سورية يفترض أن أطعم بناتي وأسدد كامل نفقات الحياة أليس كذلك..؟ نحن نعيش على الحسنات من أهل الخير ولولا هذا لمتنا من الجوع والمرض، وحتى المرض لم يرحمنا فأنا لدي ابنة تعاني من شلل في الوجه وتأخر في النمو ولا أملك الوسيلة لعلاجها، وعندما عرضتها على المشافي الحكومية لم يكترثوا لحالتها أبداً، معاناتنا مغيبة تماماً ولا أحد من المعنيين يريد أن يرى أو يسمع ونحن لا نريد سوى أن يرأفوا بحالنا ولو قليلاً". 

لا طعام دون عمل وإرادة تتحدى الإعاقة 

يتكرر السيناريو ذاته ولكن بصورة مأساوية أوسع مع الأسيرة المحررة "شروق" التي تحدت إعاقتها بالإرادة وأصرت على تقديم امتحانات الشهادة الإعدادية بمعنويات عالية، وجدتها "أم نادر" التي نال منها المرض دون تلقي أي علاج. 
ثلاث عائلات تسكن في غرفة واحدة تطوف بهم في كل شتاء، غصة تحبس دموع الفقر والظلم، لا طعام دون عمل، فاليوم الذي تعمل به "أم شروق" تجد هذه العوائل الثلاث ما تأكله وإن بقيت دون عمل نامت هذه العائلات جائعة.
تقول "شروق" للمشهد :"أنا أسيرة محررة وجريحة فقد أصبت برصاصتين متفجرتين إحداها بيدي والأخرى بقدمي الأمر الذي سبب لي إعاقة بعد أن فتتت الرصاصة العظم، أسكن أنا ووالدتي وعائلتين غيرنا في غرفة تطوف علينا كل شتاء، فالماء الذي يملأ الشوارع يتسرب إلينا ويغرق أغراضنا".

وتتابع "شروق" :"أبي استشهد مع أخوتي في الحرب وأمي  تعمل كمستخدمة في البيوت لتعيلنا، إحدى الجمعيات أجرت لي عملية جراحية في قدمي وبعدها طلبت مني أن أقوم أنا بتحمل نفقات العلاج، ونفقات دراستي ليس هناك أي جهة رسمية تتحملها فحتى هذا الأمر والدتي تحمله على عاتقها، علماً أن ما تتقاضاه لا يكفي لتغطية جميع هذه المصاريف، أسرنا لمدة ثلاث سنوات وتعرضنا للإهانة والتعذيب فالمسلحون كانوا يدوسون على وجهي، وكل هذه المعاناة لم يلتفت إليها أحد ولم تلق إهتمام من أي مسؤول، نحن لا نريد شيئاً سوى أن يتم أخذ ما نعانيه في عين الاعتبار وتقديم يد العون لنا والنظر لحال الحي الذي نسكن به الخالي من كافة الخدمات وحال الغرف المزرية التي تأوينا".

نساء وأطفال اختاروا من غرف متهالكة في سكن العشوائيات ملاذاً لهم، نساء بقين دون معيل أو سند، رجالهم استشهدوا في الحرب ليهبوا الحياة لمن لم يمنحها لعائلاتهم.



 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر