الدراما الفارغة من القيم ضيف قاتل في منازلنا!

الدراما الفارغة من القيم ضيف قاتل في منازلنا!

المشهد - خاص
تصر "سيلينا" ابنة أختي التي لم تتجاوز الرابعة والنصف من العمر على أن اسمها "نهال" أسوةً ببطلة المسلسل التركي "الحب الأعمى" بعد أن تابعته مصادفة لعدة حلقات لا تتجاوز ال 10 حلقات ، ما يشيرإلى تأثير الدراما على عقول الأطفال وحتى الشباب والنساء والرجال  الذي بات خطراً حقيقياً على المجتمع، و يزداد الأمر سوءاً مع غياب التربية الصحيحة وغياب دور المرشد النفسي في الكثير من المدارس والذي مايزال دوره يحتاج إلى التفعيل .

 الدراما وخطر الموت
في شهر نيسان من العام الفائت، أقدم الطفل إبراهيم حويلي  البالغ من العمر 11 عاماً على شنق نفسه بمساعدة أصدقائه، بينما كان يحاول أن يجسد مشهداً من المسلسل التركي  قيامة أرطغرل"  لكن العناية الإلهية أنقذت ابن بلدة الرفيد في الجولان السوري المحتل، حين هرع أصدقاؤه يستنجدون بأهل الطفل الذين حضروا وأنقذوا ولدهم حيث بقي غائباً عن الوعي لمدة يومين بأحد المستشفيات.

تقول المرشدة النفسية "رغداء خير بك" للمشهد  إن للدراما أثراً سلبياً كبيراً على الأطفال والشباب، مضيفةً أن ذلك الأثر قد يصل لحد التسبب بوفاة أولئك الذين يتأثرون بالدراما بشكل كبير، مؤكدة أن التربية سواء في المنزل أو المدرسة تلعب دوراً كبيراً.

استغلال الدراما من أجل الربح
بالتزامن مع عرض الجزء الأول من مسلسل "الهيبة" عام 2017 والشهرة الكبيرة التي حققها آنذاك، افتتح في طرطوس مقهى حمل اسم المسلسل "مقهى الهيبة"  صاحب المقهى حاول استغلال شهرة المسلسل لافتتاح مقهاه، وهو أحد التأثيرات الايجابية للدراما على المجتمع، كما يؤكد باحثون اجتماعيون.

كيف نحد من التأثير السلبي للدراما
تؤكد المرشدة النفسية رغداء خير بك  أن للأسرة دور كبير في حد الآثاﺭ السلبية للدراما على أبنائها، وذلك من خلال انتقاء الأهل لبعض المسلسلاﺕ لتكون مشاهدة من قبل الأسرة بشكل يومي خلال شهر رمضان، مضيفة: على الأهل صرف أبنائهم عن متابعة كل مسلسل لا يمثل القيم والأخلاق، وذلك أمر يتم إن ضحى الأهل برغبتهم بمشاهدة المسلسلات السلبية، فالأبناء يقلدون أهلهم، لكن بالتأكيد لا أستطيع صرف ابني عن مشاهدة مسلسل أتابعه أنا، فبهذه الطريقة سأثير فضوله لذلك من الأفضل ألا أتابعه أيضاً.

و تنصح خير بك  الأهل بتوجيه أطفالهم منذ سن مبكرة نحو نشاطات أخرى خارج الشاشة ومتابعة التلفزيون، ما يخفف الإدمان على التلفزيون ومسلسلاته، تضيف: بالنسبة للأطفال نلفت أنظارهم لمتابعة برامج الأطفال البعيدة عن العنف والقتل وفي أوقات محددة، كما تنصح الأهل أن يتعرفوا على ميول أطفالهم وحاجاتهم ورغباتهم والعمل على تنميتها وتوجيه سلوكهم باتجاه تقدير الذات وحب الآخرين، وتحصينهم بالحب وغرس الوعي لديهم وتعويدهم تحمل المسؤولية وعدم الإنجرار نحو العواطف.

شخصية البلطجي في الدراما
تطرح المرشدة النفسية خير بك مثالًا عن شخصية الفنان عابد فهد في مسلسل دقيقة صمت، وتقول إن لها أثراً سلبياً كبيراً على المجتمع حيث يلعب فهد دور شخص متمرد بلطجي يسيطر على البيئة المحيطة، وهذا يؤدي بدوره لغرس مفاهيم مغلوطة تقود لفكرة أن البلطجي هو القوي المسيطر. تورد خير بك  مثالاً آخر عن شخصية العكيد في مسلسلات البيئة الشامية خصوصاً في مسلسل باب الحارة  الذي سبق وأن حقق نجاحاً ومتابعة كبيرة خلال السنوات الماضية، و تقول المرشدة النفسية إن الأثر لهذه الشخصية فاق كل توقع، حيث بتنا نرى العبارات التي يقولها "العكيد " متداولة في حياتنا اليومية، "وشكلين ما منحكي " .

تحكم شركات الإنتاج بالدراما
يقول أحد كتاب الدراما للمشهد مفضلًا عدم الكشف عن اسمه إن نوعية ومضمون الأعمال الدرامية أمر تتحكم به شركات الإنتاج التي تبحث عن الربح فقط، وتطلب أعمالاً تحظى بنسب مشاهدة عالية، وهو أمر يرى أنه ساهم بانتشار هذا الكم من الأعمال الدرامية السلبية، مضيفا: كان يفترض أن تعوض شركات الإنتاج الحكومية بدعم وإنتاج المزيد من الأعمال الهادفة، لكن الذي جرى أن تلك الشركات ابتعدت خلال وقت الحرب وانكفأت عن قبول الكثير من الأعمال بسبب الظروف الحالية وهو ما دفع الكتاب لكتابة نصوص يعلم أنها مرغوبة لدى شركات القطاع الخاص، فالكاتب لا يستطيع الصمود بدون عمل.

 الدراما السورية الحالي ودورها
ترى خير بك أنه من واجب الدراما السورية أن تلعب دوراً إيجابياً خلال الظروف الحالية، وذلك عبر تقديم مسلسلات تحاكي واقع المواطن السوري الحالي، وأن تكون موجهة لكيفية إعادة بناء الثقة من جهة وبناء الإنسان الذي تعرض للعنف بأشكاله العديدة من تشرد وتهجير من جهة ثانية، مضيفة أن الأعمال الدرامية مهمة جداً أيضاً من ناحية جمع الأسرة بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي التي يدمن عليها الجميع.

 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني